نعم تعالوا نجعل من نيسان شهراً للحويجة المذبوحة .. شهراً لتلك المجزرة التي يتورع عن أن يقترفها عدو بعدوه .. تلك المجزرة التي عبرت عن حقد طائفي دفين وكره لا مثيل له للعراقيين وإجرام لوحوش ضد الإنسانية. تعالوا نجعل من نيسان شهراً للحويجة لكي يتذكر من نسي مجزرة الحويجة وهو يذهب إلى الانتخابات ما فعل الذين يرشحون أنفسهم لولاية ثالثة أو لولاية أخرى بالعراقيين المسالمين الذين اعتصموا في خيام للمطالبة بحقوقهم الأقل من مشروعة، فعسى أن يثأر للشهداء بعدم انتخاب قاتليهم، وذلك أضعف الإيمان. تذكروا أنياب نوري المالكي وهي تقطر دماً ويعطي أوامر بإبادة أبرياء بينهم أطفال بدم بارد. تذكروا أفاعيل الميليشيات المدمجة بالجيش وماذا فعلت وأي سلاح استعملت ضد من سلاحهم العصي الخشبية. تذكروا وزيري التربية محمد تميم والعلوم والتكنولوجيا عبد الكريم السامرائي وآخرين استقالوا من مناصبهم كذباً وخداعاً بحجة الاحتجاج على ما جرى في الحويجة ثم عادوا خانعين إلى بيت الطاعة المالكي خشية فقدان السحت الحرام الذي تعودوا عليه. تذكروا ذلك المدعو صالح المطلك وما فعل لناخبيه وهو يراهم مضرجين بالدماء ومتناثرة جثثهم في العراء، وكيف اكتفى بالوعود بإحالة المقصرين إلى القضاء عندما ترأس لجنة لتقصي الحقائق وانتهى الأمر عند هذا الحد. تذكروا أسامة النجيفي الذي اكتفى بالبيانات والتنديد الخجول وهو رئيس مجلس النواب وأحد الرئاسات الثلاث التي تحكم البلاد. كانت الحويجة في نيسان الماضي كربلاء العصر وكان المالكي يزيد العصر وكان الحسين عليه السلام ممدداً بين شهداء الحويجة مرة أخرى مقتولاً على يد من يدعي حبه كذباً وزيفاً. أكثر من 54 عراقياً ذبح في الحويجة وأصيب العشرات بجروح اثر اقتحام قوات حكومية ساحة اعتصامها، فمن طالب بدمائهم من هؤلاء الذين يظهرون بوقاحة وصلافة داعين ذوي المذبوحين إلى إعادة انتخابهم؟ مَنْ مِنْ هؤلاء رفّ له جفن أو اتخذ موقفاً صادقاً أو تضامن بنحو حقيقي مع الحويجة. الحويجة وصمة عار أبدية في وجه العملية السياسية وأقزامها لن تمحى أبداً حتى ينقر في الناقور ويفور التنور، وأرواح شهدائها لن تهدأ ولن تستقر ولن ترتاح حتى ترى ذابحيها وقد تمرغت وجوههم في التراب. يريدون نيسان شهراً لانتخاباتهم فلنجعله شهراً للحويجة، ويريدونه شهر نصر على الشعب فلنجعله شهر هزيمة لهم. وأرجو أن تزور وفود من جميع أنحاء العراق ومحافظاته الحويجة لإعلان تضامنهم معها في الذكرى الأولى لمذبحتها تعبيراً عن تلاحم وطني عرف به العراقيون على مرّ عصورهم وطوال تاريخهم. وليخسأ كل من ذبح العراق ..