نيران كثيفة غطت الأرض وحجبت وجه السماء .. صواريخ أحرقت الأخضر واليابس، يورانيوم منضب ألقي على أماكن عدة .. طائرات بطيار أو بدون طيار تقصف أهل العراق .. بوارج مدججة بالأسلحة الفتاكة والصواريخ المتطورة تطلقها بكل الإتجاهات .. تذويب الأبطال الذين كانوا يقاومون الغزاة باليورانيوم المنضب في معركة المطار .. ضرب ساكني الفلوجة بالأسلحة المحرمة دولياً .. تدمير البنية التحتية للعراق .. نهب تراثه وثرواته .. تقتيل أو اعتقال علمائه .. اعتقال قيادته وكل من هو بعثي ومقاوم للإحتلال .. نشر الطائفية والعرقية بين أبناء الشعب الواحد .. إدخال السفلة والصهاينة والصفويين والقاعدة والموساديين والعملاء والطامعيين والمرتزقة وتجار الحروب والشركات المأجورة والمارينيز .. والميليشات المسيسة إلى أرض العراق .. لقد حدث هذا تحت ذريعة كاذبة وهي امتلاك العراق لإسلحة دمار شامل .. مجازر الحرب البشعة ارتكبها مجرم الحرب، جورج بوش الصغير, بحق العراقيين لن يمحوها التاريخ.. بوش الطاغية افتتح معرضه الفني في السادس من نيسان من هذا العام في ولاية تكساس، ويضم المعرض لوحات لنحو عشرون رئيساً عمل معهم خلال فترة رئاسته، التي امتدت بين عامي 2001 إلى 2009، وقال في مقابلة مع قناة (إن بي سي) الإخبارية، أنه أخذ يمارس الرسم بعد مغادرته البيت الأبيض .. ولقد أعلن بإنه سيصدر كتابأ مليئاً بالأحداث الساخنة والدامية في العالم .. أود أن أسألك يا قاتل الأبرياء : هل ستكتب في كتابك عن مجازرك التي ارتكبتها في العراق .. وعن ملايين الأبرياء الذين قتلتهم أو اعتقلتهم أو أعدمتهم أوشردتهم أو عن الفضائح الجنسية التي ارتكبتها قواتك في أبو غريب وأماكن أُخرى ..؟ وهل ستكتب في كتابك عن وداع البطل منتظر الزيدي لك ..؟ وأود أن أسألك : ماذا كان شعورك في تلك اللحظة ..؟ أما عن لوحاتك التي سترسمها في المستقبل .. بعد أن رسمت لوحات لعشرون رئيساً عملت معهم .. هل سترسم لوحة للرئيس الشهيد صدام حسين .. الذي غزوت بلده .. وأحرقت ودمرت وطنه وشعبه دون ذنب .. ودون حق .. ودون ضمير .. ودون إنسانية .. أود أن اسألك أيضاً : هل سترسمه وهو يقف مع شعبه وجيشه مدافعاً عن العراق وعن عروبته وعن عروبة فلسطين والوطن العربي .. أم سترسم له لوحة وستسميها لوحة العنفوان والصمود أمام حصارك الظالم .. أم سترسمه وهو معلقاً على الصليب متحدياً خدمك والمأجورين وجلاديه شامخاً يكاد رأسه بأن يطال السماء ..؟ أود أن أسألك كذلك : هل سترسم لوحة لك وتتخيل نفسك وأنت معلقأ أمام حبل مشنقة والذعر والهلع يطلان من عينيك الغائرتين .. وتتوسل جلاديك بأن لا يعدموك ..؟ يا مجرم الحرب وقاتل الأبرياء .. أسألك هل سترسم لوحة للطفل مصطفى الذي يعد أهم من الزعماء الذين قابلتهم ورسمتهم .. لأنه طفل لا يزال بعمر نوار اللوز .. الطفل الذي تلته مع والده وعمه.. ثم أخفيت جثته عن كل وسائل الإعلام خوفاً من العار الذي سيلحق بك وببلدك أم أخفيت جثته خوفاً من تهامك بارتكاب جريمة قتل طفل يعاقب عليها القانون الدولي؟ بوش أيها الكذاب مع أنك سمحت لوسائل الإعلام بتصوير جثتي عدي وقصي وأظهارهما على شاشات التلفزة وفي الصحف .. أيها الرسام المعتوه الشعب العربي لن يسامحك على اقترافك للجرائم التي ارتكبتها في العراق وفلسطين وأفغانستان واليمن وغيرهم من دول العالم الثالث الفقيرة والتي أفقرتها أكثر .. أقول لبوش .. لماذا لا ترسم أكبر لوحة في العالم لتدخل إلى موسوعة جنيس .. وأقترح عليك بأن تغمس ريشتك بدماء العراقيين فقط.