كشفت معارك الأنبار الباسلة عن فجوة خطيرة في تواصل قطاعات سياسية وإعلامية عراقية وعربية مع إعلام المقاومة العراقية المسلحة. ونعتقد أن لهذه الفجوة أسباب عديدة منها التأثر بإعلام حكومة الاحتلال المنصبة وبنوع من اليأس من مشروع التحرير والاستقلال عند البعض وهيمنة سطوة القوة الغاشمة في الخضوع للأمر الواقع والتوهم بسطوة سلطة النظام الذي فرضه الاحتلال، وتوطن كذبة الديمقراطية وشرعية السلطة المنتخبة فضلا عن إحجام العرب الرسميين ودول العالم عن تقبل حقيقة وجود قوة عراقية مقاومة هزمت أميركا والإحجام عن التورط مع أميركا في الإقرار بحقيقة وجود هذه القوة وفي كونها رقما صعبا جدا في معادلات المشهد العراقي وتبني إعلامها وثقافتها ومتابعة خط سيرها وخاصة بعد انهزام القوة العسكرية الغازية من مدن وشوارع العراق وغير ذلك من أسباب داخلية تتعلق بظروف حرجة بل قاسية مر بها العراقيون قبل وبعد الاحتلال والظروف الاقتصادية التي خلّفها الحصار المجرم وغيرها. غير إن هذه العوامل لا تعفي المعنيين من مهمة المتابعة لأغراض علمية أكاديمية سياسية تاريخية واجتماعية على الأقل. الافتراق الزمني وقصور المراجعة والمتابعة جعل البعض يتعامل مع معارك الأنبار الباسلة وكأنها حدث مفصول عن خط فعل المقاومة المتواصلة دون انقطاع منذ يوم 9-4- 2003 والى حد اللحظة. والأخطر من هذا إن هذا البعض، إما تبنى أو خضع لإعلام موظف الاحتلال نوري العجمي من أن المعارك التي بدأت مع هجوم جيش الدمج المليشياوي وقوات سوات القذرة على ساحات الاعتصام في المدينة الثائرة وغُيّب أو غابت عنه حقيقة التواصل لفعاليات المقاومة مع الإقرار باختلافها كما ونوعا عن حقبة ما قبل الانسحاب الأمريكي العسكري من الشوارع. وقد اختار المجرم نوري عنوانا للهجوم على ساحات الاعتصام يعبر أصدق تعبير عن نهجه الطائفي الفارسي البغيض من جهة ويتناغم تماما مع متطلبات المهام الموكلة له أمريكيا وصهيونيا. من المفيد هنا أن نعيد إلى الأذهان ولكل من يقلقه أو غلب على إدراكه وذاكرته إعلام الاحتلال والحكومة الموظفة من قبل الاحتلال أن المعارك الدائرة الآن في الانبار وعدد من محافظات العراق الأخرى، إن هي إلا امتداد لحراك وعمليات المقاومة الباسلة ويقع ضمن تكتيكاتها واستراتيج عملها الذي تضعه وتشرف على تنفيذه قيادات عسكرية خبيرة ومدربة ومجربه وتحتضنه قيادة سياسية هي الأخرى خبيرة ومعروفة في إدارة العراق لأكثر من 35 سنه. ومعارك اليوم هي تواصل للفعاليات الباسلة التي أعقبت اقتحام ساحة الحويجه والمجزرة الوحشية التي نفذتها حكومة الاحتلال فيها قدر تعلق الأمر بالحراك المدني السلمي وإرهاصات الدفاع عنه من قبل المقاومة المسلحة في اقل تقدير. ولسنا بحاجة لنبرهن أن المعارك ليست مع قوى إرهاب، بل مع الشعب وقواه المقاومة وعشائره العربية الأصيلة الشجاعة الثائرة ودفاعا مسلحا أرغمت العراقيين المعتصمين سلميا على اللجوء إليه بعد قرار موظفي وجيش الدمج الاحتلالي اقتحام الساحات وذبح سلميتها، ومعها محاولة ذبح إرادة العراقيين ومطالبهم المشروعة. فكل المتابعين للشأن العراقي يعرفون منطق الخونة والعملاء موظفي الاحتلال الذي يلقي باللائمة عادة في كل الأعمال الإجرامية التي ترتكبها ميليشيات الأحزاب الموظفة عند الاحتلال من قتل وتفجيرات على ما يسميه بالإرهاب والبعثيين والتكفيريين. فكل التنظيمات المتطرفة لا تجلس في ساحات اعتصام يرتادها ملايين العراقيين ولا تطالب بإلغاء الدستور وإطلاق سراح المعتقلين وإلغاء قوانين الإقصاء المجرمة بل لها أهداف ووسائل معروفة غير هذه. إذن لا جديد في إعلام السلطة الاحتلالية ولا نجد من سبب مقنع للقلق الذي يبديه البعض على ثورة شعبنا من أن تخترقها القاعدة وداعش. كما إن الفجوة التي تحدثنا عنها تبرز أيضا في عدم الإحاطة أو ربما تجاهل متعمد ببيان هام للقيادة القطرية للحزب تجدونه على الرابط https://www.thiqar.net/Art.php?35396 وآخر لجيش رجال الطريقة النقشبندية البطل تجدونه على الرابط https://www.thiqar.net/Art.php?35512 ونقتبس نصا من بيان البعث في الذكرى السابعة لاستشهاد القائد الخالد صدام حسين رحمه الله يصب في ذات اتجاه طبيعة المعارك وهويتها والقوى المتقابلة فيها: (( مجاهدو البعث والمقاومة وأبناء شعبنا يحدو ركبهم الرفيق المجاهد عزة إبراهيم الأمين العام للحزب والقائد الأعلى للجهاد والتحرير والخلاص الوطني يستلهمون معاني هذه الذكرى في تصعيد جهادهم الملحمي بوجه تركات المحتلين الاميركان والصفوية الفارسية والصهيونية وحكومة المالكي العميلة التي اصطفت بالتبعية في المحور الروسي الإيراني المساند للنظام السوري في قمعه لثورة الشعب السوري المجاهد وممارسة التغلغل والتخريب في العراق والخليج العربي وسوريا بل وفي أقطار الأمة العربية كلها. فيما تعرض المناضلون البعثيون إلى أبشع عمليات الاعتقال والاغتيال شملت عدداً من أعضاء قيادة الحزب المناضلة والمئات من كادره المتقدم والآلاف من مناضليه الأشداء كما شملت العديد من مجاهدي المقاومة ومقاتلي جيشنا الباسل وقد ترافق ذلك كله بالانهيار الامني المريع الذي تسببت فيه ممارسات حكومة المالكي العميلة التي اطلقت العنان لميليشيات ( الحرس الثوري الايراني ) وميليشيات المالكي وعصابات بدر وعصابات البطاط والخزعلي والشحماني والهايس والحردان في ذات الوقت الذي يهدد فيه المالكي وعلى نحو وقح ساحات الاعتصام في الانبار وغيرها بالاقتحام المسلح والقصف بالطائرات وقد كرر تهديداته السقيمة وممارساته العدوانية الاستفزازية التي استهدفت المعتصمين طيلة الايام الماضية وبلغت ذروتها بأقتحام ميليشيات المالكي وجلاوزته لساحات الاعتصام وضرب المواطنين وقصف الفلوجة والرمادي بالقذائف الصاروخية وقد كرر العميل وصمه للمعتصمين الاحرار الشرفاء ( بالارهابيين ) كما حاول خائباً عبر تخرصاته الحمقاء اثارة النعرات الطائفية والفتنة الطائفية المقيتة وتصعيدها الى مستوى الاقتتال الطائفي في أطار صراعاته ( الانتخابية ) الرخيصة مع شركائه في العملية السياسية المنهارة بهدف استمرار تسلطه برقاب ابناء شعبنا ومواصلة قمعهم وتجويعهم وافقارهم بنهبه وجلاوزته لثروة العراق النفطية واموال ابناء شعبه الأبي. بيد ان ابناء شعبنا في الفلوجة والانبار قد ردوا ومعهم جماهير وشعب الانبار على عدوان طغمة المالكي عليهم وهم مستنفرون في ساحات المدن دفاعاً عن كرامتهم وعزة العراق )). حقيقة الأمور إذن هي إن شعبنا وأحراره وطلائعه المجاهدة الوطنية والقومية والإسلامية وثوار العشائر العربية الأصيلة المقدامة هي أدوات الثورة المنتصرة بإذن الله وهي قادرة على إبعاد أية شائبة يراد منها جر الثورة العراقية الشعبية الكبرى إلى دهاليز جرت إليها ثورة سوريا الباسلة مع الفوارق النوعية المعروفة بين وضعي سوريا والعراق. إن كذبة مواجهة الإرهاب في العراق قد صارت خرقة لا يستخدمها غير تجار الاحتلال وعبيده ومرتزقته في تمسيح أحذية أسيادهم في البيت الأبيض وستجد أميركا المحتلة الحامية لذيولها في العراق نفسها أمام حقائق عصية على التجاهل فشعب العراق سيمسك الأرض تدريجيا من دهوك إلى الفاو .