لم نعتنق البعث لنكون جزءا من حزب بل لنصير جزءا حيا من أمة عظيمة أصيلة هي الامة العربية , بمعنى ان الانتماء للبعث هو انتماء للامة. لذلك صار الانتماء للبعث ليس انتماءا سياسيا ولا عقائديا تقليديا بل هو انتماء عضوي لكيان مقدس يضم العائلة والحارة والمديرية والمحافظة والقطر ضمن جغرافية بوسع القلب وبنقاء نبض الوجدان والضمير الانساني. الانتماء الى البعث ليس انتماء لمصلحة فئة أو شريحه بل هو انتماء الى تاريخ وارث وجغرافية وروح ارتقاء متأصلة تتسع المسافة بين الازل وبين الافق غير المنظور للطموح الخلاق لانسان اعتاد الخلق والولادات الطالعة من الخصب الاخضر. الانتماء الى البعث لم ولن يكون انتماءا لتنظيم له شكل مقنن محدد ورموز بشرية تتسلسل في عناوينها وتدرجات خط الرقعة المستخدم في كتابة العناوين بل هو زرع ينبت من بذر تحتضنه باطن الارض وتعاشره حبات الارتواء ثم يخرج كما القدر ليصعد مالئا جزءا من فضاء رباني . انه انتماء أخلاقي تتهجن فيه الروح مع المادة الموضوعية والبيئة المعطرة بمسك الارض فيصير رسالة الانسان كما ارادها له الباري جل في علاه. البعث ليس عناوين ومقامات ورقعة وعدد افراد بل هو اليم الذي تطفو على سطحه أمة الرسالات والاب الذي جاء من صلبه محمد العظيم . طوبى للبعث بهذه المعاني الثائرةثار في العراقثار في نواكشوطثار في البحرينوهو الان يخوض مع شركاءه غمار ثورة تحرير العراقسلاما من شباط الرمضاني عام 1963وصولاالى ارادة تحدت المحال وقاتلت العالم ليظل الشعار رسالة أمة عصية على الفناءالى جحافل تقاتل الكون لكي لا يسجل التاريخ سقوطا لعراق الامةوسيبقى البعث .. عصيا على السقطات الصغيرة لمن لم يفهم معنى الانتماء للبعث.