انطلاق العمل السياسي الممثل للثوار في المحافظات المنتفضة الثائرة وعموم العراق المقاوم والمتمثل بالمجلس السياسي العام لثوار العراق يعتبر نقطة فاصلة في تاريخ العراق الحديث ليس بعد الغزو والاحتلال فقط بل والى ابعد من ذلك في حسابات العمل الائتلافي الضام للعديد من القوى الوطنية والقومية والإسلامية. لعل تجربة الجبهة الوطنية القومية التقدمية التي شهدها العراق في سبعينيات القرن الماضي هي الأقرب مع فارق ظروف الولادة وبيئتها. إن القوى السياسية والشخصيات والتنظيمات التي انتظمت بقناعات نهائية وإرادات حرة وطبيعتها الفكرية الراقية وظروف الجهاد والكفاح التي تنتمي إليها تجعل من المجلس السياسي العام لثوار العراق تشكيلا عراقيا لا يمثل الشعب العراقي العظيم في مرحلة الكفاح المسلح وثورته الظافرة فقط بل هو الأساس الذي ستبنى عليه العملية الديمقراطية الشعبية العراقية في مرحلة ما بعد التحرير والاستقلال الناجز بعون الله. كما إن الوضوح التام لأهداف وبرامج عمل المجلس والتي يمكن تكثيفها ب: أولا: العمل على إنهاء الاحتلال الأمريكي الإيراني الفارسي الصفوي وإزالة كل آثاره ومنتجاته ومخلفاته بثورة شعبية فكل العراق من أقصاه إلى أقصاه وتفتيت العملية السياسية المخابراتية بكل السبل المتاحة من داخلها وخارجها كونها الواجهة المدنية للاحتلال. ثانيا: التحرك على دول العالم والمنظمات والهيئات الدولية لخلق بيئة جديدة تتفهم حقوق العراق وشعبه وتفضح جرائم الاحتلال وأعوانه ومناهج الإرهاب المنظم التي ادخلوها لتدمير العراق أرضا وإنسان. إن المجلس في التقييم العقائدي والسياسي العام وطبيعة القوى الوطنية والقومية والإسلامية الأصيلة التي ساهمت في تشكيله واستحضارات ولادته المباركة وانخراط معظمها في فصائل المقاومة والثورة الشعبية الكبرى تجعله رصين البناء عميق التوجه مبدئي السير والانجاز. والله ولي التوفيق فكل أنصار ومؤيدي المجلس يتطلعون بقوة الإيمان واليقين إلى الدور الحاسم الذي سيلعبه ويثقون بان من لم تسنح لهم الفرصة للانضمام سيجدونها قريبا ورجاءنا كبير بحكمة وإيثار الكبار من أبناء العراق الثوار الأحرار .