عجزت جيوش وميليشيات نوري العجمي عن انجاز أي من أهدافها المعلنة بعد الهجوم الغادر على ساحات الاعتصام في محافظة الانبار والتي كانت احدى شرارات التحول الكبير في العمل المقاوم المسلح الى ثورة شعبية كبرى. ويخطئ تماما من يظن أو يعتقد ان عدم نجاح قوات المالكي المليشياوية ومن يساندها من الصحوات ناتج عن عمل تكتيكي تنتهجه القيادات العسكرية لجيش الدمج والمليشيات المجرمة أو لعدم اشراك القوة الحكومية الاحتلالية بكاملها عددا وعدة في محاولات اقتحام الرمادي والفلوجه . فالمؤكد ان المالكي قد زج الان بكامل قدراته البشرية والفنية غير انه فشل فشلا ذريعا وظل الثوار الاشاوس يمسكون الارض ويمسكون زمام المبادرة أيضا . ان الفشل العسكري للمالكي واحتمالات أن تزداد مقادير التغذية والحقن الاحتلالية الامريكية الصهيونية له لم تكن يوما خارج حسابات المقاومة ولا خارج حسابات ثوار العشائر وجلهم من أبناء جيش العراق الوطني الباسل بل كانت حاضرة دائما في عقولهم وفي خططهم للتصعيد الثوري وصولا الى مراحل الحسم والتحرير الناجز. ان احتمالات التصعيد باستخدام القوة الاحتلالية ليس هو ما يجب الان التحوط له لانه أصلا موجود في حسابات التحوط .. غير ان الاهم هو الانتباه الى أمرين : الاول : ان فشل الحسم العسكري لوأد الثورة قد بدأ يدفع باتجاه استخدام الاحتياطات الاحتلالية المضمومة ومن بينها الاحتياطات النائمة في قطر . مع ملاحظة ان قطر كساحة وكنظام قد ظلت هدفا لسياسة واعلام حكومي احتلالي للايحاء زورا وبهتانا بانها تقف ضد حكومة الاحتلال في المنطقة الخضراء والتصريح والتلويح بدور لها بدعم جهات عراقية ماليا للتعمية على الدور الخادم للاحتلال واهدافه واستراتيجيته الذي تضطلع به قطر. هذا الايحاء الضمني الذي يتحول الى تصريحات نارية أحيانا بدأ الان استثماره في محاولة الاحتلال ومخابراته اختراق الثورة التي عجزت قوات المنتج الاحتلالي عن مقارعتها ميدانيا. الثاني : النفوذ من ثغرة أو بثرة موجوده داخل جسد الثورة وهي نزعة طرف من اطرافها لرفض روح الوحدة التي تتفاعل ضمن اطرها ارادة وفعل ثوار العشائر الاحرار والقوى السياسية ومختلف الفصائل المقاتلة. وعلى الثوار والارادات السياسية المتفاعلة الان أن تسد هذه الثغرة وتزيل هذه البثرة فورا بالتوحد في اطار المجلس السياسي العام للثوار لان الردة أو النكوص والاغراق في أطر الذاتية سيكون خطرا حقيقيا على الثورة قد يؤخر انجاز أهدافها وهو بالتالي لا يخدم حتى الجهة المخالفة . ثورة شعبنا مباركة وتمتلك أدواتها الفطنة والذكية والمقتدرة سياسيا وعسكريا وستنتصر بعون الله على أي تحد ذاتي أو خارجي . وليخسأ كل من يضع خرج المال وحقائب الاعلام ونبرة الطائفية البغيضة فوق ارادة التحرير وليدرك هؤلاء انهم شاءوا أم ابوا أدوات بيد الاحتلال واعوانه عراقيين كانوا أم غير عراقيين بوعي منهم او لجهل .