مرة بعد أخرى يحاول الخاسئون، ويحاول الخائبون ويحاول المتآمرون والخائنون ولكنهم في كل مرة يخيبون ويجدون أنهم لصخرة البعث يناطحون وقرونهم من طين! فكم من تافه وصل لمراكز قيادية في حزب البعث العربي الأشتراكي في غفلة من الظرف والزمن، وفي عثرة من عثرات الحاجة الماسة لمهارات وقدرات خاصة وحاول أن يتآمر على حزبه، لكنه خاب، وكان عبد الباقي السعدون آخير المحاولين، ولن يكون أخرهم، ولكنهم يزولون ويبقى البعث صامدا نقياً أكثر عافية وعطاءا. إن من قدر الأحزاب الثورية هو أن تواجه في مسيرتها الصعبة عثرات الأنشقاق أو محاولة الأنشقاق، وهذا ليس غريباً على أحزاب تنتهج منهجاً حراً مستقلاً ينشد التغيير والتبديل والبعث. فكيف بحزب البعث وهو حزب ليس ثورياً فقط وإنما هو حزب عقائدي يتمتع بنقاوة واستقلالية عاليتيين، وينبض بحيوية الأمتين العربية والأسلامية. وكيف به وهو حزب يحمل بين جنباته وجع الأمة ومعاناة فقراءها ومساكينها، وتطلعات مثقفيها وكوادرها الواعية، ويجري في عروقه عرق كادحي الأمة ومناضليها، وهو ينشد الأنقلاب الكامل على الذات، وكيف لا وهو بعث الأمة وأملها وسند حاضرها وعلامة مستقبلها. لقد كان لصمود البعث في وجه المحن التي تجاوزها بأقتدار عال منذ تاسيسه عام 1947 وحتى أغتيل نظامه الوطني في العراق عام 2003 أثر كبير في التأسيس لمقارعة التحدي الأكبر ومقاومة الغزاة بأشكالهم وأعوانهم. وكان الحزب على قدر المسؤولية رغم عظمها وثقلها ووعورة مسالكها فـ ( على قدر أهل العزم تأتي العزائم ) وقاد معركة تحرير العراق بكل ثقة ونكران ذات، وكان واحداً من أهم أذرع المقاومة العراقية البطلة التي أجبرت الغازي الأمريكي على الهزيمة وتسليم العراق لحليفه الشيطان الأيراني . فهل نسي الأمريكان ذلك؟ بالطبع لا، كما إنهم لم ينسوا مافعله مناضلو الحزب وقيادته البطلة بكل مخططاتهم منذ عام 1968وحتى لحظة دخول القوات الغازية الى بغداد العزة والكرامة ... لذا كان عليهم أن يتأمروا على الحزب ولو لم يتأمروا على الحزب وقيادته الشجاعة وأمينه العام الرفيق المناضل عزة أبراهيم لظن المتشككون بالحزب ظن السوء،،، وكان عليهم أن يجدوا مطية لتأمرهم فكان عبد الباقي السعدون ! خسئوا وخابوا وخسيء عملاؤهم وكل أدواتهم، فالحزب اقوى وانقى وأبقى من تأمر المتأمرين وكيد الكائدين .... والحمد لله رب العالمين على نعمة الصبر والأيمان والحكمة التي منَّ بها على قيادة الحزب ومناضليه الحقيقيين.