مما تقدم يظهر التمازج الحقيقي بين امة العرب الرحم الذي انجب الانبياء والرسل والمصلحين والائمة والصالحين ومهبط الديانات السماوية السمحاء في أبهى صوره عبر الدين الإسلامي الذي أكد بوضوح على القيم التي آمن بها العرب عبر تطورهم التاريخي ، وهي قيم التسامح والمحبة والدعوة للخير والعمل وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة في المجتمع ومناهضة الظلم والطغيان والاستبداد ونصرت المستضعفين ومقاومة العدوان والاحتلال والدفاع عن الكرامة انطلاقا" من فهم الصراع الذي تخوضه الامه مع اعدائها صراعا" حضاريا" تأريخيا"، لانها الامه التي تؤمن بحياة حره لبني البشر بمختلف الوانهم ودياناتهم وانها تلتقي بهم نضاليا" لانها امة مضطهده كما هم وأمه تبحث عن الحياة والنماء كما هم وأمة هي بموقع الدفاع عن ذاتها كما هم ، والدين الاسلامي ثورة على التخلف والتعصب والفرقة والتشرذم ودعوة للوحدة والتضامن ، هذه القيم حملتها كل الديانات ، إلا أن الاسلام المحمدي حولها إلى قوة حركت الأمة العربية ووحدتها وحرضت طاقاتها الحضارية وجعلتها واحدة من أهم الأمم وأكثرها شاناً عبر عصور متوالية ، وفي هذا الجانب كان للرفيق الامين العام شيخ المجاهدين الوقفه المشخصه للواقع العربي عامه والعراقي خاصه عندما قال بخطابه الشامل الجامع بالذكرى 67 لميلاد البعث الخالد (( علينا أن نؤكد في هذه المناسبة العزيزة، على بعض الحقائق التاريخية والعقائدية والسياسية التي ننطلق منها، وبها نهتدي بهديها في مسيرتنا الكفاحية . الحقيقة الأولى : إن أمتنا كانت وستبقى إلى الأبد ، خير أمة أخرجت للناس ، تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر وتؤمن بالله ، أي أنها تقاتل كل قوى الشر والرذيلة ، كل قوى الظلم والطغيان والعدوان والفساد في الأرض وتنشر في الأرض العدل والمساواة والحرية والتحرر والسلام والأمن والأمان والتقدم والازدهار . إن هذه الخاصية ثابتة لها منذ الأزل بشهادة خالق الأمم والشعوب الذي فضل بعضها على بعض ، ورفع بعضها درجات ، سيما في شهادة التاريخ ، تاريخ الشعوب والأمم ، فهي منذ فجر التاريخ كانت تحمل الرسالات السماوية المتعاقبة إلى الناس جميعاً ، وكانت تحمل الرسالات الأرضية التي أنتجتها عبقريتها منذ حضارات سومر الأولى في وادي الرافدين وفي وادي النيل الخالد ، وحضارات مصر العروبة وفي اليمن السعيد وسبأ وحمير ، ثم الشام الأرض المباركة ، ثم الحجاز الأرض المقدسة .... الرسالة الخالدة الخاتمة لرسالات السماء ، لقد نقلت أمتنا إلى الإنسانية عبر هذا التاريخ الطويل ومن هذه الحضارات المجيدة أنبل وأشرف القيم وأغلاها وأعلاها ، حتى أعاد للإنسان إنسانيته وكرامته وعزته ، وارتقت به إلى دوره الإنساني الحضاري الذي أراده الله سبحانه للإنسان على الأرض أن يعمرها وأن يسخرها ... وهي معطاء لخيراتها وبركاتها . كانت دائماً هي الأمة الوحيدة التي تنقل إلى البشرية وأممها وشعوبها قيم الحق والعدل والحرية والتحرر والسلام والأمان والتقدم والازدهار، دون منة على أحد، وبدون تكبر ولا تعالي ولا تفاخر وبدون تفريق ولا تمييز . إن قواعد ومبادئ التعامل عندها كلكم لآدم وآدم من تراب، قواعد ومقاييس التعامل عندها : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى )، لقد ميزها جل جلاله على الأمم وميز شعبها على الشعوب بالإيمان والتقوى، بالدعوة إلى الخير وخدمة الإنسان والإنسانية. أما الأمم الأخرى كانت ولا زالت متى تمتلك القوة والتمكين تنقل إلى الأمم الاستعمار والدمار والخراب والاستعباد والتخلف والضياع الحقيقة الثانية : هي لما كانت أمتنا جامعة للخير كله قد اجتمع عليها أهل الشر ودعاة الشر والعدوان كلهم، فدخلت الأمة في صراع شامل وعميق مع الأمم المنتجة للشر والرذيلة، المنتجة للعدوان والظلم والطغيان الإمبريالية والاستعمار والصهيونية وحلفائهم وعملائهم، وسيبقى هذا الصراع قائماً إلى الأبد ما زالت الأمة متمسكة بدورها التاريخي الرسالي الإنساني في الحياة. فعلينا أن نعد العدة لخوض هذا الصراع حتى يندحر الباطل وحتى يندحر الشر وحتى يندحر المبطلون الأشرار مصاصي دماء الشعوب وناهبي ثرواتها . الحقيقة الثالثة : هي أن حزبنا قد أختار لنفسه، بحكم عقيدته ومبادئه ورسالته، قيادة مسيرة هذا الصراع الأزلي للأمة مع أعدائها. فعلينا أيها الرفاق أن نعد العدة لاستنفار كل طاقات الأمة المادية والمعنوية البشرية والروحية، وأن لا يخدعنا مخادع، وأن لا نغفل طرفة عين عن مسؤولياتنا التاريخية في هذا الصراع حتى تحقيق أهداف الأمة في الوحدة والحرية والاشتراكية، وحتى تأخذ أمتنا دورها الطليعي الكامل في مسيرة الأمم الحضارية والإنسانية. )) يتبع بالحلقة الرابعة