بالقدر الذي قوبل به انبثاق المجلس السياسي العام لثوار العراق من العراقيين بالأمل والثقة بأن يوم الخلاص والتحرير أصبح قريباً جداً، استنفر متضررون من قيام الثورة وتنظيماتها أقصى جهودهم لمواجهة هذا الحدث التاريخي الذي له ما بعده، بالتشكيك ومحاولات تشتيت الجهود الوطنية الرامية إلى تحرير العراق وخلاصه وإخراجه من هذه الوهدة التاريخية التي وضعه فيها العملاء والخونة باستقوائهم عليه بالأجنبي الغازي الذي دمر كل شيء فيه ونهب كل ثروة وحطم كل معلم حضاري لكنه ما استطاع أبداً أن يحطم روح المقاومة والتحدي لدى شعبه ولا قدر على مصادرة إرادة هذا الشعب ذي العمق التاريخي الذي يتفوق به على جميع شعوب هذه الأرض. إن ما أغري المشككين والمحاولين والعاملين على تحطيم ما أنجزته ثورة الشعب هو أكثر من عقد من الزمن كانت القوى الوطنية فيه تعمل لمصلحة العراق كل من موقعها مع إنضاج ظروف وحدتها في إنجاز تاريخي عراقي عظيم يخرج العراق من وهدته، حتى حسب الجاهلون أن هذه القوى شتى وأنها متفرقة عن حقها وأن اختراقها وعرقلة نضالها أمر هين ويسير، في حين كانت هذه القوى تسير نحو وحدتها وتفاهماتها بتؤدة كمن يطبخ على شمعة. إن وحدة القوى الوطنية المؤتلفة في المجلس السياسي العام لثوار العراق صلدة ومن الغباء أن يفكر أحد أن بإمكانه اختراقها وتخريبها من الداخل أو إيقاف الثورة والالتفاف عليها وحرفها عن مسارها، فهذه القوى تمتلك خبرة كبيرة في العمل الوطني وتستطيع أن تميز الخبيث من الطيب، كما أن بمقدورها أن تعرف من مع العراق ومن ضده حتى لو لبس العباءات الوطنية كلها وتستر بالحرص على مصلحة الوطن والشعب، ورجالات المجلس السياسي العام لثوار العراق يعون جيداً، ومسبقاً، حجم التآمر الذي سيواجه خطوتهم التاريخية وحجم الأذى الذي ستلحقه هذه الخطوة المباركة بالعملية السياسية الاحتلالية ولقطائها الصغار حتى أن حكومة المالكي اتهمت هذا المجلس بأنه الجناح السياسي لما يسمى ( داعش ) ، لذلك فإن كل من يقف بوجه هذا المجلس هو في خندق العملية السياسية الاحتلالية، وهو يقف، بالنتيجة، ضد طموحات العراقيين في التحرر وتطلعهم لمستقبل زاهر لوطنهم، وإلا فإن من يريد العمل لمصلحة العراق وشعبه لن يجد باب هذا المجلس وتشكيلاته مغلقاً في وجهه، ويستطيع أن يحاور أعضاء المجلس ويبدي ملاحظاته التي ستجد تفهماً من المجلس كله وينخرط في العمل ضمنه. إني إذ أحيي انبثاق المجلس السياسي العام لثوار العراق أعلن ثقتي بأن ثورة العراقيين التي تستكمل تشكيلاتها تسير في الطريق المفضي إلى تحرير العراق وبأقصر الطرق وأقصى الخبرات الثورية والوطنية وأنها بالغة أهدافها ولو كره المشككون والمتخاذلون والمخذلون والمتآمرون، وأحذر هؤلاء جميعاً من أنهم إذا واصلوا محاولاتهم فسيجدون أنفسهم يناطحون صخرة صلدة وينطبق عليهم ، عندئذ ، البيت الشعري الحكيم القائل : كـنـاطـح صـخــرة يـومــا لـيـوهـنـهــافــلــم يـضــرهــا وأوهـى قـرنه الـوعل