أحد أصدقائي يكثر السؤال عن أحوال العراقيين يتتبع أخبار الاضطهاد والقتل والتشريد. قال لي يا أبا جعفر .. أولسنا على الحق والهالكي على الباطل؟ قلت بلى أولسنا في صف الرحمن والهالكي في صف الشيطان ..؟ أولسنا مسالمين لا نعتدي ولا نظلم والهالكي ومن تحالف معه سفاحون قتلة قلت بلى. بلى فلماذا لا ينصرنا الله عليهم ..؟ لماذا نبقى في اضطهاد وتشريد. أكاد أجن ما نفيق من ألم صفعة إلا تتبعها أخرى من الاعتداء على ألزركة إلى مذابح كربلاء والبصرة وهدم المساجد و.. و.. وآلام وويلات في محافظات العراق حتى بلغنا من الذل أن ذبحنا ذبح الشياه في الحويجة و الرمادي والفلوجة وتحرق الجثث في طقوس فارسية صفوية ولاندري أين يكون الجرح القادم أطفال يتامى.. نساء أرامل ..نساء في سجون ألهالكي يحملن في أحشائهن أبناء الصفويين المجوس .. إلى متى يستمر حال العراق هكذا ..؟ صار العراقي الآن لا ينتظر إذا أصبح إلا خبراً مبكياً أو موتاً منسياً لا حول ولا قوة إلا بالله .. ثم بكى .. ثم قال بيت الشعر أخي، جاوز الظالمون الــمـدى فحــــقَّ الجهـــادُ، وحقَّ الفـِداأنتركهُمْ يغصبونَ العُــــروبــــةَ مجـــد الأبــــوَّةِ والـســـــؤددا؟ قلت له أخي لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا .. إن نصر الله قريب..وما يصيبنا الآن إلا آلام ما قبل الولادة .. نعم ولادة النصر أما ما نشاهده اليوم من اضطهاد وقتل وتشريد للعراقيين فهو لا يعني أن العراق سيستمر حالها هكذا لا بل سيأتي يوم ينتصر فيه العراقيين النصر قادم .. ليس المهم متى سيأتي النصر لكن المهم أنه سيأتي، مهما وقع من المصائب والآلام سيأتي . أسمع قول الحق سبحانه وتعالى (( وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ )) يا أخي نحن أصحاب حق فالحق يكون منتصراً حتى وإن كان حاملوه لا يستطيعون تجسيده على أرض الواقع .. فبلال الحبشي انتصر على أمية في مكة حتى وهو تحت رحمة سياطه .. وكذلك فعل خباب بن الأرت ومصعب بن عمير وقبلهم آل ياسر الذين استشهدوا ولم يحققوا أي تمكين على الأرض ولم يروا أي نصر مادي ظاهري على أرض الواقع ..هذا هو الانتصار والنصر الحقيقي الذي يُمهّد للنصر المادي الظاهري .! فما نراه اليوم من تحالف حزب الدعوة والحزب الاستسلامي وحلف الغادرين وكتلة ملحدون تحالف الكفر والنفاق والردة على العراقيين المؤمنين هنا وهناك لهو خير دليل على أن ثوار العشائر الصابرين المجاهدين قد انتهجوا طريق الحق وكلما تمسكنا بهذا الحق وصبرنا عليه كلما كان ذلك مدعاة للآخرين للانضمام إلى ثوار العشائر وتوسيع الرفض لهذا الظلم والاضطهاد مما يقترب النصر أخي أسمع قول الحق سبحانه وتعالى ((أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَآءُ وَالضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ )البقرة 14 إن طريق الحق واضح وأسباب النصر معلومة ولابد من توفيرها في أنفسنا ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّـهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ) ولابد من الصبر بلا انكسار ولا تذلل ولا يأس ولا ملل وعندئذ يحق لنا أن ننتظر نصر الله لتعلم يا أخي . يقيناً لا شك فيه أن الله سبحانه ناصرٌ دينه والمؤمنين كما قال تعالى {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ} أخي ينبغي لنا أن نشيع روح التفاؤل في مثل هذه الأوقات القاسية وأن ننبذ اليأس عنا مكاناً قصياً . وأن نوقن بأن النصر مع الصبر . وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً ...