ساحات الاعتصام ووجودها أو عدم وجودها معركة كسر عظم بين العراقيين وبين إيران وتابعيها في المنطقة الخضراء وميليشياتهم. فإذا انتصر المعتصمون في الإبقاء على اعتصامهم نهض العراق كله ولن يكلف ذلك المعتصمين إلا خسائر بسيطة.. وإذا استطاعت إيران ممثلة بالمالكي رفع خيم الاعتصام فإن خسائر العراق والمعتصمين ستكون هائلة، وسكين الطائفيين لن تكل ولن تمل عن المرور على رقاب الجميع. التضامن مع المعتصمين تضامن مع العراق، وإسناد موقفهم إسناد للعراق، فهم لا يواجهون سلطة عراقية أو حكومة عراقية أو دولة عراقية، وإنما يخوضون معركة مع مشروع خطر كبير للولي الفقيه في إيران، وثباتهم يعني ضعضعة النفوذ الإيراني في العراق، وعكسه سيتمدد هذا النفوذ إلى الخليج العربي ثم سيبتلع الأقطار العربية قطراً قطراً.. المواجهة الآن لا تكلف ثمناً باهظاً، لكنها ستكون مستحيلة بعد رفع خيام المعتصمين والخسارة ستكون قاتلة، والمطلوب من عشائر العراق كلها التضامن مع الأنبار وإسنادها. الولاية الثالثة بعيدة عن حزب الدعوة والمالكي بعد السماء عن الأرض، فقد انكشفت عورات هذا الحزب الطائفي الحاقد بصمود المعتصمين أكثر من عام وأصبح عارياً تماماً، لكن الصمود سيعريه أكثر. من أحب العراق حقيقة من علماء الدين فليفت بالصمود والثبات، ومن أحب العراق حقيقة من المثقفين والكتاب والشعراء فليرفع صوته في مساندة المعتصمين، ومن أحب العراق حقيقة من شيوخ العشائر فليقف مع معتصمي الأنبار، فالنصر صبر ساعة، فوالله والله ثم والله أن هؤلاء زائلون قريباً، فما حدثنا التاريخ يوماً عن سلطة فرضها محتل دامت طويلا، ودونكم كتب التاريخ وتأكدوا، ووالله والله ثم والله إن انتصار إرادة المالكي ـ لاسمح الله ـ معناه قرب الذبح للعشائر العربية والوطنيين العراقيين في الجنوب والوسط، فالمخطط كبير وليسأل نفسه كل من في مدن الجنوب عما تصنعه إيران وعملاؤها به وبمدينته. لا خير في من يقول أنا عراقي إذا لم يقف مع شعبه ويئد الطائفية ويواجه الطائفيين.وثقوا أن هؤلاء جبناء لا يستطيعون مواجهة شعب بعظمة شعب العراق، وهل رأيتم يوماً لصوصاً شجعان؟إن الطائفية رجس من عمل الشيطان، والطائفيين أخوان الشياطين فخلصوا منها ومنهم عراقكم وإلا فنحن سائرون نحو الفناء ومستقرون لقمة سائغة في الفم الكريه للولي الفقيه الإيراني.
