كي لا يذهب البعض إلى ما يحلو له من تصرف أو كلام ، أؤكد والحمد لله أننا ممن رفض المحتل جملة وتفصيلا ،مهما كانت المبررات ، شخصية أم عامة أو أي توصيف أو تصنيف آخر ، لان الاحتلال والقبول به سمة عهر، ونكث عهد وإيمان مع العزيز الجبار قبل أن يكون مع الشعب والوطن ، ولكن من حقنا أن نسأل كل أولئك الذين راهنوا على ما أنتجه المحتل بالشخوص والأفعال والمواقع والواجهات، وبعد هذه السنوات شديد الصعوبة التي مر بها العراق وتداعيه إلى أسفل السلم بكل الاختصاصات، ومر بها أشراف العراق، دون إغفالنا أن من غزا العراق ودمر بنيته الحضارية، مادية كانت أم معنوية أو غيرها، لم يكن متخلفا ولم يكن من قبائل التتار، ولا من أية جهة توصف بالجاهلية ، أنما من غزا الوطن وعمل به تقتيلا وتدميرا للبشر والحجر، واستباحته لكل شيء تحت عنوان تخليصه من الدكتاتورية ونقل الديمقراطية له، ويا للغرابة بقوة السلاح، هي الدولة الأعظم في العالم ،والديمقراطية الأعظم في العالم كما هم يدعون ، والدولة الأولى في العالم على صعيد كل شيء، والسؤال هنا ، لم تتخلف إدارة الاحتلال والتي هي بهذه القدرات الهائلة كما يحلوا للمعجبين بها من وصفها عن إعادة بناء العراق، ولم حرصت إدارة الاحتلال على تفويت أية فرصة يمكن للعراق أن ينهض بها من جديد، ولم اختارت المراهنة على أناس لا تهمهم مصلحة العراق، بقدر ما هم مشغولين بمصالحهم وان كانت على حساب كل القيم والمثل التي نحمل، ولم قبلت بدكتاتورية المالكي وحزب الدعوة وجوقة المتخلفين، وما رافقها من تقتيل وتدمير هو الأول على مستوى العالم دون أن يرف للإدارة الأمريكية والعالم الذي يسمونه متحضرا جفن، هل هي مصادفة أم مسعى حقيقي لإبقاء العراق عرضة للتآكل الداخلي كي تطمئن الإدارة الأمريكية من عدم نهوضه ثانية، وتطمئن من خلفها دولة الاغتصاب في فلسطين، المحرض الأساس على احتلال العراق، قطعا لا يمكن النظر للموضوع من زاوية واحدة، لأننا في ذلك نتجاوز على أسس البحث العلمي والتحليل السياسي، لان للإدارة الأمريكية أدواتها في تنفيذ برنامجها ، ولا يمكن تحت أي اعتبار أن يوصفوا بالشركاء ، لأنهم أدوات تنفيذ باتجاه واحد هو، خدمة الأهداف الأمريكية، مقابل ما يدر عليهم ذلك من منافع مادية ومعنوية وغيرها، أي بصريح العبارة هم من ارتضوا أن يكونوا عملاء لها، وان لم يعجبهم التوصيف، فبماذا نصف من يمد يده للمحتل، ويسكت عن ما قام به من تدمير وتخريب وتهجير، وتصفية لعقول العراق الفذة ولقياداته العلمية والإدارية والعسكرية وغيرها، بماذا نصفه وهو من ارتضى التمتع بالسحت الحرام وجثث إخوانه العراقيين ترمى بالطرقات، بماذا نصفه بعد أن قدم مصلحته صارخة بوجه الجميع وعلى حساب الجميع حين ارتضى لنفسه التمتع بالمرتب الشهري الخيالي والامتيازات، إن كان في أعلى سلم المسؤولية، أو كان نائبا في مجلس يفترض به أن يمثل الشعب، والشعب كله ( عدا اللصوص الذين عاصروا الاحتلال وشاركوه في السرقة من أموال العراق وشعب العراق ) في ضيق ومحن متراكبة لها أول ولكن ليس لها آخر، هؤلاء الذين ادعوا تفانيهم للوطن وتمثيلهم للشعب، ما الذي حققوه على مدى عمر الاحتلال، أو بالحد الأدنى على مدى الدورة الانتخابية المنتهية غير الجري السريع لاكتساب المغانم عن أي طريق أتت، وهم جميعهم بلا استثناء متساوين في جريمة سرقة وطن واهانة شعب، وكيف يهنأ لأي منهم بال والوطن من أزمة إلى أخرى أشد وأقسى، وكيف لهم الركون للراحة والتمتع بكل ما حصلوا عليه والإنسان العراق في يومه لا يسير إلا بحقل حقيقي للألغام، لا يعلم متى تفجر به أو بقربه المفخخات أو تنطلق كواتم الصوت لتصفيته، أو يتعرض للتصفية بشتى الطرق المبتكرة التي ابتدعتها قوات الاحتلال وعملاء الاحتلال، ومن أناب عنها من دول جوار، أو ميليشيات مسلحة تعمل جميعها على اختلاف أغطيتها خدمة للمحتل الأمريكي ولأعداء الوطن، والذي لم يسلم على حياته وهو قابع في داره، فهل يا ترى لشريف يحمل هم الوطن والمواطن ويحلم حماية نفسه أولا وترقيتها، يسمح لنفسه الغرق بوحل الاحتلال وعملاء الاحتلال، ومن دون أن تكون له القدرة على ايقاف التداعي المبرمج لكل قدرات الوطن، وألا يعلم أولئك الذين راحوا لاهثين للترشح لما يسمى بالانتخابات، أن فرص الاستقلال بالرأي معدومة ، لان الرأي هو رأي الاحتلال ومن ينوب عنه ، وكل اللاعبين الصغار الذين أوهموا النفس من خلال عملية مخابراتية عرجاء سميت بالسياسية ليس لهم من الفرص إلا السير بما يريده المحتل وخدمه، أو التنحي جانبا، إن كتب له عمرا كي يستقيل، محنة الوطن كشفت الجميع، ويتغابى أولئك الذين منّوا النفس بإجراء تغيير شامل من خلال هذه المؤسسات، أو هم في حالة ضحك دائم على النفس وعلى الآخرين طالما يوفر لهم ما يريدون، وهو قطعا ليس خدمة الشعب والوطن، فلم نسمع أو نشاهد من تجرأ على النطق بكلمة حق تنصف الوطن والمواطن، إلا اللهم في أطار المخادعة المتفق عليها واستمرارهم بالضحك على الذقون، وما يدريهم أنهم يضحكون على أنفسهم، والتي سريعا ما تكذبها الحقائق، وان المجلس العتيد وما يمثله من واجهة سياسية مزيفة يراد بها إقناع العالم بديمقراطية الاحتلال، لم يكن له الدور الفاعل كما ينبغي لمجالس تحمل المسمى ذاته، لكنها تحمل همّ الوطن والمواطن وتدافع عنهما، لا بل لم تكن له القدرة على حماية كيانه في خضم الكذب والتزوير المتفق عليه، لكنهم جميعا وبلا استثناء أيضا تباروا بحماستهم وسرعة اتخاذهم القرارات التي تعظم من ثروتهم ومكانتهم على حساب الشعب والوطن واستمرارهم في مواقعهم وان على حساب كرامتهم الشخصية، وها هي دورة العنف تلف الوطن من أقصاه إلى أقصاه والتي تُسخّر لها كل إمكانات السلطة كي تسكت كل صوت وطني رافض، من دون أن يتجرأ أي من هؤلاء الذين يدعون تمثيلهم للشعب على التلميح بما يجري ، عدا استثناءات محدودة لها دوافعها غير الوطنية، إذعانا لطلبات الوالي الأمريكي والممثل هنا بالسفير الأمريكي في بغداد، ومن كلف بادرة ملف الوطن بدلا عنه، فيا أهلنا العراقيين ،قد يجد بعضكم لنفسه العذر في ممارسة حقه الانتخابي كما يتصور، والذي بالحقيقة لا تقره روح المواطنة ولا روح الإيمان، ولكن هل يجوز وأيضا تحت أي اعتبار إعادة انتخاب من سخر وجوده لتجذير منافع الاحتلال وأهدافه، وتجذيره للمسلك الطائفي في إدارة شؤون الوطن، ومساهمته الفاعلة في نهب المال العام واستغلال موقعه للإثراء على حساب كل شيء، وتمزيق الوطن شر ممزق، والسؤال الأهم، ما الذي كسبتموه من هؤلاء كي يصار إلى إعادة انتخابهم، وما الذي حققته عمليتهم السياسية للوطن غير تعميق الخلافات بين أبناء الشعب الواحد، ورهن قدراته جميعها للعامل الخارجي، وإعاقة أي تصرف وطني حر نابع من القلب ومن المصلحة الوطنية العليا التي تجمع كل الطيف الوطني العراقي، كي لا يكون للعراقيين القدرة على التوحد وما يعنيه ذلك من إنهاء دورهم في العراق، ليكن كل واحد منا وبصفته الشخصية المادية والمعنوية راعيا لأمن العراق ووحدة العراق وكرامة العراق، فهل في هذه المفردات ووفقا للحال البائس المعاش ما يسوغ المشاركة بالانتخابات، أو يجيز إعادة الانتخاب لذات الوجوه التي أثبتت ضعفها ودناءتها إن لم نقل عمالتها للمحتل وخدم المحتل، والتجديد مرة أخرى لذات العملية السياسية التي ابتدعوها غطاء لكل تجاوزاتهم على وطننا العظيم الغالي العراق . اللهم اشهد أنني قد أبلغت ، الله فاشهد الله اكبر حي على الجهاد ، الله اكبر حي على الجهاد