بالتزامن مع ذكرى المولد النبوي الشريف وأعياد الميلاد المجيدة ومطلع العام الجديد نفق جسد الوحش شارون ( البلدوزر ) وبعد غيبوبة دامت ثماني سنوات خضع خلالها للعدالة الإلاهية ... حيث موته الغريب والذي لم نسمع ونقرأ عنه من قبل ... موت بالتقسيط وعلى مراحل وكل جزء من جسده وبالتسلسل حتى أتى الموت على أجزاء جسمه وعبر ثماني سنوات لم يرى فيها أحد حوله سوى شريط من ذكريات مجازره بحق الأطفال والنساء والشيوخ .. ولم ينطق ببنت شفه سوى بضع صراخ وعويل من هول ما ينتظره في الدرك الأسفل من جهنم ..وتلكم عدالة الله بعد أن عجزت عدالة البشر من النيل منه ..وافلت من عذاب الدنيا بسبب سوء الأمم المتحكمة برقاب الإنسانية ومعاييرها المزدوجة وحماية بعض تلك القوى للقتلة أمثال شارون. لم نقل ما قلنا لنحاكم شارون بصفته الشخصية عن عديد جرائمه ومجازره ,فهو بالتالي احد اذرع الاحتلال البغيض واحد اهم رموز الحركة الصهيونية العنصرية ,وعندما نحكم على الأفعال الدنيئة لشخص شارون فإنما نقصد الاحتلال برمته ونظام الابرتهايد الذي يسيطر على كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1948م والأراضي العربية الأخرى التي احتلت في العام 1967م وتواطئ دولي خصوصا من قبل المملكة المتحدة ( بريطانيا ) والولايات المتحدة ( أمريكا ) وأمام هذا الحدث الكبير نفوق جسد شارون ومراسم دفنه في ركن من أركان جهنم التي تتسع لأمثاله المجرمين ... وهنا وأمام هذا المشهد دعونا نستذكر بعضا من مجازره وجرائمه والتي مارسها منذ نعومة أظافره متتلمذا على يد والده القادم من بولندا ، تلك الجرائم التي استطاعت عدسات المصورين التقاطها ووشوشات الإعلاميين فضحها والمخفي اعظم من ذلك بكثير ... ففي العام 1953م تمكن الإعلاميون من رصد مسؤولية شارون عن مجزرة قبيا التي راح ضحيتها عشرات من النساء والأطفال والشيوخ اثر تفجير منازلهم وهم نيام نفذتها عصابات صهيونيه بقيادة المجرم شارون في تلك القرية التي تقع غرب رام الله ... وفي العام 1967م وأثناء اجتياح شبه جزيرة سيناء واسر المئات من الجنود المصريين اللذين امر شارون جنوده بدفنهم وهم أحياء إضافة لاجتياحه بيروت عام 1982م وارتكابه مجزرتي صبرا وشتيلا الذي ذهب ضحيتهما الألاف من المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين على حد سواء وكذلك اقتحام الأقصى التي راح ضحيته العشرات بين شهيد وجريح وخصوصا من أبناء فلسطين المحتلة عام 1948م ومجزرة مخيم جينين في العام 2002م ومسؤوليته عن دس السم للشهيد الخالد قائد الثورة الفلسطينية ورئيس السلطة الوطنية للشعب الفلسطيني واغتيال مؤسس حركة حماس شيخ احمد ياسين والأمين العام للجبهة الشعيبة أبو على مصطفى والمئات من القيادات الفلسطينية التي قتلت بدم بارد ودون وازع من ضمير دولي مستنكر لتلك الجرائم ولا ننسى في هذا السياق أيضا محاولاته الفاشلة والعديدة لاغتيال الرئيس العراقي صدام حسين الذي اعتقل على يد القوات الأمريكية الغازية للعراق في العام 2003 م حيث استقل حينها شارون طائرته الخاصة وطار إلى بغداد ليقضي هناك ليلة كامله طربا ومحدقا في الوقت ذاته بفارس الأمة الذي بات أسيرا في قفص الاحتلال الأمريكي والذي لم يستطع هو النيل منه طيلة سنين حكمة للعراق . وأخيرا ومع نهاية فصل من فصول العذاب للسفاح أرئيل شارون الوجه الأبرز في الحركة الصهيونية نحن بانتظار نهاية حقيقية للاحتلال الإسرائيلي وجلائه عن كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة وإقامة الدولة العربية الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .