شبكة ذي قار
عاجل










المناضل البعثي عندما اختار الطريق الصعبة الشاقة فقد عرف مسبقا أن السير في هذه الطريق يستلزم الاستغناء عن الكثير من الرغبات الشخصية، لانه يعتقد أن هذه الرغبات انما تتحقق مع تحقيق اهداف البعث. فحياة المناضل البعثي ليست ملكا خاصا بل هي ملك للحزب في كثير من الجوانب. إن حياة البعثي نضال وجهاد لكي يشق الطريق للاجيال الجديدة، وهي كما عبر القائد المؤسس عام 1943 مخاطبا جيل الرواد بالقول: "نحن في دور الممهدين، فمهمتنا شق الطريق للجيل الجديد لا تعبيدها، رفع الاشواك لا زرع الرياحين، غرس البذور الخالدة لا قطف الثمار اليانعة ". ولمن لا يعرف سمات البعثيين فلابد ان نعرفهم بها:   1. البعثي جرئ وشجاع مستعد للبذل والتضحية بأغلى ما يملك. وكلما اندفع في اتون المعركة انصقل معدنه النضالي، واصبح اقوى واصلب عودا واقدر على مواجهة المصاعب والتحديات. إن شجاعة البعثي المناضل وجرأته تختلف عن شجاعة المغامر الذي يعشق البروز والظهور واستغلال المناسبات لتحقيق اغراض خاصة وطموحات ذاتية. 2. المناضل البعثي هو الذي يخلق فرص النضال ويخوض سوح المعارك بارادة وتصميم على صنع الانتصار. 3. كما ان حياة المناضل البعثي تتميز بالمسؤلية والصبر المنظم الذي يكفل خلق فرص الانتصار. 4. والمناضل البعثي لا تستهويه المظاهر والقشور، ولا يجد لذة الحياة إلا ضمن حركة حزبه النضالية. 5. المناضل البعثي مبدئي ومستعد للتضحية من اجل مبادئ حزبه، فلا يعرف المهادنة او المواربة، وإذا ما استخدم قدرا من المرونة فإنه يستخدمها لفترة محددة وإذا كانت تصب في النهاية في مجرى الخط الاستراتيجي. 6. إن الصلابة في الرأي والثبات على المواقف المبدئية تفرز مواقف واضحة امام الاصدقاء والاعداء. ويتحمل البعثي المناضل تبعات وضوحه ويظل مستعدا لمواجهة الذين لا يروقهم سماع هذه المواقف. 7. المناضل البعثي لايعرف اليأس، فهو الواثق من نفسه، وهو القادر على صنع الممكنات لعملية الاختراق حتى إذا ما حوصر من قبل الاعداء من حوله، فالمناضل يثق بنفسه وقدرته على الانتصار. 8. المناضل البعثي يستشعر الظلم قبل الاخرين، وينتصر للمظلومين لانه عانى - وما زال - من الظلم واضطهاد الانظمة السابقة والحالية. إن المناضل الذي ذاق مرارة الظلم واكتوى بسياط الظالمين هو الاقدر على تمثل المعاناة مع معاناة الجماهير ورفع الظلم عنها. 9. المناضل البعثي واقعي وعقلاني في الوقت نفسه، فلا يغلب الواقعية ليستسلم لها، ولا يغلب المنطق العقلي البحت ويتعامل مع المواقف الحرجة من منظار النظريات الحسابية والهندسية حتى لا ينحرف باتجاه اليمين والردة. المناضل هو الذي تتسم مواقفه بالثورية العقلانية الواقعية. 10. المناضل البعثي ينبذ التعصب بكل اشكاله، كما يرفض الانانية والتعالي. لهذه الاسباب صمد البعثيون رغم قساوة الجلادين الذين وصل عنفهم حد الارهاب الذي يدان من قبل منظمات حقوق الانسان. وهاهم يتحدون المحتلين الامريكان والصفويين وقد عاهدوا الله والبعث على كنس كل المحتلين من العراق. كثيرون هم الذين راهنوا على زوال البعث عندما كان وليدا يشق طريقه وسط الاعاصير السياسية، وكثيرون هم الذين قالوا أن هذا الحزب خيالي وأفكاره مثالية يصعب تحقيقها. ولكن هؤلاء ما عرفوا أن البعثيين ادركوا منذ البداية أن طريقهم طويلة، وسوف يمر عليها أفراد وأجيال، وتبقى المسيرة ببقاء الناس الطيبين الذين يعيشون الحياة بعفوية وصفاء، ويعبرون عن مستلزماتها بما تجود به ضمائرهم الحية. ورغم معرفة البعثيين بهذه المسيرة الطويلة، ورغم أن الحزب تعرض الى حالات انقسامية وانشقاقات مدمرة، كما تعرض الى مؤامرات داخلية وخارجية شوهت مبادئ الحزب لفترة من الزمن، رغم كل ذلك ظل الحزب مثار استغراب الحاقدين والاعداء العرب او ممن يحملون الجنسية العربية، لانه كان - ومازال - يخرج بعد أزمة أو مؤامرة أقوى من السابق، ويزداد حيوية وعطاء. ولم يعرف المؤرخون حزبا تعرض لكل هذه المؤامرات المدمرة وظل موجودا في سوح النضال، وظل قويا ومعطاء، كما ظل حزب البعث. صحيح أن البعث تعرض لضربات فنية وحاقدة أثرت على مسيرته وشوهت مبادئه، ولكنه كان يستعيد انفاسه ويعاود العمل من جديد بهمة عالية ويسير على ذات الطريق الطويلة، أكثر حماسة وأشد توهجا. إن السر وراء بقاء البعث حيا قويا ومقتدرا وسط كل الاجواء الخانقة المظلمة، هو انه نشأ وسط الجماهير، وأستمد قوته منها، فكانت الجماهير هي حاميته وممدته بممكنات البقاء والقوة. فلم تستطع القوانين والمطاردة والاعتقال والقتل والاغتصاب والتهجير ان تفت في عضد مناضلي البعث. ومع عظمة هذا السر فالجماهير باتت تثق بالبعث وبمبادئه وأهدافه العظيمة لانه قدم أنموذجا عظيما في البذل والعطاء والتضحية من اجل التحرر من نير المحتل الغازي سواء كان المحتل من الغرب او من الشرق.




الاثنين٧ ÌãÇÏí ÇáËÇäíÉ ١٤٣٥ ۞۞۞ ٠٧ / äíÓÜÜÇä / ٢٠١٤


أفضل المقالات اليومية
المقال السابق د. حسن طوالبة طباعة المقال أحدث المقالات دليل المواقع تحميل المقال مراسلة الكاتب
أحدث المقالات المضافة
فؤاد الحاج - العالم يعيد هيكلة نفسه وتتغير توازناته فيما العرب تائهين بين الشرق والغرب
ميلاد عمر المزوغي - العراق والسير في ركب التطبيع
فؤاد الحاج - إلى متى سيبقى لبنان ومعه المنطقة في مهب الريح!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟- الحلقة الاخيرة
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ - الحلقة السادسة
مجلس عشائر العراق العربية في جنوب العراق - ãÌáÓ ÚÔÇÆÑ ÇáÚÑÇÞ ÇáÚÑÈíÉ Ýí ÌäæÈ ÇáÚÑÇÞ íåäÆ ÇáÔÚÈ ÇáÚÑÇÞí æÇáãÓáãíä ßÇÝÉ ÈãäÇÓÈÉ ÚíÏ ÇáÇÖÍì ÇáãÈÇÑß ÚÇã ١٤٤٥ åÌÑíÉ
مكتب الثقافة والإعلام القومي - برقية تهنئة إلى الرفيق المناضِل علي الرّيح السَنهوري الأمين العام المساعد و الرفاق أعضاء القيادة القومية
أ.د. مؤيد المحمودي - هل يعقل أن الطريق إلى فلسطين لا بد أن يمر من خلال مطاعم كنتاكي في بغداد؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ الحلقة الخامسة
د. أبا الحكم - مرة أخرى وأخرى.. متى تنتهي كارثة الكهرباء في العراق؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الإخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ ] - الحلقة الرابعة
القيادة العامة للقوات المسلحة - نعي الفريق الركن طالع خليل أرحيم الدوري
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء السادس ) مصطلحات جغرافية وأخرى مشبوهة
الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي - تصريح الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مزاعم ومغالطات خضير المرشدي في مقابلاته على اليوتيوب ( الرد الكامل )
مكتب الثقافة والإعلام القومي - مكتب الثقافة والإعلام القومي ينعي الرفيق المناضل المهندس سعيد المهدي سعيد، عضو قيادة تنظيمات إقليم كردفان