تطل علينا ذكرى ثورة البعث في 8شباط من عام 1963 والتي سميت عروس الثورات، وكانت من تخطيط وقيادة وتنفيذ مناضلي البعث العظيم مع رفاق من التنظيم العسكري لتخليص العراق والشعب من الحكم الدكتاتوري الفردي وتسلط الحزب الشيوعي العميل لما اقترفه بحق ابناء العراق وفي مقدمتهم احرار وضباط ومناضلي البعث المجاهد من جرائم شهدتها ساحات العراق المختفلة وبالاخص مدينة الموصل الحدباء ، وانفراد عبد الكريم قاسم بالسلطة وزج خيرة الضباط الاحرار الذين شاكوا في ثورة 14 /7/1958 ، وما كان من الحزب ومناضليه الى يضعوا العراق والشعب في نصب اعينهم ويجاهدوا للتخلص من الاستبداد والتفرد وسلخ العراق من امته العربية والاتجاه به الى المنظومة الشيوعية الاممية الذي كان يمثله الحزب الشيوعي العراقي ، وكان من احدى المحطات النضالية للحزب ضد الحكم القاسمي قيام رفاق البعث الابطال بمحاولة اغتيال عبد الكريم قاسم في شارع الرشيد عند مرور موكبه ولكن اصيب ولم يمت ، وجرت اعتقالات واسعة من قبل اجهزة السلطة القاسمية شملت العديد من مناضلي البعث وبعض الوطنيين ، وكان لتصيم الحزب واندفاع وتسابق رفاقة الى التضحية من اجل تنفيذ الواجبات ليس لها نظير ، ورأت قيادة الحزب ان االتخلص من قاسم ونظامة يتطلب النخطيط المحكم والسيطرة وحشد امكانية القوى الوطنية حاجة ضرورية لانجاح الثورة ، واختير يوم الرابع عشر من رمضان المبارك المصادف صبيحة الجمعة الثامن من شباط عام 1963 موعدا لها ، ويذكرني هنا ان الحزب قد ارسل شخص عرفته لاحقا وهو الرفيق عدنان القصاب بعد ان استفسر مني عن بيت احد رفاقنا الابطال الذي ارشده الى دار عبد السلام محمد عارف وابلغه بقرار الحزب بأن يؤيد الثورة واذا نجحت انت رئيس جمهورية واذا لم تنجح فحالك من حالنا وعندها وافق . وقاد الحزب برفاقة المناضلين الثورة ضد الحكم القاسمي ونجحت الثورة وسيطرة البعثيون على السلطة وانتشر الرفاق في كل انحاء بغداد لضبط الامن والقاء القبض على كل من يحاول المس بالثورة والجماهير وكان للالتفاف وتاييد الجماهير للحزب والثورة ليس لها نظير ، واوفى البعث الذي اعطاه لعبد السلام عارف وفعلا اصبح في منصب رئيس الجمهرية والرفيق أحمد حسن البكر رئيسا للوزراء ، وبالرغم من كون الثورة شعبية قادتها الطلائع المدنية للبعث شابها بعض السليبات كونها تجربة فريدة من نوعها تحدث في المنطقة ولوجود صفُ من الاعداء داخليا وعربيا واقليما تعاونوا على اجهاضها وهي فتية ، وقاد المشير عبد السلام محمد عارف رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة انقلابا عسكريا استخدم الجيش العراقي في تنفيذ الجريمة ناكرا للجميل الذي قدمه البعث له ، ومورست خلالها اقصى انواع القسوة والتعذيب والملاحقة بحق البعثيين واودع الكثير من البعثيين في المعتقلات ومعظمهم من قادة الحزب وبذلك كان يوم الثامن عشر من تشرين الثاني عام 1963 يوم نكسة ادت الى وأد تجربة الحكم للبعث ، لقد كانت تجربة ثورة 8 شباط والردة درسا بليغا لمناضلي البعث وزادتهم ارادة وتصميم على المضي قدما في النضال والجهاد والتضحية في سبيل الشعب والوطن ، الى ان تم تفجير ثورة 17-30 تموز المجيدة عام 1968 . تحية وتقدير واعتزاز بثورة الشعب في الانبار لصمودهم وتضحياتهم وثباتهم على المبادىء ، ولاشك ان جبهة الخونة والعملاء والمرتزة اعداء الشعب لن يصمدوا امام رجال العراق من عشائر وضباط الجيش العراقي البطل بتشكيلات المجالس العسكرية وفصائل المقاومة الوطنية العراقية والنصر اتٍ لامحاله لان الشعب اقوى من كل الطغاة والاسلحة والله ناصر المؤمنين لانهم على حق والله هو الحق ،المجد والخلود لشهداء والبعث وثرة الشعب في الانبار والخزي والعار للحكومة وجيشها المليشياوي .