لاتسقني ماء الحيـــاة بذلة بل فاسقني بالعز كأس الحنظـــلماء الحياة بذلــــــة كــجهنم وجهنم بالعـــــز أطيب منـــــزل" عـنتر بن شـــداد " يروى أن معاوية بن أبي ســفيان , سئل : ما النبــــل .؟ . فقال : الحلـــم عند الغضب , والعفــــو عند المقـــــدرة . والنبــل , في كل المعاني .. السمو والرفعة والرقي .. و نزاهـــة النفس , ونقاء الضمـــير , والنأي عن كل ما يدنس الخلق الكريـــــــــــــــــــــم . صن النفس وأحملها على ما يزينها تعش سالما والقول فيك جميــــلولا ترين الناس الا تجمـــــــــــــــلا نبـــا بك دهــر أو جفاك خــــليل" الأمام علي ـ رض " هذا هو " النبـــــل " .. فأين منه ومن " نبـــل .. !!! " , الذين جاؤوا مع المحتل ونابوا عنه " سياسيين ومعممين " . وحققوا للمحتل ما لم يكن يحلم بتحقيقــه , كما لم يكن بأمكانه انجازه , بالشكل الذي انتهى اليه الحــــال . وعلى مايرام وأكــــــــــــــــــثر . هل " النبــل " هو شن هذه .. " الحملة الكارثية , الطائفية " بشكل خاص , ووضع النــــــــــاس بين " مطرقة المحتل الغاشم " في كل ما يتطلع اليه من مصالح وأطماع , وبين " سندان الجار الحاقــد " الـــــــذي " ركب مركب الطائفية " في وهم مريض هو تصور امكان العودة الى تحقيق " أمجاد أمبراطورية فارسية " , كانت في الماضي , كما كان حـال العديد من " الأمبراطوربــات " التي انتهت مع هذا الماضي وانـــــــدثرت . وكل عودة الى التفكير بها .. لايمكن أن يدخل الا في باب " أضغاث الأحـــلام " . فقــد اختلف الزمــــــــــــــان , وأختلف الأنســـــــــــــــان . الحلـــم .. ـ بضم الحاء ـ عقـــل وحكمـــة , والصــبر الجميـــــــل .. حلـــــوا , وان كــــان مــــر . ولكن , لكل حال مقام ومقال , في الأحكــام والآجــال والمــآل . تبدأ منها وتنهي اليها ... ولا تقف عنــدها . فالحلم .. مع الظلم والجـــور والطغيــان , بلا ... حــدود , ضعف وجبن وذل . والصــبر الى ما لا نهايـــــة .. مــر , علقـــم , لايطاق , ولايمكن أن يكون حلوا ولا بأي شكل وحال . فهو خنوع وعبوديــة , واستخفاف واستهانة بأنســانية الأنســــان , الذي كرمه " الخالق المبدع " على كل المخلوقــــــــــــــــــات . بقــــــــــوله تعـــــــــــــــــالى : " ونفخنــــا فيه من روحنــا " بمعنى أودعنا فيه شيئا من " ذاتنا " جلت قدرتــه . وقوله " وخلقنــا الأنسان في أحسن تقويم .." . بهذا فأي أمر في هذا المجال وعند حدود ما يتجاوز الحــد , لا يمكن أن يكون الا تعبيرا على عدم احــترام تقدير الخالق العظــيم . في اعتزازه بخلقــــه , وهــــذا كفـــــــر وشــــرك والحــــاد . مضى أكثر من عقــــد . وذاق الناس كل أنواع الويــــــل والثبـــور . وتحملــوا ما تنــؤء بحمله الجبال , وليس من المحتل على ما ذاقـــوا منــه , بقـــــــدر ما كان من " ظلم ذوي القربى " . وهو أشـــــد مـــرارة . وطفى .. ما طفى .. من كل ما هو معيب ومخجل ومؤسف , من جهل وتخلف وتردي ...., وصولا الى ما وصل اليــــــــــــه الحال بما هو عليه اليــوم . بما ليس له هناك من زائد لمزيـــــد . .. " فقــــــد طمى الخطب حتى غاصت الركــــــب " . وانها لمن بعض الحسنات رغم قسوة كل ما حصل أن يطفو الذي طفى ... والذي ما كان له ليطفو لولا أن كشفت النفوس الضعيفة عن مكنوناتها الرخيصة والمعيبـــة في معادنهـــا الرديئــة .. , وهذا مما تأتي به عدالة الســـماء والحــــياة , ليكون اكتساح كل هذا الردئ الذي ظهر على السطح كي لايبقى له أثر من دنس على الأرض الطيبـــــة . " أما الزبد فيذهب جفـــاء وأما ما ينــــــفع فيمكث في الأرض " . لماذ ..الثـــــورة .. ولماذا .. يثـــور الناس ؟. الثــــورة .. ابتــداءا : نوع من أنواع " الرفض " بدرجة عالية , فاعلة وسامية , والرفض لايأتي الا عندما يكون هناك أمر لابد من رفضـــه , وليس هناك من شيئ يمكن ان يواجه بالــــــــــــرفض كـ " الظلـــــم " , والظلم بكل أنواعه وأشكاله وآثــــــاره . وهـــــو , على حالين , في اختصار ما يمكن أختصاره . الأول : معنوي .. وأول الأولويات فيه ... " النيــل من الكرامــــــة ". والثاني : مادي , وأول أولويــاته ... " الحرمــان من الخـــبز " . و .. " الخبز مع الكرامــة " حالة متلازمة , مع سبق في التفضيل للكرامة على الخبز . ذلك , وأن كان بالأمكان العيش بالخبز , ولكن ما طعم هذا الخــبز , بدون كرامة . سيكون خــبزا بلا نكهة ولاطعم ولا رائحــة تلك الرائحــة التي تـتــــفتح لها .. " خلايـــــا الروح والجســـد " والتي لايعرفها حق معرفتها الا " جائع " وهو يتناول " رغيف خبز خرج للتـــو يلهث من تنــــور " والتي بدونها لايكون ـ الخـــــــــــــبز ـ الا بما هو أقـــــــــــرب من .. " العلـــــف " بما يقدم لــ " بهيـــمة الأنعـــام " منه " خـــبزا " , وبهذا لا يكون الأمر الا استهانة بالأنسان وبأنسانيته , ولـــذا .. تأنفـــــــــه الكرامــــــــــــــة . عليــــــه تظل ـ الكرامة ـ هي الباقيــــة في صدارة الحكم بكل معيــــــــــــــــار . ومن هنا الرفض , فلا شيئ , يجاز له العبور بدون ... الكرامــــــــــــــــة . من مأثور ما جاء عن الصحابي أبا ذر الغفـــــاري .. قولـــــه : " عجبت مما لايجد قوت يومه كيف لايخرج الى الناس شـــاهرا ســـــيفه " . ولم يقل .. " .... مادا يده مســـــتجديا " . وانما أكـــــــد على " ...... شـــاهرا سيــفه " . فالحالة الأولى .. ذل . والثانية .. كرامـــــــــــــــة . وبهذا فلا يجوز ... قبول الخبز بدون الكرامـــــــــــــــة . على مدى عقـــــد من البؤس .. وما تلاه , في ظل ما جاء به المحتل وما أوكله لوكلاءه وعملاءه ومرتزقته وأذلاءه ومنافقيــــــــــــــــــــــــه ....... , أين هو .. " الخــبز " في " أغنى بلـــــد في العالـــم " . وأين هــــــــــــــــــــــي " الكرامـــــــــــــــــــة " في عراق المجـــــد والحضـــــــــــــــارات ..؟. لابـــد من وقفة , وان على عجــــل . ومن أجل التذكير بأمر له مكانته وأهميته .. وهو موضوع " الأمن ". نعم هذا الرديف لـ " الكرامــة " . والذي يجب أن يتوفر كي يكون " للخــبز مع الكرامة ... طعم ونكهة ", وهو .. " الأحساس بالأمن والأمان " . فعن أي حال من حالات " الأمن " يمكن الحديث وعلى مدى كل الأعوام التي تلت " الحرب الجريمة والأحتلال الغاشم" الى اليوم . ففي ظل حال فقــــدان " الأمن " وحالة الخوف المصاحب كهاجس غير مفارق , كالظل الملازم . الكامن كمون هذا النوع الغريب من الرعب الرهيب في الداخل , والمتغلغل في أعمق أعماق العقل الباطن وغير الباطن بما هو غامض ومفاجئ , ففي أي لحظة يمكن أن يأتي الموت ... حاملا منجلـــــه , ليس له توقيت , ولا يعرف من أين يأتي , ولا الى أين يذهب , فهو يأتي ويذهب بدون مقدمات . فهو محيط وحاضــــــر , ومتنوع في وسائله وأساليبه يأتي مفاجئا وصاعقا . فهل يمكن أن يكون هناك أكثر قلقلا ورعبا , استفزازا واستنفارا .. وحتى تطـــــيرا , من الوقوع في حال هذه حالهــــــــــــا . واجه الناس كل غريب , أغرب , والأغرب ... والعجيب والأعجب .. وما بعده . ولم يبق أمامهم الا " العودة بطفرة وراثية راجعة " ـ الى الخلف ـ بعكس اتجاه نظرية .. التطور والنشوء لـ " دارون " فقد أصبحت متخلفة وعاجزة تفسير وتعليل لمستجدات لم يكن لتطرأ على بــــال . وذلك بتقدير امكان تكييف الأنسان في القدرة على " الأجــترار " . وهي حال ما اختصت به " بهيمة الأنعـــام " بحكم ما جاءت به " الطبيعة " لمواجهة متطلبات العيش في " شريعة الغاب ". وما يصاحب الصراع من أجل البقـــاء من الشعور بالخوف الملازم بالغريزة . لذا فهي ترعى على عجــــــل , لتـــــــــــعود الى " اجــــترار " ما رعت , بعد أن تطمئن الى حالهـــــا بما يتوفر لها من أمــــان . وبقي الأنسان ... لايـأتيه " الأجــترار " الا في حالة أرقى , وذلك في محاولة استعادة اللحظات الحلــــوة من عمــــره , في آفاق الفــكر والخيــال , والذي تبقى فيه هذه اللحظات هي من حال ما قل ونــــــــــــدر . ويختصر فيها الحديث مثل معبر .. مثالا .. " اذا ضامك الضيم تذكر أيام عرســــــك " وهي واحدة من حالات الأستعادة ـ الأجــترار . فهل يمكن ان يصل بنا الحال الى تمني .. " أمنية دارونية راجعة " بأن تمنحنا " الطبيعة " عــطفا على ما آل اليه حــــــــالنا , أن تمكننا من " الأجــــترار " على ما هي علــــــــــــــــيه " الأنعــــام " لنعود الى " تذوق طعم الخـــــبز " في " لحظة أمــــــان " نسرقها من زمن الفوضى والضياع والجنــــون ..... هل هذا ما يراد بنا الوصول اليـــه . نعــــم .. نعرف انه هــــو , وهـــــذا الذي لن يكـــــــــون " . عفـــوا .... انها شــطحة خيال علمي متراجع الى ما قبل خلق الأنســـــان . في زمن الحضارة الســـقيمة . فهل بعد كل هـــذا يمكن أن نسأل لمـــــاذا ... نثـــــور . واذا ثرنـــــــــا فنحن حالة من حالات الأرهــــــــاب , فاذا كنا ونحن بهــذه الحال ارهابيـــــون فليمجــد .. الأرهــــاب , وتعسا لكل ادعاء بالحضـــارة والتقدم والرقي الذي لايعرف المعنى الحقيقي للحريــــــــــــــــــة . . رغم كل ما حصل , ورغم كل مأصابنــــا .. بما تعجز اللغة , كل اللغـــــــــــات , عن التعبير في وصفــــه , لن نركب مركب الحقــــد ولا حتى الغضب ... واذا ما كان لنا أن نغضب فلن يكون غضبنـــا الا غضب الحـلـــــــــــــيم . ولن تكون " ثورتنــــا الا نبيلــــة " . وسنثبت للعالم أجمع أنها هي " الثــــورة النبيلــــــــة " الأولى من نوعهــــا في التــــــاريخ .