مرة أخرى يصر المالكي على أنه "ما ينطيها" وأنه مستعد للتضحية في سبيلها مهما بلغ الثمن، فهاهو يصرح وبملأ الفم أنهم يقولون لنا أن نتركها، وكيف نترك أمن العراق، وكيف نترك ثروة العراق !!! وكيف نترك شعب العراق !!! وكيف نترك ضعفاء العراق وفقراءه !!! وليس لنا إلا أن نقول عجباً عجبــــا! ونسأل: وماذا تريد من ثروة العراق وشعبه وفقرائه؟ أو لم يكفكم ما سرقتم وما قتلتم وكل ما حصل؟ منذ شهرين ومطرقة الأنبار تضرب على رأس المالكي ومليشياته وكل دائرة المنتفعين والمتهالكين المحيطة به، وضربات أبطال العراق من مقاتلي العشائر تقع كالمطارق عليهم لتفقدهم توازنهم والأهم لتجعل بأسهم بينهم. فهاهم أقطاب الطائفية والفساد يتبادلون التهم بينهم ويرمي أحدهم الآخر بسهام الملامة والتقصير، متخذين مواضيع أخرى غير الموضوع الرئيسي وهو الفشل في حسم معركة الأنبار ( وهي محسومة اصلاً لصالح شرفاء العراق ومناضليه )، فييتناوبون بينهم بالدوران حول مواضيع الموازنة وقانون الأحوال المدنية "الجعفري" وتصدير النفط وغيرها من نقاط الأختلاف، لكنهم يتفادون الحديث عن الوضع الأمني المتردي في أنحاء العراق، ولايتحدث أحد منهم أبداً عن هزيمة المليشيات الطائفية وجرابيع الصحوة في الأنبار البطلة. لا أحد يتحدث عن خسائر ما يسمى بالفرقة الذهبية التي فاقت الأربعمائة قتيل ساقهم المالكي وحظهم العاثر ليواجهوا ليوث العراق الذين سبق وأن أجبروا أسيادهم في طهران وقم على تجرع كأس السم. لا أحد من البرلمانيين "الشجعان" يتحدث عن الهروب الكبير للجنود والضباط من القطعات التي ترسل للقتال في الأنبار، ولا نسمع منهم اية كلمة أو تساؤل عن سبب رفض الفرق العسكرية المختلفة الذهاب الى الأنبار رغم أن الأعلام قد حسم المعركة وبدأت عوائل الرمادي تعود الى ( 90% ) منها التي طهرتها قوات الحكومة. وليس لنا إلا أن نقول عجباً عجبــــا! اذا كان 90% من الرمادي قد تم تطهيرها فلماذا القصف اليومي على معظم أحيائها؟ أم إن المالكي لا يريد أن يترك شعب العراق، كما يقول هو؟ وتستمر مهازل الحكومة فمن قضية "إبن الوزير الذي عادت له الطائرة" والتي لامثيل لها الا في قصص الف ليلة وليلة، الى دعوة محافظ الأنبار طلبة الفلوجة العودة الى مدارسهم!!! الى قول المالكي أنه لن يترك فقراء العراق وضعفاءه !!! وليس لنا إلا أن نقول عجباً عجبــــا! ماذا استفاد منك فقراء العراق وضعفاؤه سوى أنهم ازدادوا فقراً وبؤساً؟ ماذا قدمت لهم وأنت رئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الداخلية والقائد العام للقوات المسلحة ومدير الأمن العام ومدير المخابرات العامة.... الى آخر هذه الألقاب الفارغة التي لايدري الفقير أين يصرفها او كيف يستفيد منها، ودولته ليس له من الأمر شيء سوى تصريحاته الجوفاء وآخرها مهاجمة شركاء الأمس علاوي ومقتدى! وكلما حدث حدث وأستجد جديد تراه ينفخ ريشه ويتهم البعثيين والصداميين والتكفيريين وداعش والقاعدة والسعودية وقطر،،، وتبقى إيران بريئة براءة الذئب من دم إبن يعقوب. وماذا بعد؟؟؟ الأنتخابات على الأبواب، وكل الفرقاء فيما يسمى بالعملية السياسية ورغم أختلافهم يحثّون الناس على التصويت وهذا دليل واضح على أنهم ( ضامنيها وما ينطوها ) ولتذهب الديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني الى الجحيم، فهذه كلها أغطية تستعمل عند الحاجة سواء شاءت أم ابت، وليشرب المخدوعون من البحر، والذين يتصورون أنهم سيحدثون التغيير المطلوب والذي لن يحصل الا اذا أمتدت نار الثورة لتشمل العراق من أقصاه الى أقصاه...