نوع من الذين تأخذهم العزة بالإثم هم مجرمون يقررون أن يجعلوا سيرة حياتهم ملطخة بالدم الذي حرّم الله سفكه وينغمسوا في عار وإثم وجريمة إيذاء الوطن والأمة ويتمادوا في منهج العدوان متكئين عليه ومستقوين بقوة الأجنبي الذي يعرفون هم قبل غيرهم انه يقتل ويدمر ليحقق مصالحه السياسية والاقتصادية وليثبت ركائز أمن واستقرار الكيان الصهيوني الذي يغتصب أرض المسلمين ويشرّد شعبا مسلما منذ عشرات السنين. هؤلاء الذين غارت ضمائرهم وقلوبهم في أعماق العار وتلطخت أيديهم بمصافحة الغزاة والمحتلين فصاروا بلا شرف ولا غيرة ولا ناموس ولا إنسانية فصار طريقهم الوحيد هو الإيغال بالجريمة والمزيد من أنهر الدماء ظنّا منهم يعلوه ويغمره الوهم وغثيان الفكر، إن التمادي في الإجرام هو طريق تأمين بقاءهم في السلطة وهو الثمن الذي يجعل أسيادهم يجددون لهم الحماية وتأمين سبل البقاء على قيد الحياة وما توفره هذه الحياة من وارد الفساد والسحت الحرام والثروات المنهوبة والمسلوبة من خبز الناس ومستلزمات كرامتهم التي تمنحها الخدمات المشروطة بوجود الدولة وهي خدمات وظّف عبيد الاحتلال ورواد الرذيلة بالخيانة والعمالة تخصيصاتها لصالح منافعهم الشخصية والحزبية والمذهبية البغيضة التي تقدم بدورها خدماتها المجانية مشفوعة بثروات طائلة من ثروات شعبنا لعمامة الولي الفقيه ومشروعه الطائفي القاتل المجرم ... هؤلاء القتلة وتجار الدم وأدعياء الحرية والديمقراطية الذين سنوا الدستور الصهيوني وانتقوا منه ما يكرس إجرامهم وكينونتهم الباطلة المولودة من رحم البغاء وسنوا قوانين الإرهاب لتكون منافذهم في قتل واعتقال وتهجير واضطهاد وتجويع وتفتيت العراق وشعبه, أقدموا على جريمة نكراء بشعة تتناسب مع نزعاتهم الغابية السادية الإجرامية الدموية وذلك يوم قرروا الهجوم على شعب الحويجه المعتصم في ساحة العز والشرف والكرامة ومخيماتها السلمية المطالبة بأبسط حقوق الإنسان والشعب والتي هضمها واغتصبها وتنكر لها طاغوت الشر المثلث الامبريالي الأمريكي والصهيونية وإيران الطائفية المجوسية الذي غزا العراق واحتله ونصب شذاذ الآفاق وعبيد إيران وخدمها والساعين في الارتزاق على مشروعها الطائفي الإجرامي . كان جرح الحويجه موجعا لشعبنا وعراقنا, تماما كجرح حلبجة لان السكين واحدة والبد التي طعنت واحدة, وكان الدم الطاهر الزاكي الذي سال على رباها ورياضها عزيزا غاليا وغلف صدور الأبرار الأحرار بالحزن والأسى ولكنه في ذات الوقت استدعى الغيرة العراقية كلها واوجب الرد الحاسم واقر واجب قطع اليد التي تمادت في الضغط على جرح العراق وتمادت في تمزيق لحمه واكل أحشاءه . كان مع نزف الجرح ارتقاء لحق الرد بعد أن استنفذ الطغاة كل نوازع الحكمة عند طلائع شعبنا المجاهدة واستهلكوا كل كوامن الصبر والتاني وحسابات الدم . فتجمعت الإرادات كلها على مذابح الرقاب وبطولة الشهداء وحق الأرض المغدورة. وكان القرار التاريخي بتصعيد العمل المقاوم المسلح إلى مستوى ثورة شعبية عارمة لا تتوقف إلا بتحرير العراق تحريرا ناجزا. والتقت كل فصائل الجهاد وجيوشه وعانقت إرادة وقرار ثوار العشائر وذابت كل المسميات المتألقة في سفر المقاومة تحت مسمى واحد : ثوار العشائر. في الحويجه إذن ولدت الشرارة ومنها ومن بين غدران الدم بدأ شراع التحرير تحت عنوان الثورة الشعبية البطلة يتحرك في كل الاتجاهات وأعلنت المواجهة التي لا بد منها : شعب العراق مقابل جيش الارتزاق وميليشيات الغدر وبدأت صولات العز العراقية تعيد أمجادا يعرف وقعها وإلحانها وكلمات أناشيدها عبيد فارس الغاشمة الصفوية المجوسية الغادرة. ووجدت البداية متمماتها التي حولتها الى طوفان لغضب العراق في مدنه الثائرة. وها هي بيارق النصر تدنوا من مداخل مدينة السلام وتغلق المنافذ والطرقات والجسور على من تجاسروا على عروبة العراق وتمادوا في تنفيذ إرادة الاحتلال الأمريكي والإيراني المجرم والخناق يضيق يوما بعد يوم بثورة يكبر سعيرها وتتسع جماهيرها وحاضناتها ويدنو الق فوزها بإرادة الله . اللهم ربي اشهد إننا نفذنا إرادتك وحكمك بالقصاص العادل اللهم ربي اشهد إنا بك نستعين واليك أنبنا وبك الرجاء وأنت المستعان وسلاما شهداء الحويجه سلاما اسود الرمادي والفلوجه وتكريت وبعقوبة وزوبع والكرمة والرياض وجرف الصخر وكل الأرض الملتهبة .