أليس من الغريب جدا أن نجد ،وبعد هذه السنوات من عمر الاحتلال ، وما ترتب عليها من مآس بحق الوطن والمواطن يندى لها جبين الإنسانية ، وهنا ليس بوارد التذكير بها لأنها لم تغادرنا ونعيشها بك التفاصيل وعلى عموم ساحة الوطن العزيز العراق من الشمال إلى الجنوب ، ومن الشرق إلى الغرب ، وبمستوى يفوق ما قبله مع تقادم الزمن ، وليؤكد لكل ذي عقل وبصيرة وبالملموس أن مشروع الاحتلال لم يأت انتصارا لأية فئة من شعب العراق ، وإنما انتصارا للرغبة الصهيونية في تسخير المنطقة وما تملك وفقا لمخططاتها ، ولتتولى الإدارة الأمريكية بكل العنجهية والحقد تنفيذ ذلك وان دمر العراق بمن فيه وأزيح عن الخارطة للحيلولة دون أي رجعة لعافيته وتوليه مسؤولية الدفاع والنهوض بالوطن والأمة والإنسان ، نجد من يتذاكى ودون خجل في إيجاد الذرائع والحجج والمبررات ،لما جرى على يد قوات الاحتلال بعد غزوها لوطنا لم يختر هو إطلاقا شكل المواجهة مع الإدارة الأمريكية ومن حالفها عموما ،ولم يختر العداء أصلا لها ،بيد ان كرامته وسيادته الوطنية واستقلالية قراره وتقدم المصلحة الوطنية والقومية في كل خطواته ، جعل منه وهو الوطن المتمكن ماديا وعلميا وعسكريا واقتصاديا وغيره ، جعل منه هدفا رئيسيا للكيان الصهيوني وللإدارة الأمريكية لما اعتبراه من تهديد مباشر لهما ولتوجهاتهما على مستوى المنطقة والعالم ، يتذاكى هذا البعض بإعادة ترديد كل ما أنتجته الهالة الإعلامية الأمريكية من أكاذيب وذرائع ، هم من اعترف بعدم واقعيتها ولم تستطع كل قواهم من تأكيدها عند احتلالهم العراق ، ويجانب كل الحقائق التي أفرزتها مجريات الغزو والاحتلال الامركصهيوني للعراق وبما يخجل القيام به أي متابع خارجي حصيف مهما كان مستواه ، نراه متهالكا لإبراز خنوعه وركوعه لمشيئة الأعداء في تدمير الوطن ، قد تكون للمصالح الخاصة والامتيازات التي حصل عليها البعض جراء انخراطهم بمشروع المحتل دافعا رئيسيا لذلك ، ولكن ليس عموم الشعب العراقي هم من تلك النكرات التي باعت الوطن بأبخس الأثمان ، الكل يدرك إن شعب العراق ظلّ عصيا على الإدارة الأمريكية طيلة سنوات الحكم الوطني ، رغم حجم الضغوط الهائل من تقتيل وتدمير وحصار ظالم شمل كل مناحي الحياة ، ولم يستثنى قي ذلك أية ناحية تهم الإنسان وحياته التي يفترض ان يعيش كما فطرة الخالق العزيز الجبار عليها ،الا وكان لهم من الفعل الضار ما لهم كي يوقعوا بهذا الإنسان العراقي في شراكهم ، ومن خلاله الإيقاع بمجتمع العراق ،على مرآى ومسمع العالم المتحضر ومشاركتهم الفاعلة فيه وفقا للرغبات او الأوامر الأمريكية ، فالكل تورط في ذبح العراق لصالح أمريكا وكل له مبرراته ، وحين تعامل العالم{كل العالم عدا استثناءات محددة} بهذا المستوى من النفاق والخسة والغدر، فهل غريبا ان يصدر عن مجلس الأمن قراره البائس والداعم لنظام صنعه الاحتلال الأمريكي للعراق ، وهل غريبا ان يصدر عن ما يسمى بالجامعة العربية موقفها المخزي وهي التي أعطت كل المبررات لدول العدوان في تسويقه ومنحه شرعية من لا شرعية له ، من الخطل أن نراهن على من دمر العراق في إعادة تكوينه وفقا لمصالح الشعب الوطنية والقومية والإنسانية ، ولا يمكن أن نتصور تحت أي ظرف كان إن الحقد الصهيوامريكي على العراق وما مثله ويمثله ماضيا وحاضرا ، سيسمح ببناء يتعارض والأهداف الأمريكية من تدمير العراق وفقا لصيغ التداول السلمي للسلطة التي يدعون ، لذا الخطوة المركزية لتوطين الاحتلال ، أن استعان المحتل بكل عناصر الجريمة ورجالات السوء والسرقة وعصابات الحقد والضغينة على الوطن في انتدابهم لإدارته ، واختار كل العناصر الشعوبية كي يوجد الطلاق الكبير بين الوطن والأمة ويحكم تبعية العراق لدول بعينها، وهؤلاء الذين يمارسون أدوارهم ككومبارس للمحتل وهم الأشد سعادة بها رغم دناءتها ومخالفتها للشرع ، لا يمكن أن نتخيل اندماجهم بالمشروع الوطني العراقي بأية صيغة كانت ، ولعلي اجزم أن ما نتحدث به يدركه ابسط مواطن عراقي ، والسؤال المهم هو ، لم نتردد في إسناد ثورة شعب العراق بعد أن انطلقت ، ولم يتجاهل البعض الحقائق موليا دبره للثورة بأكاذيب وحجج يعلم هو قبل غيره كذبها ، ولم لم تنتخي كثير من العشائر العربية في عموم العراق عدا الاستثناءات الخجلة التي دعمت الثورة دون الانخراط بها ، وراح البعض مسارعا في إرسال آيات الوفاء للمالكي والقبول به حاكما بأمر المحتل للعراق ، عجبا ،ان كانت مواقفكم في التصدي للاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 قد بنيت على بعض من الضبابية في رؤية أهداف المحتل كما ادعيتم ، فاليوم وبعد هذه السنوات لم تعد هناك أية حجة صغيرة كانت أم كبيرة في أن يعبر الرجال على مستوى رجولتهم في التصدي لما تريده أمريكا وفقا لأهدافها الكونية، وفي التصدي لمشروعها إنهاء العراق ، فأين يا ترى رجولتكم والوطن استبيح ، والوطن يستباح اليوم من أدوات المحتل تدميرا وقهرا لكل صوت وطني شريف ،اين هي ومدن تدمر على رؤوس أهلها ،أين الرجولة وحرائر عراقيات سبايا عند من يدعي الإسلام ونصرة الدين ، أين الرجولة وثروات العراق ملك مشاع لمن وافق المحتل على تدمير الوطن واحتلاله ، وان كان البعض يعتقد أن الجانب الطائفي هو من يسيّر الأمور لصالح هذا المذهب أو ذاك ،فعليه مراجعة نفسه بالتساؤل لم يتفق اللصوص عملاء المحتل جميعا رغم تباينهم المذهبي ، يتسامرون ويتزاورون ويسافرون وغيره وكل ما يعزز مصالحهم على مستوى الولاء للمحتل ،ولم أختار هؤلاء اللصوص شراء قللهم وقصورهم وشققعم وغيره من سرقة ممتلكات وأموال العراق والتي لم يحلم بها عراقي سابقا ، في دول كالإمارات والأردن ومصر ولبنان وتركيا وغيره، طبعا عدا دول الغربية ، فأي كذب هذا الذي غلف عقولكم واقفلها على ترهات ما أراده المحتل بالتمام والكمال ، وأصبحتم بسكوتكم هذا تلك الأداة الثمينة لنحر إخوانكم في الوطن والدين ودون مقابل لكثير منكم ،لان من يحضى بمنافع العملاء ليس غير العملاء وما شعبنا إلا من كرماء البشر وفضلائه ، وان كان للظرف الضاغط داخل الوطن تبريره لدى البعض ، رغم أن الرجولة والوطنية لا يمكن ان يحدها حد مهما بلغت خطورته ، وإلا كيف تختبر الرجولة والوطنية ، فأن من غير المفهوم تلكؤ الملايين من العراقيين ممن هجر من الوطن بسبب الاحتلال واستباحة أجهزة المحتل والميليشيات العميلة للوطن والمواطن من التعبير عن رفضهم لما يجري من تنفيذ للمشروع الامركصهيوني والموافق للمصالح الإيرانية ،فلم السكوت ، وعلى ماذا الرهان ، هذه ثورة شعبكم في العراق ضد كل عناصر ومقومات التخلف والتبعية قد انطلقت ، فما الذي قدمتموه انتصارا لها رغم ما تمثلوه من قوة ضغط جماهيرية في كثير من البلدان ، على سبيل المثال ،كم مسيرة احتجاج انطلقت أمام الجامعة العربية استنكارا لموقفها المخزي وفي مصر لنا جالية من الحجم والإمكانات النضالية والعلمية والثقافية ما يجعلها مصدر تباه، وغيرها امام سفارات عملاء الاحتلال في كل مناطق الكثافة العراقية، وما الذي فعلناه استنكارا لعمليات الإبادة والتدمير المنظم للوطن في كل مكان ، أليس لجالياتنا العراقية والتي هي في غالبها نتاج المحتل وجبروته ان تساهم بجدية انتصارا للوطن ، أو انتصارا للذات إن لم يكن الوطن هو المعيار الرئيسي للتحرك ، ألا يهمنا انتصار الثورة كي ننتصر لذاتنا ، وتلوح أمامنا فرصة العودة للعزيز العظيم العراق ، أم إن الحال بات من اليأس والقنوط ما قيّد الكثير وألبسهم لباس الخنوع ، وكيف لنا ان نطالب جماهيرنا العربية او الجماهير على مستوى المعمورة بالتحرك ونحن أصحاب المصلحة الحقيقية فيه على هذا المستوى من السلبية ، وليس لنا هنا إلا أن نحيي جماهيرنا العربية قي البحرين الشقيق التي خرجت متفردة انتصارا لثورة العراق، يقول الرسول المصطفى صلوات الله عليه وسلامه { من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان } . رواه مسلم . ويقول صلوات الله عليه وسلامه ايضا { أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر } الله اكبر حي على الجهاد ، الله اكبر حي على الجهاد