في الاشهر الاولى  التي تلت الاحتلال  الامريكي الصهيوني للعراق عام 2003 بدأ الاعلام الغربي وبالذات الامريكي البريطاني  وابواقهم العربيه والاقليميه من التركيز على ما يمتلكه العراق من ثروات مكتشفه وغير مكتشفه من النفط والغاز والمعادن الاخرى ... واضعين كل اللوم طبعآ على النظام الوطني السابق ... وعدم استثمار هذه الخيرات من اجل رفاه شعبه المحاصر الجائع ...

وبنفس الوقت ترافقت المؤتمرات  الدوليه  والاقليميه  من واشنطن الى  مدريد ولندن  والقاهره  والكويت وقطر وعمان واسطنبول  وحضور الشركات العملاقه المتخصصه  بالنفط والغاز والاستثمار العقاري والبناء  بكل اشكاله من بنى تحتيه الى ابراج وطرق واتصالات ..

متزامنا مع كل هذا العويل  شطب الديون ورفع الحصار الاقتصادي وتبرعات من الدول التابعه للنهج الامريكي مثل اليابان وبعض الدول الاوربيه ...

اما نحن العراقيون  المساكين  قد اصابنا الانبهار كأول وهله من دعاية الاحتلال ومشاريعه الوهميه  التي يستعرضونها  في مؤتمراتهم ... ولكن بمرور الوقت الاشهر والسنيين ... واذا  بكل ذلك لعبآ ونهبآ لمقدرات شعبنا المبتلى بقوات الغزوا  وحراميته  من بريمر الى ما يسمى بمجلس الحكم الى حكومات الاحتلال المتعاقبه  والى يومنا هذا ...

ولا اريد ان  اطيل لأن كل الدنيا قد عرفت ولم يختصر على العراقيين  نهبهم وغدرهم وكذبهم  وقتلهم  حتى اعادوا العراق الموحد ذو الأرث التاريخي والحضاري المتراكم  الى عصور التخلف والتمزق ...

اعود هنا لأول موضوعي  وقدرة الشركات  الاجنبيه  والاقليميه  للأستثمار ... اقول ( نتحداهم نتحداهم نتحداهم ) .. محتلين وعملاء وبشركاتهم الامنيه  وقدراتهم الماديه والعسكريه  ان يباشروا او ينجزوا سوقآ  او مدرسه او ... ان يجلبوا معدات خاصه بمشاريعهم  ويبنوا مواقع عمل  لمشروع استراتيجي مثلما يزعمون  ولكن وللأمانه اكساء وترميم طريق ومركز خدمي قديم ممكن ... لأن هذا هو السائد الان لكي يمنحوا عملائهم بعض الفتات ...

اما البناء الحقيقي الهادف سيكون للبناة الصادقين العارفين بهموم اهلهم  والذين يذيقوكم كل يوم مراره الهزيمه والاندحار فهؤلاء هم شركات الاستثمار والاعمار ... هم رجال التأميم الخالد  ورجال التعليم والصحه والكرامه ...

والنصر قادم بهمه هؤلاء  ايها الشواذ والمنحرفون والله اكبر ...