عندما قررت امريكا تغليف العراق بالذهب وتقديمه هدية بـدل أتعـاب لايران مقابل الخدمات التي قامت بها للمشروع الامريكي الصهيوصفوي في المنطقـة ، وأمريكا متيقنـة من الدور الخبيث لايران وقدرتها في زرع الفتن وزعزعة الاستقرار في المنظقة العربية والعمل على الغــاء عروبة العراق . إن الدمـاء التي سالت من أهل العراق وتهجيـر الملايين من خيرة ابناء الرافدين بفعل الاعمال الاجراميـة للمليشيات الايرانية بمسميات عراقيـة وبرعايـة كاملة من حكومات الاحتلال المتعاقبة لاجل تحقيق الاهداف الايرانية في الحاق العراق او جزء منـه بالدولية الفارسية وعودة امبراطورية فارس وقضم دول الخليج بانيابها المسمومة . فأن أمريكا تتشبث في إبقـاء عمليها وعميل إيران المزدوج نوري المالكي في قيادة عمليات الارهاب في العراق تحت غطاء ما يسمى الحكومة العراقية !! لقناعتها على تبعيته لاسياده في إيران وتنفيذ ما يطلب من قــم أبيب . لكن المشهد السياسي العالمي يحتاج الى متضادات إعلامية وسياسية لتفعيل النشاط الخاص بالمخابرات الامريكية والصهيونية لالهاء الراي العام العالمي وإيهــام هواة السياسة لخلق حالة ضبابية يسهـل فيها تيــه كثير من البوصلات الصادقة التي لا تملك الرصانة السياسية والتي تتطير بسرعة باتجـاه العواطف بدلا من دراســة المخططات الاجرامية التي تقودها أمريكا والكهيان الصهيوني وحكـام طهران ضد الامة العربية . لذا نشهد صراعات إعلامية ومشادات كلامية بين طهران وواشنطن وإستعراضات وهمية بالتحدي لبعضهم ، على سبيل المثـال إقرار بعض العقوبات الاقتصادية الامريكية على مجالات النشاطات المالية والشركات النفطية المعروفة للمتتبع السياسي وأعـدت وزارة الخزانة الامريكية قائـمة تعرف بـ ( SDN ) وهي القائمة التي تتضمن الكيانات والشركات الاقتصادية والبنوك التي لا يسمح للشركات الامريكية المشاركة معها بأي نشاط اقتصادي ويمنع تمكينها من الوصول الى النشاط المالي الامريكي . ونورد بعض الكيانات مثل البنوك الايرانية ( ملت وصادرات وسباه واريان بنك وغيرها ) وشركات كثيرة إيرانية واجنبيـة تعمل في إيران . إن المشُرع الامريكي حــير المستثمر الامريكي والشركات الامريكية عندما أدرج محافظات البصرة وكربلاء والنجـف في هذه القائمـة ( SDN ) الخاصة بالشركات الايرانية وتحذير الشركات الامريكية من النشاط المالي في مجال النفط في هذه المحافظات مثل بنـاء مصافي تكرير النفط الخام أو مصانع لها علاقة بالنشاط التكنلوجي لانهــا محافظـات إيرانيـة حسب ما جاء بتعبيــر المشرع الامريكي . إن هذا الاعتراف الرسمي الامريكي الذي يقر الهيمنة الفعلية الايرانية على العراق سياسيا وإداريا يدعوا المهتمين بالشان العربي والعراقي بتكثيف الجهد بدعم المقاومة العراقية والاسراع في إسقاط العملية السياسية وإعادة العراق الى أهلـه الاصـلاء لان الوقت أزف . ويشكل هذا ناقوس خطر حقيقي على وحدة العراق .