(1) البداية .. الشرارة قبل اكثر من اسبوعين وجيوش المالكي والمليشيات المرتبطة به وحلفائه.. تحاصرمدينة الفلوجة خاصة والانبار عامة ،فانها رغم القصف اليومي بالدبابات والطائرات وتدمير منازل وممتلكات المواطنين وقتل الابرياء،عجزت عن دخول هذه المدن اذ جوبهت بمقاومة ابناء العشائر التي اجبرت القوات الارهابية على التقهقر بعد حرق العديد من المدرعات والآليات وقتل واسر واستسلام العديد من المهاجمين ،الامر الذي دفع المالكي الى ادعاء وجود تنظيمات القاعدة وداعش ( الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام ) متناسياَ انه ( الطائفي حدّ النخاع ) الذي لم يخف اسباب حربه هذه واهدافها والتي ابتدأها بالتهديد بسحق المنتفضين في مخيم الاعتصام في الفلوجة المطالبين ومنذ 14 شهراَ بمطالب وطنية مشروعة لاطلاق سراح السجناء والمعتقلين وبينهم مئات النسوة ،وايقاف عمليات التعذيب والتصفيات والاعتقالات والمطاردات ، وألغاء المادة 4 أرهاب وقانون الاجتثاث ، اذ لم ترفض سلطة المالكي الاستجابة لهذه المطالب حسب وانما قامت قواته، بعد الخديعة وتواطؤ العملاء، بفض الاعتصام وتدمير وحرق المخيم عنوة ، وكان المالكي قد تهددهم بقوله " ان بيننا وبين المنتفضين بحر من الدم !"وانه وصف حربه على الانبار بانها حرب "معسكر الحسين ضد معسكريزيد ؟!" مفصحاَ عن طائفيته المقيتة التي اراد بها كسب طائفي يضمن له ولاية ثالثة خادعاَ البسطاء من ابناء الفرات الاوسط والجنوب وكأنه لم يكن هو من قال عن اهل ذي قار والجنوب عامة بان".. ولاءهم مضمون (بالجيب) بمجرد السماح لهم باقامة عزاء الحسين في عاشوراء والاربعين ؟!!" فهو لم يكن حريصاَ على شيعة العراق العرب لانه ليس منهم ولايمثل المذهب الجعفري وانه ومنذ تسلطه وحزبه( حزب الدعوة الاجرامي العميل ) قد اساء ليس فقط للشيعة وانما للاسلام الحنيف، فطائفية وحقد المالكي لم يقتصر على الانباروانما شمل كل محافظات ما يسمى بـ ( المثلث السني ) وما حصل من مجازر بشعة في الحويجة وديالى وصلاح الدين ،وما جرى ويجري لسكان (حزام بغداد) من تصفيات وتهجير قسري كانت مقدمات حربه الارهابية هذه التي وصفها ب"المقدسة !" مؤكداَ انها لن تتوقف وستمتد الى نينوى وصلاح الدين وديالى!؟ فاقتحام مخيم المنتفضين وازالته وعدم الاكتراث بالمطالب المشروعة ،وشن الحرب الارهابية والقصف العشوائي على الفلوجة والانبارومدن اخرى قد اشعل فتيل ثورة شعبية آخذة بالاتساع لتعم كل المحافظات والمدن. (2) داعش .. صنيعة ايران فشل قوات المالكي والميليشيات من دخول الفلوجة والرمادي ومدن الانبار الاخرى، وللتغطية على العجز وللتبريروالايهام عن اسباب واهداف هذه الحرب الطائفية جعلت المالكي وبدفع وتدبير ايراني ان يزج باعداد من عناصر ( داعش ) و ( القاعدة ) في صحراء الانبار المترامية الاطراف وادعاء وجودهم داخل الفلوجة ومدن الانبار وتصويرالامرعلى انه" حرب على الارهاب " شعارالولايات المتحدة الذي تستخدمه في حروبها العدوانية ضد الشعوب وهذا ماحصل للعراق وافغا نستان وذلك للتستر على عدوانيتها واطماعها الحقيقية ، فمن هي داعش ؟ واذا كانت القاعدة صنيعة واشنطن والتي هزمت على يد اهل الفلوجة والانبارواخرجت من العراق عام 2008 ! ، فداعش صنيعة من ؟وكيف وجدت تنظيماتهما فجأة في الانبار واين كان المالكي وسلطته لاسيما وانه اكد اكثر من مرة من ان الحدود مع سوريا بالذات وباقي الدول محصنة اذ ترابط قوات كبيرة على طول الحدود!؟ داعش هي اختصار لـ ( الدولة الاسلامية للعراق وبلاد الشام ) وهي منظمة ارهابية مسلحة انشأت ودرّبت واعدّت على يد المخابرات الايرانية وعرفت في سوريا بقتالها الى جانب قوات نظام (بشار الاسد) بعد التراجعات المتلاحقة امام (جيش سوريا الحر ) وفصائل المقاومة السورية وبعد ان اوشك النظام على الانهيار والهزيمة ،فداعش والدخول الايراني القوي والموقف الروسي الداعم ، وتردد وضعف الرئيس( اوباما ) الموقف الاميركي .. قلب الموازنة لصالح النظام السوري ،اذ تحتل داعش اليوم عموم محافظة الرقة السورية القريبة من الحدود العراقية اذ تضخ ايران بالعديد من المرتزقة وعناصر المليشيات القادمين من روسيا ومن العراق ومن حوثيي اليمن وحزب الله في جنوب لبنان ، وتمكين عناصرها من دخول الاراضي العراقية بالتنسيق مع قوات الحدود، وهذا ما حصل بالتزامن مع تحرك وتحشيد قوات المالكي على الفلوجة ، وبعد الفشل واعلان قيام ثورة العشائرالمسلحة والتطورات المتسارعة بتشكيل المجالس العسكرية للثوار في كل مدينة ، والاعلان عن قيام مجلس عسكري عام وموحد لثوار العراق، وسيطرة الثوارعلى الداخل، لم يبق اي غريب ، فثورة العراق ترفض تنظيم داعش او القاعدة او اي تنظيمات ارهابية اخرى وتقف ضد ارهاب قوات وميليشيات عصابة المالكي وايران الملالي، وقد تحدى الثوار.. المالكي بتقديم اي دليل على وجود داعش اواي ارهابيين مما يفضح ما وراء ادعاءاته في اختلاق ظهورها المريب ، وذلك لعزل الثورة الشعبية المتصاعدة عن محيطها الشعبي المحلي ،واستفزاز الغرب وتخويف العرب والمنطقة من الارهاب وبما يظهرالانبار على انها راعية وموطن للارهابيين ، وان هذا، حسب زعم المالكي ،ما دفعه الى التحرك لمحاربة الارهاب!! وبما يجنب المنطقة من تداعياته الخطيرة ويكسبه تأييد المجتمع الدولي ، وهذا ما انعكس في بيانات مجلس الامن والجامعة العربية والاتحاد الاوربي ! فضلا عن سعيه لحشد الشارع الشيعي في حملته الانتخابية بشكل مبكر بعد ان ايقن ان لافرص امامه لولاية ثالثة ! (3 ) المالكي وايران ..ومسؤولية حربه الارهابية الحرب الارهابية التي تشنها قوات وميليشيات المالكي والتي تشارك فيها ايران بخبراء وقادة ميدانيين امثال العقيد (على رضا هرمزي ) المتخصص بحرب الشوارع ، اضافة الى مقاتلين بقيادة(عباس احوازي ،وحمزة الابي ) من فيلق القدس والحرس الثوري، وميليشيات من حزب الله اللبناني ، والعصائب في العراق ، هذه الحرب يتحمل مسؤوليتها المالكي وملالي ايران ، فالمالكي هو من بدأ الاقتتال وجاء بكل قواته والميليشيات الطائفية ليحاصر اهل الفلوجة والرمادي ومحافظة الانبار عموما، والقيام باقتحام مخيم المعتصمين وازالته بعد ان مضى على الاعتصام اكثر من 14 شهراَ دون استجابة الحكومة لمطالبهم المشروعة، والترويج الطائفي المقيت والحشدالتثقيفي لحربه هذه على انها "حرب انصار الامام الحسين (ع) ضد انصار يزيد "المتمثل باهالي الانبار ؟! والمالكي ومن خلفه ايران قد عمل على " عسكرة الانتفاضة الشعبية السلمية" تنفيذاَ للمشروع الطائفي الارهابي الفاسد في الهيمنة والتسلط الفارسي على العراق والمنطقة العربية ،فهذه الحرب لم تكن وليدة صدفة وانما كانت مقررة ،وكان توقيتها هو الاخر محسوباَ ويأتي بعد تحرك المالكي على اسياده في واشنطن وطهران ، حيث حاول في زيارته الاخيرة للولايات المتحدة والتي اهملته فيها الادارة الاميركية ولم تعامله بلياقة ، الا انه اوصل رسالة لهم من ان ( القاعدة ) دخلت قادمة من سوريا الى الاراضي العراقية واستقرت في محافظة الانبار الحدودية ، اضافة الى عناصر ( داعش ) كما انه نسق مع ملالي ايران في زيارته الاخيرة لطهران وبحضور ( قاسم سليماني ) قائد فيلق القدس المسؤول عن الساحة العراقية ، الخطوات النهائية في مخطط اجتياح الفلوجة وعموم مدن محافظة الانبار،اذ وجه بان ما يسمى بالمثلث السني المقصود به محافظات ( الانبار ونينوى وصلاح الدين وديالى ) الى جانب ( حزام بغداد ) لن تستكين الا برضوخ الفلوجة والسيطرة على الانبار ، ولهذا، وبعد ان اصطدم بمواجهة ابناء العشائروالعجز عن دخول الفلوجة والرمادي، فتح الحدود مع سوريا امام تدفق عناصر تنظيمات القاعدة وداعش لاسيما بعد نجاح داعش في اضعاف المقاومة السورية ومقاتلة الجيش الحر ولصالح النظام السوري، ليضفي على حربه الارهابية صبغة "مكافحة الارهاب " كشعار يستهوي اميركا ودول الغرب ،ويحقق التأييد الدولي وهذا ما تعكسه البيانات الجائرة المنحازة التي صدرت عن مجلس الامن والاتحاد الاوربي والجامعة العربية، فالمالكي وخلفه ايران هو المسؤول عما يحصل من حرب ارهابية ضد ابناء الانبار والفلوجة البطلة التي اذلّت القوات الاميركية الغازية وكانت الى جانب المقاومة العراقية الباسلة من اجبر الغزاة على الهزيمة والانسحاب عام 2011 ، فعصابة المجرم المالكي الطائفية هي من تتحمل مسؤولية الدماء الطاهرة التي تراق يومياَ فضلاَ عن المسؤولية عما يحصل من دمار وتخريب وارهاب وفساد وتفريط بالحقوق والممتلكات وانتهاكات لحقوق الانسان العراقي بشكل عام ، وما هو غائب عن ذهن المالكي وعصابته.. ان الفلوجة التي مازال اسمها يرعب اسياده الاميركان، والتي سقى ابناؤها الاشاوس مع كل ابناء العراق ، خميني وملالي ايران سم الهزيمة في حرب الثمان سنوات ، لعصية عليهم ولن تكون صيداَ سهلاَ رغم عدم التكافؤ بين الطرفين وقلة الناصر والمؤامرة الكونية على ابناء العراق الاصلاء، فهزيمة السلطة العميلة النهائية ستكون ، ان شاء الله ، على ايدي ابناء الفلوجة وكل الغيارى. ( يتبع ) ..