ما قامت به أميركا من غزو واحتلال للعراق وما تبنته من سياسات وتطبيقات مختلفة هدفها تقويض الدولة العراقية تقويضا شاملا وانتقاء الخونة والعملاء و مكنتهم من السلطة وتسليطها على شعبنا , وانبطاحها تحت كروش مناهج أصولية متطرفة من بينها منهج الولي الفقيه الصفوي الفارسي. ولعبة التخفي خلف الانتخابات والديمقراطية الزائفة . والاكتفاء بمراقبة طاعون الفساد والإرهاب الذي أنتجته هي وعملاءها وهو يذبح الشعب والوطن . وتمكينها لإيران في العراق كشريك في الاحتلال . يشبه حالة عالم بايولوجيا منحرف مجرم بالفطرة عمل على , ونجح في أنتاج خلايا سرطانية في الانسجه الحية ليقضي على عوامل السلامة والحياة فيها وأنتج أيضا وسائل لمضاعفة الانشطار السرطاني خلافا لجهد البشرية برمتها وتوقها لكبح جماح السرطان. لقد أنتجت أميركا حالة سرطانية شاذة في العراق بكامل وعيها وكامل إرادتها دون أن تحسب أي حساب لاحتمالات الارتدادات العكسية القريبة أو البعيدة زمنيا من شعوب المنطقة ضدها. كما إن هذه الحالة الشاذة قد أفضت إلى أحداث وتداعيات في عدد من الأقطار العربية ظاهرها ثوري ايجابي غير إن حقيقتها تخريبية مشرذمة سالت بسببها انهار من الدماء وانتشر الفساد الأخلاقي والمالي والإداري الذي نتج عنه توقف التنمية وانحسار فرص الأعمار والتطوير والتقدم . وفي عموم العالم استيقظت دول كانت قد نامت نوم أهل الكهف بما يمكننا من تشبيهها بالميتة وبدأت تمارس أنشطة ولدت مناخان سياسية ليست في صالح أميركا في كل الأحوال. إن مقاومة شعب العراق الباسلة للغزو والاحتلال وما افرزه أدى أيضا إلى سقوط الإمبراطورية الأمريكية اقتصاديا في مهالك معروفه والى انحسار دورها العدواني العسكري ففقدت فرصتها الاستثمارية في ليبيا حيث صار النموذج العراقي كابوسا يحجم حركة الفيل الأمريكي في الوقت الذي انجرت امبرياليات أخرى كفرنسا وايطاليا إلى ميدان ليبيا الاستثماري بذات الطريق الوعر الدموي المتوحش. هذا الموصوف إجمالا وغيره الكثير مما افرزه الغزو والاحتلال الأمريكي آن الأوان لمراجعته أمريكيا وعالميا , شعبيا ورسميا, فحجم الماسي والبؤس وتنمر واستكلاب المفوضين بسلطة الاحتلال وتماديهم في فعاليات الفساد والشرذمة والتخلف يوجب أن يستيقظ ضمير العالم ليصلح ما يمكن إصلاحه وليعيد قطارات الحياة إلى سككها .