افرزت الأنتخابات العراقية دلائل ومعطيات وشاعت حولها كثيرا من المزحات والسخريات وصرفت على جريان أحداثها الملايين والمليارات ورشح لها ألاف المفسدين والمفسدات وتحدث عنها المنجمون والمنجمات وهدر بسببها دماء آلآف البريئين والبريئات وهي تجربة وسابقة خطيرة لم تعرفها التجارب والديمقراطيات الحديثة وبذلك تستحق ان يتوقف عندها الباحثون ويكتب عنها الكاتبون ويصفها المعنيّون لأنها لم ولن تتشابهة أحداثها مع اي أنتخابات برلمانية جرت وستجري في أي دولة من دول العالم : 1 . بلغت كلفة الناخب العراقي حسب آراء المال والأقتصاد ( 3 دولار أمريكي ) بينما لا تتجاوزفي تجارب أخرى 30 سنتا من هذا يتضح مقدار الكلفة الباهضة لهذه الأنتخابات ناهيك عن ملايين الدولارات التي سرقت من أموال الشعب وأستغلت المال العام والجهد الحكومي لمصالح حزبية وشخصية .الآف الأطنان من الخشب والحديد والورق والمطبوعت والألوان التي غطت جميع شوارع وأزقات المدن . 2. صرف مبالغ كبيرة ربما تجاوزت الملياردولار للدعاية الأنتخابية ربما لم تحصل في اي بقعة من بقاع الأرض حيث استخدمت المسارح والأغاني وأستغلت كافة وسائل الأعلام المرئية والمقروءة والمسموعة وأستعانت بشعراء وكتاب ومختصين وبترف غير مسبوق على الأطلاق . 3. أصبحت هذه الأنتخابات مواضيع اعلامية وبرامج ترفيهية ومواد تسلية للمشاهدين العرب حيث أفردت كثير من القنوات التلفزيونية العربية برامج خاصة لها وتناولتها بتعلقيات مازحة فكاهية أمتعت المشاهد العربي وأذهلته بشكل لا يوصف فشعارات المرشحين وصورهم وراياتهم ودعاياتهم تستحق ان تكون مادة لفلم سينمائي رائع ومثيروممتع وكلها على حسابك يا شعب . 4. المواطن يرى ويتألم لما يجري ويتحسر على الأموال المهدورة بسب غياب النزاهة والمحاسبة والقانون والحماية ويقف حائرا أمام عجزه وضياع مصيره . 5. تم تخصيص بناية الصليب الأحمر النرويجي كمركز أنتخابي عراقي حيث تقع هذه البناية في قلب العاصمة أوسلو وكان صباح الأحد 27ابريل هو اليوم الأول لهذه الأنتخابات حيث حدثت مشاجرة بين عدة اشخاص لاسباب تافهة وكأننا او كأن البعض منّا ينسى نفسه أحيانا ولا يتنازل عن موقف بسيط قد يقود الى نتائج سلبية كبيرة فهذه الحادثة أدت الى تدخل الشرطة النرويجية لفك الأشتباك بعد ان عجز الحاضرون عن حلها وكما معروف النرويج دولة اوربية لا ترى هكذا سلوكيات في هكذا ايام مهمة في حياة الشعوب خاصة ان الأنتخابات صورة حضارية ان سارت بنسق جميل لكن ان يجري فيها ماجرى فهذه طامة كبرى في كل المقاييس السياسية والأنسانية وربما البوليسية ايضا . 6.يبدو ان ابناء الوزراء في عراق اليوم يأبون الا ان يشاركوا والديهم حياتهم السياسية وأدوارهم الوظيفية وعنترياتهم الصبيانية وتهجمهم على المواطن العراقي عندما يغتاظ من سلوكياتهم نعم ممكن ذلك في العراق لكن في دولة اخرى المواطنون متساوون في الحقوق والواجبات ولا فرق بين وزير أو عامل نظافة حيث أقتادت الشرطة البريطانية اليوم الأثنين 28أبريل ابن وزير التجارة العراقي السابق والسارق فلاح السوداني من قاعة الأنتخابات العراقية في مدينة (ويمبلي)مقيدا بالأغلال بسبب شجار حصل بين ابن السيد الوزير ومواطن عراقي آخر عندما سأل المواطن العراقي السيد الوزير الهارب عن مصير الأموال العراقية التي اختفت في عهدته فما كان من ابن السيد الوزيرالا ان تهجم وأعتدى بالضرب على المواطن العراقي الذي يحمل الجنسية البريطانية أيضا. صرخ المواطن العراقي قائلا انا مواطن بريطاني وأعيش على الأراضي البريطانية التي يحكمها القانون لا على ارض العراق التي تحكمها دولة القانون .هناك فقط يستطيع ابن الوزير ان يضرب الناس وعلى الفوراقتادت الشرطة البريطانية ابن الوزير الى مكان أعتقاله . بقي أثنان من عناصر الشرطة البريطانية لتدوين أقوال الشهود فتدافع جميع العراقيين الموجودين في مكان الحادث والكل يقول انا شاهد ضد هذا الحرامي ابن الحرامي .بالمناسبة السيد الوزيرفلاح السوداني تقدم بطلب شراء نادي بورتسموث بمبلغ (450 مليون باوند استرليني) وافق النادي على صفقة البيع لكن الحكومة البريطانية عارضت لكون السيد الوزير قبل عدة سنوات يعيش على المعونة البريطانية كمعوق ونفسيته كئيبة فمن اين جاء بهذا المال . وهنا يكمن السؤال . قائمة كبيرة من كيانات وأحزاب وكتل وتيارات وألاف المرشحين تجمعهم الرؤى والقيم الفئوية وتدفعهم المصالح والأحلام الذاتية وهم بعيدون كل البعد عن السياسة ومفاهيمها والأنتخابات واستحقاقاتها حتى أمست وسائل الأعلام المختلفة تتناول سيرهم وسلوكياتهم وعناوينهم بمزيد من التجهم والسخرية للقدر الذي ساق وحكّم هؤلاء بمصير العراق وشعبه .