تثير اعترافات مجموعات وأفراد من تنظيمات "القاعدة. النصرة. داعش" في دمشق وبغداد مسبقة الإعداد والصنع، كثيراً من الأسئلة، وتعيد طرح دور إعلام ما يسمى بمحور الممانعة وحليفه الجديد حكومة المالكي بأمر وليها الفقيه في قم. في الترويج لمقولة أن محور القاعدة ومشتقاتها - النصرة وداعش - هي صناعة سعودية قطرية وحاضنة أنبارية. يومياً يطل علينا عبر شاشات هذا المحور الممانع المخادع ملثمين مجهولين، معروفين لمخابراته ليتحدثوا عن القاعدة ومشتقاتها. يقولون: إن تمويل القاعدة ونصرتها وداعشها يبدأ من السعودية وينتهي بقطر ويتسلل عبر الأنبار إلى سورية ولبنان والأُردن وبقية دول المنطقة حتى بلغ سيناء مصر فأفريقيا وصولاً إلى أوروبا فأميركا الشمالية واللاتينية، والمهزلة أن هذا التنظيم الإرهابي كان قد تسلل من الأنبار إلى سورية ثم إلى هذه الدول والقارات بطريقتان: سباحة وسياحة. ثم يؤكد هذا الإعلام المخادع أنه يحوز أراشيف من الوثائق بأوزان الأرض والسماء وما بينهما، ووعدنا عشرات المرات بتقديمها للرأي العام. زعم إنها مخبأة أو موجودة في أقبيته. غير أن الشهور مضت ولم يقدم لا الشهود المقنعين ولا المزورين وثائقهم المزعومة أو أدلة قطعية. وبقيت القصة قيد التداول للاستخدام السياسي- الطائفي. أخفقت عصابة القاعدة ومشتقاتها في سورية والعراق في مهمتها التي أوكلوها إليها. وأخفق الاتهام الذي أوحوا به لتلفزيونات الممانعة عبر الملثمين المجهولين المعروفين سلفاً للممانعين المخادعين. استرد النظامين السوري والعراقي قاعدته ونصرتها وداعشها وتنظيمه وبدأ الإعداد لاستخدامه من جديد على أرض يصعب التحقق فيها من أكاذيب الإدعاء وصحة التحقيق أو الاتهام. في دمشق والمنطقة الخضراء ببغداد لا يحتاج الإخراج لملثم ولا تلفزيون ممانع. تلفزيون نظام دمشق وبغداد وأدواته وخلاياه وأجهزته ومحققوه حاضرة لتلفيق ما يريدون. لنلاحظ أن الاتهام رافقته حملة سياسية وظفت فيها دمشق وبغداد بضعة أنفار ومجموعات استعدتهم من لندن وباريس تحت عنوان معارضة خليجية يتقدمها حزب الله السعودي الارهابي وأوكلت لوزيرات الفرفشة والوشوشة في بغداد ودمشق مهمة التوحيد والقيادة والتمتيع. أي إن اتهام السعودية فقطر بتمويل القاعدة ومشتقاتها ثم الأنبار بالإيواء، هو امتداد لسياسة حكومتي دمشق وبغداد الملحقة بطهران وتضع نفسها وأجهزتها في خدمة الولي الفقيه وروحانيه الذري. لقد خرج النظامين العراقي والسوري بالأمس من جلديهما العربي في التحاقهما بإيران. وهما يخرجان اليوم من جلدهما الإسلامي بتوظيفهما "داعش" وخلايا أخرى نائمة في القتل والإرهاب.