لاشك أن الانظمة في العالم مع تباين إيديولوجيتها وسياساتها تعمل وتلتزم على احترام شعوبها والدفاع عن قيمها الانسانية وحقوقها المدنية والسياسية وقضاياها المصيرية , وهكذا بالنسبة للمنظمات الانسانية العالمية تعمل لترسيخ حقوق الانسان والعمل بها والدفاع عنها . ان ما جرى في العراق الذي تعرض الى حرب ظالمة من قبل اعدائه وارتكابهم جرائم شنيعه لا يقرها قانون او شريعه , وما زال ارتكاب الجرائم في العراق مستمرة في ظل الحكومة الحالية وانتهاكها لحقوق الانسان فيه من اعتقال وتعذيب وقتل وتشريد لاسباب طائفية ونزعات خطره تهدد الشعب العراقي في وحدتة ومستقبله وكوارث انسانية مادية ومعنوية دون معالجة سياسية اوقانونية . وازاء هذا الوضع ينبغي على الجامعه العربية التدخل انسانيا لمساعدة الشعب العراقي للخروج من مأساته الحالية اذ ان سكوتها سيشكل خطرا ليس على مستقبل العراق فحسب وانما على اقطار عربية اخرى . فعليها اذن ممارسة دورا سياسيا وانسانيا فاعل وجاد للمحافظه على امن ومستقبل العراق وتجاوز دورها التقليدي غير الفاعل في اغلب الاحيان وبالذات ما يجري في العراق وتشجيعها للنهوض بمهامها الانسانية والمصيريه وهي تمتلك من الوسائل المساعدة للتدخل في هذا المجال فالعراق وشعبة ليس جزءً خارج عن الامه العربية او غريبا عنها , لذا عدم تركة وجرائم الابادة الجماعية والتهجير القسري وجرائم ضد الانسانية ترتكب من قبل السلطة الحالية و مليشياتها والتي عليها احترام القانون والقضاء والحقوق وعدم التخلي عن مسؤوليتها في حماية الضحايا من ابناء الشعب العراقي والإ فأنها ستسئل يوما ما عن الافعال التي ارتكبتها كمخالفات قانونية ووضعها تحت طائلة المساءله الجنائية الدولية وفقا للقانون الدولي الانساني مع وجود كثير من المواثيق والاتفاقيات الدولية التي تحرم تلك الممارسات والانتهاكات مع تحديد المواثيق لانماط التصرفات التي تشكل جرائم يعاقب عليها القانون الدولي . ومن الملحوظ ان الجرائم في العراق باتت تشكل اطار عام لسلوك هذا النظام ومن صنف المخالفات الجسيمة والخطره تستدعي المساءله القانونية . على الجامعه العربية ايضا ان لا تنسى واجبها القانوني والانساني والقومي لما يحدث في العراق وبعكس ذلك لا تعد حالة نسيانها لواجبها المتعارف والمنصوص عليه في ميثاقها, وانما ستنسى هي كجامعة عربية ووجود قد يكون مصيره آيل الى نهايته في اخر المطاف وفي ذلك خسارة لنفسها وللشعب العربي الذي يعاني في عدد من الاقطار الظلم والاستعباد ومصادرة الحقوق الانسانية .