قبل أن ادخل في الموضوع استذكر حلقة قديمة من برنامج "شاهد على العصر" ، تحدث فيها الوزير العراقي السابق "حامد الجبوري" عن سبب أعفاءه من منصب وزير الدولة للشؤون الخارجية عام 1984 ، وذلك بسبب تأخره عن الدوام الرسمي ، الأمر الذي جعل مقدم البرنامج "أحمد منصور" يضحك (باستهزاء) من السبب!!، وبهذه المناسبة نقول له .. الإنضباط والحزم جزء من مسؤولية القائد الأمين والحريص ، إلا أنك يا أحمد أصغر من أن تفهم المواقف الكبيرة ، وأذكر ايضاً أن "حسن العلوي" ذكر في لقاء له أن "صدام حسين" (رحمه الله) وجه عقوبة لمدير عام النقل البري بسبب أهمال في عملة ، المهم .. الحلل الذي نشهده اليوم في مؤسسات الدولة العراقية ، يبين القيمة الكبيرة للفعل الذي استصغره "أحمد منصور" ، فلو كان بالعراق اليوم رجل يمتلك ذمة وضمير "صدام حسين" (رحمه الله) ، لما استطاع قرد أن يغير مسار طائرة متجهة إلى بغداد ويعيدها إلى المطار الذي غادرت منه قبل عشرين دقيقة!!، لكن عراق يحكمه (خراعة الخضرة) تحدث فيه مثل هذه الفضائح ، العجيب أن هذا القرد ليس له صلاحيات سوى أنه الأبن المدلل لما يسمى وزير النقل والمواصلات "هادي العامري"!!، وبدلا من محاسبة القرد وأبوه وجميع المقصرين ، وأثبات أن المحسوبيات لا تشفع للمسيئين ، تركوا الحمار ومسكوا البردعة ، فقد تم أعتقال نائب مدير المطار وتركوا (الشفية) "هادي العامري" يسافر إلى بيروت لتفقد أبنه ولملمة الموضوع مع الجانب اللبناني ، بالعامية العراقية نقول (يطيب خاطرهم)!!، وكما هي العادة ، (الموالين) لولاية مالكية ثالثة لم يجدوا عذر أو تبرير يرقعوا به هذا الفتق الذي كشف عورة مطايا إيران ، ولا يمتلكون الرجولة والشجاعة الكافية ليطالبوا بمحاسبة شخص راضياً مرضياً عليه من قبل الولي الفقيه ، (هادي العامري قبل يد خامنئي مو شوية) ، وليس فيهم روح وطنية تسبق الولاء الطائفي لينتقدوا حكومة "القامّة والزنجيل" على هذا الحلل والتسيب ، لكنهم وجدوا ثغرة ثاروا وغضبوا بشدة من أجلها ، وهي الصورة الشخص التي نشرت على أنها صور القرد ابن هادي العامري ، ودافعوا بشدة عن صاحبها الحقيقي معتبرينها اساءة كبيرة له!!، مهزلة ما بعدها مهزلة .. نشر صورة بالخطأ يثير سخطهم لكن فضيحة مدوية لاتحرك فيهم الوطنية!!، على أية حال ، لو كان القرد أبن شخص غير (موالي) لإيران لسمعنا أصوات (الموالين) تطالب بالقصاص منه ومن أبوه وعشيرته ، لكن ماذا نقول .. المحسوبيات الطائفية تعمل عملها!!. ليضحك "أحمد منصور" ما يشاء ، فلم يعد هناك من يحاسب ويعاقب ، الحلل ، التسيب ، الفساد واللغف على قدم وساق ، هكذا تريدون العراق أن يكون.