حين نستطلع التاريخ نجد ان العداء الفارسي للعرب لم يكن وليد لحظة معينة ولا لفترة محددة بل هو عداء متجذر في قلوبهم وعبر التاريخ والى اليوم ويستمر الى ان يرث الله الارض ومن عليها الا ما رحم ربي ممن جعلهم الله ائمة هدى وهذا لا يمكن ان يغفل ان ينكر فهناك من ائمة الاسلام من اصل فارسي بعد ان زرع الله التقوى في صدورهم ورفع عنها الغل والحقد .. نعود الى التاريخ القديم واحقاد بني فارس على العرب حيث تجد ان بلاد فارس كانت تحتل العديد من الاراضي العربية وتحديدا العراق ودول الخليج العربي و كان لها نفوذ كبير عليها وكانت تعتبر الاراضي العربية الخندق الرئيسي والموقع الاول للتصدي لاي هجوم رومي على امبراطورية فارس والتي كانت تدفع بالعرب ليكون ضحايا هذه المعارك حتى وصل الامر ان ضاق بالعرب ذرعاً من سوء تصرف حكم بني ساسان واشتعلت اول معركة بين العرب والفرس هي معركة ذي قار وكان سبب اشتعالها ان الفرس قاموا بقتل الملك العربي النعمان بن المنذر وبعد ان قام بزيارتهم واعتقلوه ومن ثم تم قتله في سجنه بسبب ان ملك الفرس آنذاك اراد اذلال العرب من خلال ملكهم . وبعد ان نشبت المعركة استطاع العرب دحر الفرس ووصل الخبر الى رسول الله ( صل الله عليه وسلم ) وقال قولته الشهيرة عن تلك المعركة هذا اول يوم ينتصف به العرب من العجم وبي نصروا . وقد روى لنا التاريخ ان احد حكام فارس كان يلقب بذي الاكتاف وكان يقوم بقتل التجار العرب الذين يذهبون الى الهند مارين عبر بلاد فارس حيث يقوم بقطع الطريق عليهم ويقطّع اكتافهم حتى يموتوا وسمي بذي الاكتاف . كان يعتبرون الفرس انفسهم اعلى مقام من العرب بل ويعتبرون انفسهم اسياد عليهم والعرب عبيد لهم وكان يطلقون عليهم بالاجلاف من شدة حقدهم على العرب ونسي الفرس ان للعرب فضلٌ بعد فضل الله لادخالهم الى الاسلام ومع هذا لم يتوقف حقدهم ابداً بل كان في تزايد مستمر وليس هناك توقف له وجاءت معركة القادسية والتي انهت وجود الفرس على ارض الرافدين وانتهاء دولتهم والى الابد وهنا اشتعل الغضب والحقد اكثر من ذي قبل وبدأت مرحلة جديد من الحقد وهو الانتقام من العرب وكان اول ظهور له هو قتل امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو قائم يصلي على يد الملعون ابو لؤلؤة المجوسي وقد اراد الفرس تشتيت وحدة العرب وتفتيت عرى الاسلام وذلك عبر ايهام المؤمنين بأنهم دخلوا الاسلام ومنه بدأوا يشعلون نار الفتن بين ابناء الدين الواحد بالتعاون مع عبد الله ابن سبأ وقد اوجدوا قصص خيالية لم يتقبلها عقل انسان سوي وكل ذلك كي يفرقوا بين المسلمين وزعموا حبهم لال البيت الاطهار ( رضي الله عنهم ) واظهروا حقدهم لصاحبة النبي ( صل الله عليه وسلم ) لغاية في نفوسهم الحاقدة المريضة . وقد جعلوا من ارض العراق تحديداً وبعض الدول العربية محل صراع بينهم وبين الدولة العثمانية وكانت تحدث مجازر بحق العراقيين ما ان ينتصر العثمانيين في معركة ما يقوم الفرس بالانتقام من السنة العرب واذا كان العكس صحيح ينتقم العثمانيين من السنة الشيعة .. لو راجعنا التاريخ كله لم نجد الفرس ان ناصبوا العداء لاي بلد كما ناصبوه مع العرب ها هي باكستان تجاور ايران وقبلها كانت الهند وافغانستان وكذلك روسيا وغير لم نسمع انها ناصبت او اعتدت على اي بلد مجاور لها الا العرب .. كل هذه المقدمة في الموضوع اود ان اشير الى ان بعض العرب الذين لازالوا مغرر بهم بأن ايران دولة اسلامية وتدافع عن العرب والمسلمين نقول لهم فقط راجعوا التاريخ جيداً واحكموا انتم على انفسكم قبل الحكم على ايران . ايران لم تكون يوماً دينية او مذهبية ومن يقول غير ذلك فهو واهم ونقول له راجع حساباتك . ان ايران عنصرية تبحث عن مصالحها فقط وتريد اعادة امجاد امبراطوريتها الزائلة على حساب العرب والمسلمين . ولكن متى يعي اتباع ايران من العرب ان ايران تستغلهم لاجل تحقيقة اغراضها الم يشاهدوا ما تفعله في العراق وسوريا وفي لبنان وفي اليمن لماذا لم نرى اي تفجير يحدث في ايران لماذا فقط في الدول العربية والاسلامية تحدث انفجارات وقتل وايران لم يحدث فيها اي شيء لماذا امريكا تقوم بدعم كل ما تسميه حقوق الانسان ودعم الحريات في كافة البلدان ولا تدعم المظاهرات في ايران الم تطلع امريكا على ما يعانيه بعض الايرانيين من غير الفرس او لنقول من غير اتباع ولاية الفقيه . لماذا لم نرى ان اطلاقة تطلق على ايران من امريكا مع ان حكام ايران وبأستمرار قد صرحوا انهم سوف يزيلون اسرائيل من الخارطة ويا ترى هل اطلقت ايران ولو اطلاقة واحدة بأتجاه اسرائيل .. لماذا لم ينتبه العرب الداعمين لايران ومن مؤيديها الى هذا الامر . تدعي انها دولة اسلامية وتحكم بأسم الاسلام وافعالها لا تمت للاسلام بشيء فهي تسرق اموال العراق جهاراً وتقتل شعبه ولها اليد الطولى الان في حكمه وتتدخل في شؤون دول الخليج العربي وفي اليمن ووصل تدخلها في مصر وبعض الدول العربية والاسلامية وكل هذا وان البعض يصم اذانه ويغلق عينيه عن مشاهدة ما تفعله ايران حتى وصل بالبعض ان يكون ولائه لايران اكثر من ولائه لبلده وقوميته . متى يعي هؤلاء .. الله اعلم ولكن لا يمكن ان يستمر هذا الوضع الى ما لا نهاية وسوف تتكشف الحقائق لمن يغضون الطرف عنها ولو بعد حين .. ولكن هل ينفع الندم حينها !!!! وسيعلم الذين ظلموا الي اي منقلب ينقلبون