القليلون من قادة الأمم من إستطاعوا أن يجعلوا التاريخ يكتب أسمائهم ومنجزاتهم بحروف من نور تضيء لشعوبهم الدروب المظلمة حتى بعد أن يرحلوا لأنهم تركوا إرثاً لا ينفد ومعيناً لا ينضب . صدام حسين مجد له التاريخ أفعاله وكتب أسمه في باب النضال والبطولة والشجاعة حيث نذر نفسه لشعبه وأمته العربية المجيدة ومن أجل ذلك وقف على منصة الشهادة غير آبه سوى بأيمانه بالله وبرسالته التي وهب لها حياته وهي أمتداد لمواقفه البطولية الجهادية على مدى أيام نضاله في صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي . ترجل الفارس منصة الشهادة ، وقف شامخاً كالطود باسقاً كنخيل العراق، ثابت العقل والدين،هادئ، متماسك، ينظر الى الأعلى ليرى مقعده في جنة الفردوس فملئ نوره المكان، تجاهل كل الحاضرين من عملاء طهران وقم، أخافهم وأرعبهم بشجاعته التي لا نظير لها ووضعهم بحجمهم الحقيقي حجمهم الصغير الحقير ورفض أن يضعوا على وجهه الغطاء الأسود ليظهر للجميع مرة أخرى وهو بهذا الموقف أنه لا يخاف ولا يهاب الموت . وقف وقفة المؤمن واحتسب الى الله الذي يسمع ويرى ، لم تسيطر عليه رهبة الموت المحقق وهذا ما ميز أستشهاد الرئيس القائد صدام حسين . وقف وقفة الأبطال بكامل وقاره وهيبته ، والأوغاد من حوله يرددون الهتافات الطائفية البغيضة والقائد يهتف للأمة العربية ولفلسطين انها حرة عربية . ومنّ الله عليه بحسن الخاتمة وحسن الممات فنطق الشهادتين وقبضت روحه على شهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله ، سبحان الله ثبت قوله لحظة رفع الروح اليه ودونت ذكراه في سجل التاريخ بمداد الايمان والرضى والرحمة من الرحمن الرحيم والشجاعة الفريدة من نوعها . في تلك اللحظات التاريخية الحاسمة حبست أنفاس رفاقه وكل الشرفاء في العالم .. لحظات خفقت لها القلوب وأدمعت لها العيون وتدافعت فيها المشاعر وأستعاد الجميع شريط الذكريات لذلك القائد الاسطورة الذي رحل عن هذه الحياة وودعها بهذه البطولة التي عجزت أمامها الكلمات ، وأذرف الناس جميعاً الدموع لانه رمزاً لا يتكرر ولا يجود بمثله الزمان . استشهد القائد وظلت سيرته ومبادئه وقيمه على كل لسان من المحيط الى الخليج والكل يشيد به لأنه الفقيد الذي لا يعوض . رحل أبو الفقراء والمساكين . رحل الذي لايخاف بالحق لومة لائم . رحل قاهر الفرس الانجاس . رحل القائد الذي قال لامريكا لا وألف لا . رحل الجاسر الكاسر. رحل مهندس التأميم الخالد . رحل الذي بنى جيشاً من العلماء والباحثين. رحل من شيد البنى التحتية للصناعة والخدمات . رحل من بنى جيشا من أرقى جيوش العام . رحل من محى الامية في العراق .رحل من وضع النظام الصحي المتطور . رحل من حدث وطور الزراعة . رحل نصير المرأة الذي منحها كامل حقوقها . رحل من تخطى بجواده كل محال . رحل صانع المجد العظيم . رحل بطل القادسية وأم المعارك . سيدي :لن تموت انت فينا حيحتى الممات انت باقي للابدروحك والجسدولن يملأ مكانك أحدوغيرك لا يستطيع تقليد زئير الاسدلن ترحل عن أرض النهرينيا آبا الليثينفأنت المنهج والحياة عذراً لك سيدي نحن نحاول أن نكتب بأقلامنا عن نضالك وجهادك وتضحياتك وانجازاتك وانت كتبت بدمك رسالة النضال والعشق الأبدي للبعث والأمة . عذراً لك سيدي نحن نئن تحت وطأة الغربة والشتات فلم نقدم كما قدمت أنت ورفاقك الشهداء رحمكم الله برحمته الواسعة وأسكنكم فسيح جناته ولكم منا ألف تحية وسلام .. وتبقى بطلاً لن تموت . والخير كل الخير برفاقك الذين يواصلون المسيرة على وفق المنهج الذي رسمته بقيادة رفيقك المجاهد عزة إبراهيم الذي تسلم راية النضال والجهاد بعد استشهادك .