1- نطق " أوباما" ، بعد أن استعرض موقف بلاده بحاملة الطائرات الأمريكية (جورج بوش) في مياه الخليج العربي، لإحتمالات كما قال البنتاغون .. وبعد صمت مخزٍ بالحيرة ، طلب نشر (275) جندي امريكي في المنطقة الخضراء حصراً لحماية السفارة الامريكية والامريكيين فيها، بعد ان نقلت واشنطن طاقم السفارة الامريكية الى اماكن اخرى داخل العراق وخارجه ( بسبب حالة انعدام الاستقرار والعنف في بعض انحاء العراق .. وان هؤلاء الجنود سيبقون الى ان تزول الاسباب ). 2- قال البيت الابيض ( إن الرئيس الأمريكي اجتمع مع فريقه لشؤون الأمن القومي يوم امس الأثنين 16 / 6 / 2014 ، لمناقشة الخطر على العراق من المسلحين السنة ).!! 3- تعبير البيت الأبيض هذا يعني، ان امريكا قد دخلت على خط اثارة صراعات طائفية ( سنة وشيعة)، وتكريس ميلها الكامل إلى الجانب الإيراني المسؤول عن إثارة هذا الصراع في المنطقة بهدف تفجيرها تحت غطاء محاربة خطر المسلحين السنة .!! 4- طلبت إدارة " أوباما " من الكونغرس تمويل (( للعمليات الخارجية الطارئة )) في العراق .!! 5- أبدى " أوباما " استعداده ( لعمل في العراق لمساعدة حكومة بغداد - وهو يدرك أن هذه الحكومة طائفية ودموية فاسدة وفاشلة - على مواجهة الاسلاميين المتشددين - والمقصود هنا ثوار الشعب العراقي ).!! 6- إن تمويل العمليات الخارجية الطارئة ، ومنها استخدام طائرات بدون طيار (Drone) ، يأتي ضمن مشروع قانون اعتمادات دفاعية حجمه ( 4. 79) مليار دولار.. وهو القانون الذي يعرض على الكونغرس دون ذكر تفاصيل كيفية الإنفاق . 7- التحرك الأمريكي هذا يحمل تناقضاً فاضحاً .. فهو جاء ليضرب ( داعش) في العراق تحركاتها وقواعدها .. ولكن ( داعش ) موجودة في سوريا ، ولا تثير حفيظة " أوباما " ولا الإدارة الأمريكية .. ولم تتعرض قواعدها لهجوم أمريكي بالصواريخ ولا بطائرات ( (Drone .. كما أن قواعد ( داعش ) في سوريا وفي مدينة الرقة بالذات وغيرها لم يتعرض لها الطيران العسكري للنظام السوري بسوء حتى الآن . 8- الحديث عن محادثات ثنائية أمريكية - إيرانية حول العراق يقع ضمن اطار التحالف بين امريكا وإيران على حساب شعب العراق وكافة دول المنطقة . 9- إيران استطاعت أن تستدرج أمريكا استراتيجياً - رغم تحالفها معها في العراق - إلى خيار (التعاون من أجل بقاء نفوذها واتساعه ليشمل المنطقة ) وبين ( ضياع المصالح الأمريكية في العراق ) .!! 10- التعاون الأمريكي مع إيران، يعني اصطفاف أمريكا مع المنهج الطائفي في العراق والمنطقة ، وليس اصطفافاً سياسياً بأي حال .. لأن ما يقوله البيت الأبيض هو أن الجهود الأمريكية تنصب على محاربة الخطر السني في العراق والمنطقة .. والمعنى في ذلك هو الرضوخ للأطروحة الإيرانية التي تكرس منهج التوسع الطائفي للتشيع الفارسي يأتي على حساب دول المنطقة العربية وشعبها . 11- السياسة الأمريكية هذه تحكم إغلاق الموقف أمام المحاولات التي تقضي بوقف خطر التمدد الصفوي في المنطقة .. والخيار الأمريكي في هذه السياسة هو التخلي عن الموقف الصحيح الذي يقتضي وقف التغول الإيراني على حساب المنطقة . 12- أن سياسة خلط الأوراق، التي يجمع عليها الرهط الإعلامي الخارجي المعادي لتطلعات الشعب العراقي نحو الحرية والعدالة والسيادة الوطنية، تستهدف اجهاض الثورة ومشروعها التحرري العادل .. وذلك من خلال توصيف الثوار والثورة واختزالها بـ(داعش) ، والغرض الخبيث هو وضع الحكومة الطائفية الإرهابية في خانة من يحارب الإرهاب، وهي سياسة تعتمدها أمريكا وإيران وحكومة بغداد الطائفية العميلة الفاشلة. 13- إن فكف الإشتباك هذا، غير الحقيقي وغير المنصف، يتطلب جهداً إعلامياً مكثفاً يعتمد على الصورة والأفلام المأخوذة من واقع الأحداث التي تجري على ارض الواقع ..ولا يكفي اقتصار الموقف على البيانات والمقابلات والتصريحات - رغم أهميتها - إلا أن إعمام الأفلام والسيديات والصور المأخوذة من أرض الحدث، على المراسلين ووكالات الأنباء والصحافة والمنظمات والبرلمانات ومصادر القرار في ماكنة الإعلام الأجنبية ، سيزعزع قناعات ويفند دعاوى الجهات المعادية ومحاولاتها تصوير الصراع وكأنه بين (داعش وبين الحكومة الطائفية الفاسدة والفاشلة) ، ويفشل سياستها التي تستهدف إلغاء دور جماهير الشعب العراقي وثوار عشائره العربية في ملحمة الثورة . 14- الإعلام العربي ما يزال يتعاطى منوال سياسة الإعلام الأجنبية ويركز على أن (داعش) هي القائد الإرهابي التي يجب محاربتها، ولا يجرؤ هذا الإعلام أن يقول الحقيقة، التي تفيد بأن تنظيم (داعش) لا علاقة تربطه بثوار العشائر بقيادة المجالس العسكرية التي تأسست في كل محافظات العراق من شماله حتى جنوبه تحت قيادة المجلس العسكري الأعلى، الذي يضم معظم الفصائل الوطنية المسلحة، والذي يقوده اساساً المجلس السياسي للثورة الذي يضم هو الآخر، كافة القوى السياسية الوطنية العراقية الثائرة . نعود إلى ما تريده امريكا من تحركها، الذي سيزيد من احتقان الموقف ويضعه في خانة الصراع الطائفي ويشعل فتيله لتمتد نيرانه الطائفية إلى خارج العراق تحت دعاوى التعامل مع خطر (داعش) .. مع أن واشنطن تعلم علم اليقين أن (داعش) هي من صنع مخابراتي في لعبة خبيثة كبرى : - استخدام القوة الأمريكية ضد ثوار العشائر، تحت مزاعم (داعش) ، لن يؤدي إلى نتيجة ، لأن الضربات الجوية لا تحسم الصراع على الأرض . - إن عدم حسمية الصراع على أساس المنطق الواقعي سيجعل من الواقع اكثر تعقيداً على أي نظام سياسي من حيث الأمن والإستقرار. - إن التفتيش عن حلول لمعظلة العراق، ليست في زيادة الإحتقان الطائفي والعرقي والإصطفاف مع الطائفيين الحاكمين في بغداد، ولا في اعلانات الفتاوى الطائفية المدفوعة الثمن أمريكياً وإيرانياً ، إنما من خلال إزاحة مصدر العنف الطائفي المتمثل بـ(المالكي) الذي يمسك، منذ أن تولى كرسي الحكم في غفلة من التاريخ، بكل صلاحيات القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع ووزير الداخلية ومسؤول الأجهزة الأمنية والمتحكم بالقضاء والقضاة والمحكمة الدستورية العليا التابعة لحزب الدعوة الحاكم .. وتعليق الدستور واعادة النظر فيه، وبالعملية السياسية بما يتماشى مع الأوضاع التي تصر على رفض النهج الطائفي، ومع طبيعة شعب العراق الذي يتطلع إلى الحرية والعدالة والاستقلال الوطني دون وصاية ايرانية . - ثم .. لماذا الوصاية الإيرانية على العراق ؟ لماذا تقول إيران أنها صاحبة الفصل في العراق ؟ لماذا تبعث إيران قوات من حرسها إلى العراق ؟ ولماذا تدفعهم إلى قتال الشعب العراقي الثائر على الاحتلال الأمريكي وظلم سلطته في بغداد ؟ لماذا يعبث "قاسم سليماني" بأمن العراق وشعبه العربي المسلم ؟ لماذا تسكت أمريكا على الخرق الإيراني هذا .. وتسكت على النهب الإيراني لنفوط العراق واستحواذها على آباره ذات المخزون الإستراتيجي .. ولماذا تقبل امريكا التصرف الايراني بفتح مكاتب طائفية في مناطق العراق المختلفة ومنها منطقة (الحبيبية) في بغداد ؟ وهل تسمح حكومات العالم بمثل هذه المكاتب على اراضيها ؟ وهل تسمح امريكا نفسها بفتح مكتب طائفي ايراني في واشنطن على سبيل السؤال ؟ فلماذا لا تستنكر هذا التدخل، وكذلك الامم المتحدة والجامعة العربية ؟ فيما تلتزم الحكومة الطائفية في بغداد بالصمت . - كل هذه الأسئلة مطلوب أن يجيب عليها مجلس الأمن الدولي .. ويجيب عليها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ، ويجيب عليها مكتبه التمثيلي في بغداد ، ويجيب عليها الأمين العام لجامعة الدول العربية ومجلس الجامعة .. وتجيب عليها منظمة المؤتمر الاسلامي .. وتجيب عليها كل المنظمات المدنية والحقوقية والقانونية والسياسية في الوطن العربي. الاستحقاقات التي فرضتها الثورة الشعبية في العراق قد وضعت اليقين الآتي : اولاً- هشاشة النظام والعملية السياسية التي كرسها الاحتلال الامريكي والايراني في العراق . ثانياً- هشاشة الجيش وهيكليته المليشية الفارغة، رغم تدريبات امريكا ومصروفاتها، وكذلك تدريبات ومصروفات الحكومة الطائفية في بغداد .. هذه الهيكلية قد تفككت خلال يومين بعد بناءها الذي استغرق عشر سنوات !! ثالثاً- اثبت ان بناء الجيوش لا يتم على وفق مقاسات الخارج وعقيدته في التنظيم والقتال، إنما يتم البناء على أسس العقيدة القتالية الوطنية للدولة . رابعاً- اثبت ان لا أمن ولا أمان ولا استقرار للشعب بدون حكومة وطتية تحكم باسم الشعب كله بدون تمييز بسبب الدين والمذهب والعرق والمناطق . خامساً- اثبت ان الثورة قد اندلعت ضد الظلم والطائفية والعرقية المقيتة والتدخل الاجنبي .. وسوف تتسع مهما طال الزمن ولن تتوقف إلا بفرض ارادة الشعب، كل الشعب، صاحب القرار الأول والأخير في بناء الحياة الحرة والآمنة والمستقرة والمزدهرة، وهي تمتلك مقومات الإستقلال والسيادة الوطنية الخالصة.