أصدر ضباط من فيلق القدس الايراني مشرفون على عمليات مليشيا عصائب ( أهل الحق ) أمراً بعدم اقامة أي تشييع رسمي لقتلاها في معارك الفلوجة وجرف الصخر خاصة لتحاشي تدهور المعنويات والسخط الشعبي في أوساط الناس لاسيما في الأسواق والشوارع العامة أزاء الإشتراك في حرب لا يعرفون عنها شيئا سوى جثث قتلاهم المتدفقة عليهم كل يوم . وقال مصدر مسؤول في كربلاء ( تحفظ مصدر الخبر على اسمه ) أن عدداً كبيراً من جثث قتلى العصائب وصل الى كربلاء والبلدات المحيطة بها في الأسبوعين الأخيرين. ولفت المصدر الى أن أعمار القتلى تتراوح بين السابعة عشرة والثانية والعشرين وهم من الملتحقين الجدد بالعصائب بسبب ارتفاع الأجور الشهرية التي يقبضونها ، وقال المصدر أن عناصر من الحرس الثوري الايراني وفيلق القدس فيه يقيمون مكاتب مالية وادارية في عدة مدن جنوب العراق ويتولون من هناك تمويل العصائب والإشراف على مكاتب التعبئة والتدريب ويصل راتب المنتسب الى ألف وخمسمائة دولار . وتتبنى الجهات الايرانية الممولة الانفاق على أهالي القتلى . وأشار المصدر الى أن نشر صور أبرز القيادات الايرانية في العصائب في جبهة الفلوجة المعروف بكميل اللامي ثم انتشار صورته مذبوحاً أثر سلباً على معنويات المقاتلين الجدد في العصائب. وأكد المصدر أن معارك شديدة لا تزال مستمرة في جرف الصخر وأن الشباب في كربلاء اعتادوا على تسميتها بجبهة جرف الموت وان كثيرا من الشباب يهرب من مكان سكناه للخلاص من عمليات التعبئة العسكرية تحت الاغراء والتهديد لمن لا يستجيب الذي لا يتورعون عن وصفه بالمتعاطف مع البعثيين وتلك تهمة ثمنها القتل . وقال المصدر ان العصائب تعتمد في دعم زخم قوتها على العناصر التي سحبتها من القتال في سوريا بعد استعادة بشار الأسد السيطرة على مناطق مهمة في السيدة زينب والغوطة وحمص وانهم تلقوا أوامر في معسكرات تعبئة لعدة أسابيع في مناطق معسكر الرشيد قرب بغداد وجرف الصخر لمن لا يعرفها كانت حاضنة لأهم منشآت التصنيع العسكري التي بناها الرئيس الشهيد صدام حسين في الثمانينيات من القرن الماضي وتعرضت للتدمير الأمريكي الكامل . وجرف الصخر ناحية تقع على بعد حوالي 60 كم جنوب غرب بغداد شمال مدينة المسيب على بعد 13كم،يبلغ عمقها 50كم، يسكنها نحو 50،000 أغلبهم من عشيرة الجنابيين .وهم من الفلاحين العاملين حقل الزراعه كونها تقع على نهر الفرات من الجهه اليمنى للنهر، وتكثر فيها زراعة النخيل واشجار الفاكهه والحنطة والشعير وتسقى بواسطة المرشات المحورية في منطقة الصحراء من الناحيه. و تتكون من سبع مقاطعات زراعيه هي ، الفاضليه ، الباج الشمالي ، الباج الجنوبي ، الحجير ، الفارسيه ، صنديج ، هور حسين ، وكل مقاطعة تحتوي على عدة قرى. وقد تحاشى الجيش الأمريكي الدخول فيها غير أنه استحدث فيها مراكز للصحوات لعدم تمكن القوات المحلية من الوصول اليها. وقال المصدر ان العصائب تتوغل في الأرياف لجمع الملتحقين الجدد عبر الإغراء المالي بسبب هروب أعداد من مقاتليها من ذوي الأصول العراقية العشائرية بعد تعرضهم لإهانات العناصر الايرانية المتعجرفة في فيلق القدس التي تشرف على قيادتهم وعملياتهم ، فضلا عن الهروب جراء سماعهم قصص الموت في جبهة جرف الصخر. ونقل المراسل عن ملتحقين بالعصائب المقاتلين في جرف الصخر ان العصائب انسحبت من اماكنها المتقدمة بسبب شدة المقاومة فلا تستطيع التقدم في العمق . وحل مكانها القصف الجوي والصواريخ الحارقة للبيوت والمزارع التي تجعل المناطق مهجورة وسهلة الإقتحام . واستدرك : لكن هناك حدود للتقدم، فهي ارض القتل الحتمي لاسيما في الليل حيث تتحرك الفصائل المقاتلة بين وديان جرف الصخر كما كان الفيتناميون يظهرون في الأفلام الامريكية لحرب فيتنام كما وصفها طيار مروحية عسكرية تحدث الى المصدر في يوم إجازته. وأضاف انه لا ينفع معهم القصف لابد من حرق المنطقة بالنفط الابيض عن بكرة أبيها وهذا عمل مستحيل. ويوم أمس اعلن المجلس العسكري لثوار جرف الصخر عن اصابة امرأة وتهدم عدة منازل في قصف طائرات جيش رئيس الحكومة نوري المالكي على منطقة رويعية في جرف الصخر، و مقتل 4 أشخاص واصابة خامس وكلهم مدنيون في قصف جيش المالكي على منطقة الفارسية. فيما شاهد مزارعو المنطقة عناصر من جيش المالكي يترجلون من عجلات مدرعة و يحرقون مزارع المواطنين وبساتينهم الواقعة على الطريق الصحراوي والمحاذي لناحية جرف الصخر.وفي الوقت نفسه كانت طائرات حربية تتعمد احراق مزارع الفلاحين وبساتينهم في جرف الصخر باستخدام صواريخ حارقة ومشاعل حرارية لاهبة.