فضحت معركة الانبار التي قادها جيش المالكي ضد ما يسمى بالحرب على داعش ،هشاشة وضعف وتخبط مستوى الجيش بكل صنوفه والدليل الخسائر التي قدمها في هذه المعركة الفاشلة ،وانه اضعف من أن يواجه مجموعة خارجة عن القانون ،تنتشر في صحراء الانبار المترامية ،والتي لا تستطيع اعتى جيوش العالم من سبر أغوارها ومجاهيلها ،عدا من خبرها وعرف دروبها وكهوفها وأوديتها ،فبعد فشل المالكي في القضاء على داعش في صحراء الانبار استدار بجيشه ليقضي على ساحات المتظاهرين في الانبار (مضى على وجودهم في الساحات أكثر من سنة يطالبون بحقوقهم المغتصبة والمشروعة حسب كلام رئيس الوزراء نفسه نوري المالكي لا غيره)،ونؤكد هنا أن استهداف داعش في الصحراء ليس هو الهدف الرئيس ،وإنما هو الحجة لاستهداف أهل الانبار المنتفضين ضد حكومته منذ أكثر من سنة وهو الهدف الأول ،وقالها بعظمة لسانه ان ساحة المتظاهرين تضم أربعين من قادة القاعدة وتنظيمات داعش،إذن المعركة في الانبار وليس في صحرائها وهي تقية أثبتتها معارك الفلوجة والكرمة وساحة الملعب والصقلاوية وحديثة والبوبالي وغيرها من أقضية ونواحي الانبار ،فهل يعقل أن تكون داعش تسيطر على كل هذه الأماكن (وهو يقول أربعين فقط في ساحة الاعتصامات) ، لا نريد أن نفصل معركة الانبار الواسعة والخسائر الهائلة في الدبابات والهمرات والطائرات والمدرعات والناقلات (اغلبها صالحة للاستعمال بسبب هروب جنودها وضباطها)،أو تسليمهم للعشائر ،ولكن أردنا من هذه المقدمة تعريف الرأي العام الذي تجاهل بعم وغير عمد بسبب خذلان الإعلام لهذه المعركة التي امتدت الآن إلى محافظات نينوى وصلاح الدين والتأميم(كركوك) وديالى وبنفس النتائج والخسائر،ولكننا أردنا أن نؤشر حقيقة واضحة هي أن إدارة اوباما تريد العودة إلى العراق عن طريق بوابة الانبار ،والحجة جاهزة دائما وجود تنظيم داعش المرعب لها في سوريا والعراق ،وتصاعد نفوذه في المنطقة وهو أكذوبة أمريكية-إيرانية تم تسويقها للرأي العام العالمي ،وأثبتت الوقائع على الأرض دحضها وتكذيبها، كما ثبتت أكذوبة أسلحة الدمار الشامل التي غزت أمريكا وحلفاؤها العراق بها ،ودمرته وأخرجت جيشه العظيم خارج منظومة التوازن الاستراتيجي الإقليمي والدولي ،من اجل عيون النفط وامن إسرائيل كما اعترف قادة أمريكا بذلك أكثر من مرة ،واليوم تريد أمريكا أن تسوق للعالم أكذوبة أخرى هي أكذوبة داعش كما اعترف عناصرها في الأسر في العراق وسوريا (بأنهم من عناصر فيلق بدر والميليشيات البطاطية والخزعلية والصحوات العراقية وعناصر المخابرات السورية وشبيحتها)،بالأمس طلب من اوباما وإدارته إعادة الجنرال ديفيد بترايوس إلى العراق لإشرافه على الصحوات ،وقبلها ناقش الكون كرس الامريكي الإسراع بتزويد حكومة المالكي المنهارة بالصواريخ والطائرات الاباتشي للقضاء على أكذوبة داعش (وهم يقصدون سنة العراق ولا يستطيعون الإفصاح عن هذا )،ونحن نقول هنا أن إدارة اوباما والمالكي وإيران في ورطة حقيقية في العراق ،لان ثورة العشائر العراقية أخذت بالتوسع ويصعب على أمريكا والمالكي وإيران التي عرضت التدخل العسكري لمساعدة المالكي وهي أصلا موجودة ومشاركة والدليل الأسرى الإيرانيون الموجودين لدى العشائر في الانبار ، وقد وصلت ثورة العشائر إلى محافظات يستحيل السيطرة عليها وهي محافظات مهمشة ومقموعة واغلب أبناؤها ونساؤها في سجون حكومة المالكي ،أو تحت التراب بسبب التفجيرات والاعتقالات والاغتيالات بكواتم الصوت الإيراني،لقد فتح المالكي وحلفاؤه جبهة لن تنسد ،إلا بالاعتراف بالحقوق إعادة التوازن وفرض شروط يرفضها المالكي ،ولكن مرغما سيقبل بها ،وإلا سيأخذ البلاد إلى حرب أهلية طائفية هو الخاسر الأول فيها ،وقد أخذنا نسمع نغمة هذه الحرب والدعوة لها من خلال دولة القانون(إنها حرب بين أنصار الحسين (ع)وأنصار يزيد)أو(بيننا وبينكم بحر من الدم )، أو عشيرة المالكي ،التي هددت عشائر الانبار بالويل والثبور، إذا استمرت بمواجهة المالكي ، ولكن نحن ننظر إلى الدور الامريكي والإيراني التخريبي والمهزوم في العراق وسوريا ،على انه مخطط فاشل ستسقطه بسالة الشعب العراقي ووعيه ووحدته وتماسكه، ونبذه للطائفية وأهلها، وسيثبت للعالم انه شعب الذرى،وهو من ينهض كالعنقاء من رماده ،وها هو ينهض بوجه الطغاة والظلاميين والقتلة والإرهابيين الميليشياوين من صناعة أمريكا وإيران ،من ميليشيات داعش الإيرانية والأمريكية ،انتظروه اليوم وغدا ،وسترون أن المشروع الامريكي يسقط في العراق وسوريا ،وان المشروع الإيراني قبر في العراق وسوريا ،وان معركة الانبار قد أفرزت الخنادق ،رغم التعتيم الإعلامي الكبير على نتائجها ،لكنها متصاعدة في الوعي والحركة والانجاز ،بهمة العراقيين الذي ذاقوا مرارة الغزو الامريكي الكافر ،ومرارة الأحزاب الطائفية الحاكمة التي أوصلت العراق إلى هاوية الخراب والفساد والموت والدمار ...معركة الانبار نقطة تحول في نهضة الأمة ومسارها التاريخي ،وإننا نعيش مرحلة ما بعد معركة الانبار، التي واجهت كل قوى الشر والظلام وانتصرت عليها ،وهي بداية التحرير الأكيد ..فانتبهوا أيها العرب فان معركة الانبار لن تتوقف حتى تحقيق أهدافها الوطنية والقومية .....