اقامت جمعية الوحدة و الكرامة للتونسيين في فرنسا، احتفالا في دار تونس بباريس، تحدث به العديد من ممثلي الاحزاب و القوى السياسية التونسية و قد ألقى الاستاذ علي نافذ المرعبي الكلمة التالية :السيدات والسادةدائماً كنا تواقين إلى حراك شعبي عربي يؤدي إلى إعادة تصحيح الأوضاع في الأقطار العربية، التي رزحت عقوداً ـ غالباً ـ تحت سطوة أنظمة عربية فاسدة ومرتهنة، تخلت عن الحقوق الوطنية والقومية، ولم تحقق الحياة الكريمة لجماهيرنا العربية. كل الأوضاع السيئة قومياً ومطلبياً، التي تراكمت طوال عقود، هيأت المناخ المناسب لشرارة الانفجار التي أطلقها التونسي محمد البوعزيزي وأرى أن هذه الأوضاع يمكن تلخيصها بالآتي : ـ قومياً ووطنياً :ـ التخلي عن قضية فلسطين والسير في طريق التنازلات والتسويات، سواء من النظام الرسمي العربي أو من السلطة الفلسطينية.ـ جريمة غزو وإحتلال العراق، التي أدت إلى خسارة جسيمة تمثلت بغياب نظام عربي كان المادفع الحقيقي عن القضايا العربية العادلة.ـ تكريس فقدان الأراضي العربية المحتلة في : الأحواز، الاسكندرونة، جزر الامارات، سبتة ومليلة .... الخ ـ مطلبياً :ويشمل غياب العدالة الاجتماعية وعدم توفير فرص العمل والعلاج وبرامج التعليم والبنى التحتية. السادة الحضور ..لقد تزامن الحراك الشعبي العربي مع تبلور المخطط الذي رسمته الامبريالية المتوحشة مع وصول تيار المحافظين الجدد المتصهبن إلى السلطة في امريكا مع جورج بوش الأب، في استهداف الوطن العربي، وكلنا سمعنا ب "الشرق الأوسط الجديد" و"الشرق الأوسط الكبير"و" الفوضى المنظمة" و"الفوضى الخلاقة". منظري تيار المحافظين الجدد طالبوا بوضوح بإعادة رسم "الشرق الأوسط" كما يحلو لهم تسميته، على أسس طائفية ومذهبية وعرقية وخلافه، لأنهم اعتبروا ان اتفاقية سايكس ـ بيكو على كل سيئاتها قد تجاوزها الزمن.من هنا كان تركيزهم على استهداف التيار القومي العربي على امتداد الوطن العربي، والنظام الوطني القومي في العراق وبريجنسكي تباهى بكتابه "بين جيلين" بأنه أول من دعا إلى محاربة فكرة القومية العربية.كانوا يدفعون بالقوى التي تدعي الإسلام إلى الواجهة، لأسباب كثيرة: 1ـ عدم امتلاكها لخطة أو برنامج عمل وطني نهضوي.2ـ إنعدام رؤيتها العلمية للمستقبل.3ـ إرتباط غالبيتها بالدوائر الأجنبية . وحتى تتوضح الصورة أمامكم سأعطي مثالين :ـ حركة النهضة التونسية: زار راشد الغنوشي قبل الوصول للسلطة لولايات المتحدة وأجرى لقاء في مقر منظمة "أيباك" أكبر وأخطر لوبي صهيوني عالمي. ثم رأينا إصرار هذه الحركة على عدم تضمين الدستور التونسي قيد الإعداد على بند تجريم التطبيع مع العدو الصهيوني رغم مطالبة قطاعات شعبية وسياسية كبيرة لهذه المسألة. ـ حركة الاخوان المسلمين في مصر: أيضاً، قبل وصولها للسلطة، تراجعت عن مطلبها الذي كانت تنادي به ـ أسوة بالقوى الوطنية والقومية ـ بإسقاط معاهدة كامب ديفيد، وأكد قادتها بأكثر من مناسبة أن مصر تلتزم بأتفاقياتها الدولية، والمقصود هنا معاهدة كامب ديفيد. الحضور الكريم ..بعد جريمة غزو وإحتلال العراق، خسرت الأمة العربية العمق الاستراتيجي الذي مثله النظام الوطني القومي بالعراق بقيادة الفارس العربي الشهيد صدام حسين، هذا النظام الذي أكدت مواقفه تاريخياً على تمسكه بقضية الشعب الفلسطيني العادلة والمشروعة. كما أود التأشير على مواقفه التالية ـ دعم الحركة الوطنية اللبنانية في نضالها من أجل عروبة لبنان.ـ الدعم اللا محدود لمنظمة التحرير الفلسطينية وإنتفاضة الشعب الفلسطيني.ـ وقوفه إلى جانب مورتيانيا في الأزمة مع السنغال.ـ دعم السودان ووحدته الوطنية، التي نالها التقسيم لاحقاً.ـ المساندة في تحقيق وحدة اليمن. أما على الصعيد الوطني، فإن سجله الحافل والمشرف أضاء كل جوانب التنمية والتطوير والصناعة والتعليم والصحة والبنى التحتية، رغم مرارة الحروب التي خاضها دفاعاً عن سيادته وعن الأمة العربية. أيها الأخوات والأخوة ..منذ سنوات بعيدة، كنا نحذر من محور الشر الامريكي ـ الصهيوني ـ الفارسي الذي يستهدف أمتنا العربية. هذا المحور بدأت صورته تتوضح لشعبنا العربي، خاصة بعد إحتلال العراق، وأكدت في أكثر من مقال وحديث تلفزيوني على خطورة هذا المحور، وأدواته في المنطقة العربية. لقد جاء الحراك الشعبي السوري العادلة والمشروع، ليكشف الوجه الحقيقي لهذا المحور المعادي لأمتنا العربية. وأود هنا أن أكشف لكم بعضاً من مواقف ايران، فهي تواطأت في غزو واحتلال العراق. وأنشأت منظمات ومولتها وسلحتها لخدمة مشاريعها مثل حزب الله والحوثيين والتشكيلات المذهبية بالعراق. وإستهدفت عروبة البحرين. وساندت النظام السوري ضد شعبه مباشرة بما يسمى الحرس الثوري أو بتنظمياتها مثل حزب الله والتشكيلات العرقية المذهبية. هذا الجنوح التخريبي المذهبي الفارسي بالوطن العربي، يتناغم مع مشاريع الامبريالية الامريكية بتفتيت الوطن العربي إلى كيانات مذهبية وطائفية وعرقية، وينسجم مع طرح العدو الصهيوني بالإعتراف به كـ "دولة يهودية" الاخوة الحضور ..ان الحراك الشعبي العادل و المشروع، لم يرتقي مع الأسف الى مفهوم الثورة بمعناه الانقلابي و الجذري الشامل، و بقي عاجزا عن الالتحام مع المقاومة في العراق و فلسطين. و أود ان اؤكد، انه لولا المقاومة العراقية الباسلة، التي تصدت للاحتلال المعادي الامريكي-الفارسي-الصهيوني، لولا هذه المقاومة و استمرار نضالها، لكان التغول لهذا المحور المعادي داخل الوطن العربي قد اخذ مداه، و تحولنا الى عبيد لهذا المحور الخبيث عاشت امتنا العربية المحيدة. تحية للمقاومة في فلسطين و العراق. النصر للشعب السوري. الرحمة لشهداء امتنا.. و شكرا لكم