تذكرون عندما قلت لكم إن عصابة العملية السياسية لا يستهدفون سنة العراق لأنهم سنة، وإنما لأنهم عرب، وإنها عندما يحين الحين ستهاجم شيعة العراق، أيضاً لأنهم عرب، وهذا ما جرى في كربلاء وبعض مدن الفرات الأوسط، ففي البداية استهدفوا ضباط الجيش العراقي الوطني والبعثيين من أبناء هذه المناطق وهم جميعاً أبناء عشائر عربية، ثم هاجمت هذه العصابة مكتب المرجع الشيعي السيد الحسني الصرخي وحاصرته في الذكرى الرابعة والتسعين لثورة العراق الكبرى في العام 1920 ثم استخدمت الطائرات المروحية وقطعان الجيش الحكومي في ضرب أنصار السيد الصرخي، لأنه قال بخطأ حرب المالكي على الشعب في الأنبار. الآن وقد أعلن المالكي، في أواخر أيامه وثنيات وداعه إلى غير ما رجعة، الحرب على شعبنا في الفرات الأوسط والجنوب مع خروج ثلثي مساحة العراق عن سيطرته، فالواجب على أبناء ثورة العشرين أن يعلنوها ثورة على الطغمة التي فرضها عليهم المحتل فصادرت مذهبهم وقتلت أخوتهم في غرب العراق وشماله ووسطه باسمه ودمرت بلدهم باسمه وهجرت العراقيين وشردتهم باسمه، وليس من ضرورة لتأكيد الحقيقة الناصعة التي تثبت أن هذا ليس مذهبكم الذي وضعه لكم إمامكم جعفر الصادق عليه السلام، وإنما هو الدين الجديد الذي صنعه الفرس ومواده الأولية من أسس مذهبكم بعد تشويهها. وأنا أستبعد أن تطلق عصابة العملية السياسية داعش على مقاومة أنصار السيد الصرخي، وأنها ستصمم اسماً جديداً يوحي بالإرهاب ويجعل له علاقة باسم داعش، ليكون العراقيون جميعاً متهمون بالإرهاب وتكون عصابة المنطقة الخضراء هي الملائكة التي يستهدفها الشعب العراقي (الإرهابي). الآن، أصبح مصير وحدة العراق بيد أبناء الوسط والجنوب، فإما أن يقفوا وقفة تاريخية كوقفة أجدادهم قبل قرن من الزمان فيحموا كرامة العراق ويعيدون له السيادة والعزة والهيبة، وإما أن يتحملوا الذل الذي رسمته لهم هذه العصابة، ولا أعتقد أن الأمر فيه أي شيء من الغموض فهم مستهدفون من المالكي لأنهم عرب، كما استهدف اخوتهم وأبناء عمومتهم وخؤولتهم في غرب العراق وشماله لأنهم عرب.. عروبتكم ـ يا شيعة العراق ـ هي المستهدفة فإما أن تقولوا (الله أكبر)، أو (الله أجبر)، و(صلوات الله على النبي)، أو (سلوات الله على النبي)، ولا أظنكم مفرطين بعروبتكم وبإسلامكم فقوموا للجهاد الحقيقي، يرحمكم الله، واكنسوا أناساً غرباء تسموا بأسمائكم وتزيوا بزيكم وفرضهم من احتل بلدكم واكنسوهم من محافظاتكم كما كنسهم اخوتكم في المحافظات الأخرى وذلك خير العمل الذي تذكرونه في صلواتكم الخمس يومياً.