كل عام وامتنا العربية وشعبنا العربي ومناضلو البعث العربي والإيمان العربي بخير .. في مثل هذا اليوم من عام 1947 م أنعقد المؤتمر القومي الأول التأسيسي لحزب البعث العربي الاشتراكي بحضور أعضاء من عدة أقطار عربية منها لبنان وسوريا والعراق . وأعلنت أهداف المشروع القومي التحرري الوحدوي العربي : الوحدة والحرية والاشتراكية .ثالوث اتفق المؤتمرون على انه يمثل تطلعات العرب للانبعاث من سبات طال أمده غلف حياة الأمة بالتخلف والفقر والجهل واستلب إرادة أبناءها في تحقيق الذات الإنسانية والمشاركة في صنع الحياة الايجابية . ثالوث مقدس تتقدمه الوحدة العربية دون أن تنفصل قيد أنملة عن البيئة الديمقراطية التحررية التي من دونها يبقى الإنسان العربي سلبيا منقطعا عن حركة الحياة والشعوب التي سارت أشواطا كبيرة في اتجاهات التنمية والعلم والتطور ولا تنفصل قيد أنملة عن الاشتراكية التي هي ملاذ العدل المنطلق من روح الأمة وحضارتها وعقيدتها الإسلامية والمؤمنة لتحقيق الحياة المرفهة وسيادة العدل وتوزيع فرص الحياة في التعليم والعمل والصحة والمشاركة السياسية والاجتماعية ثالوث يتداخل بطريقة عضوية جدلية كتداخل أعضاء الجسد الواحد في تكامل المهام والبناء الهيكلي المفضي إلى هيئة جميلة التكوين بديعة التكامل مطلقة التناغم والتنسيق . إن أهداف البعث تتداخل جدليا لتكون وحدة عضوية فكرية وبنائية ميدانية . وأقر المؤتمر أيضا شعار الحزب :أمة عربية واحدة .... ذات رسالة خالدة والشعار ليس منفصلا هو الأخر عن مبادئ العقيدة القومية النبيلة العزيزة ممثلة بالأهداف الثلاث بل ينفذ أليها مع تعبير أعمق واشمل يشير إلى حياة العرب وتاريخهم الذي انبثق من جديد مع إطلالة دين الله الحق : الإسلام الحنيف الذي جذر إيمان العرب بوحدانية الخالق وقدرته سبحانه وعبودية الإنسان لجلال عرشه وكيانه المتعالي .فرسالة العرب الخالدة قد بدأت مع ولادة الإسلام الحنيف وتجد ملامح تجددها طبقا لأهداف تشتق من حاجات الحقبة ومتطلباتها ودرجة اقتدار الإنسان العربي فيها. الإسلام وحد العرب .. والبعث يهدف إلى إعادة وحدة العرب التي مزقها أعداءهمالإسلام نشر العدل .. والبعث يريد إعادة نشر العدل بعد أن اعتدت عليه عوامل تعرية وإرهاصات زمن وحركة حياة وتداخلات أقوام واديان مسيسة. الإسلام جاء بأجل وأعلى وأعظم معاني الحرية للإنسان وللأمة . والبعث يرمي ويناضل إلى إعادة تشكيل قواعد هذه الحرية بعد أن سلبت من العرب أرضا وثروات وكينونة بالاستعمار والتجزئة والتخلف إذن :الإسلام الحنيف كان رسالة العرب الأعظموالبعث هو ديمومة الرسالة وتجديد لها رغم انه لم ولن يكون حزبا دينيا بل مؤمنا وحسب حيث الإيمان هو المنفذ المفضي إلى نقي وطاهر وعادل ومتألق الأعمال والأفعال. وسيبقى البعث حلم الأمة كما الوحدة والحرية والعدل. وستبقى تجربة حكم الحزب في العراق مثابة للرسالة الخالدة بما أنتجته من عبقرية فعل جبار وبرهان أكيد على حيوية الحزب واقتداره الفكري والميداني .. وبما كرسته من قدرات الأمة من العراق على تحقيق رسالتها وأهدافها ومبادئهاكل عام وامتنا وشعبنا بخيروتحية لرجال البعث الشهداءوالأحياء تحية للمقاومة البعثية وشركاءها الوطنيين والقوميين والإسلاميين في العراق وفي كل مكان.