كنت أتابع التلفاز وكان يبث مباشرتا اشتباك مسلحين لايتجاوز عددهم أصبع اليد الذين اقتحموا مديرية استخبارات كركوك وكنت أشاهد الشرطة ومكافحة الإرهاب والاستخبارات وكان عددهم يتجاوز ثلاثة ألاف من قوات الامن .. .. وهم مرعوبين يختبئون بين الحواجز الكونكريتية أو يركضون في الشوارع وضباطهم يختبئون تحت الجسور والوجوه مصفرة لونها وعند سماعهم صوت الأعيرة النارية يجفلون مرتعدين من الخوف . فتذكرت بيت الشعر القائل ( أسدٌ علينا و في الحروب نعامةٌ *** ربداء تجفل من صفير الصافر )هذا هو جيش المالكي بطولاتهم وشجاعتهم على العراقين العزل والنساء والأطفال ولكن لايستطيع أن يحمي نفسه .. أين المليارات التي صرفت على هذا الجيش والمعدات والأسلحة والآليات ولم يستطيع أن يصمد مقابل أشخاص كل أسلحتهم أسلحة شخصية . ولم يجرأ أحد من قوات الأمن الدخول واقتحام ( أسوق جوهرة ) مقابل مديرية الاستخبارات المكون من خمس طوابق وكان في الأسواق اثنان من المسلحين وإستمر القتال من الساعة الحادية عشر صباحا حتى الساعة الثالثة فجر وتم استدعاء فوج من قوات سوات في السليمانية وحسب إحصائية الشرطة تم أطلاق مليونين ونصف أطلاقة خفيفة وأكثر من مئة صاروخ قاذفة على ( أسواق الجوهرة ) وبعد كل هذا يجتمع قادة الأجهزة الأمنية ( المنفيس ) ويطلبون المشورة من ( العارفة ) لا نذكر أسمة نخاف علية من الحسد وبعد تفكير ورسم خطته المحكمة .. يتخذ قرار بحرق البناية ويذكرني هذا بقصة الثور ( يذكر أن امرأة قروية كان لديها ثور تستعين به في أعمال الحرث ، وفي أحد الأيام وبينما كان زوج هذه المرأة خارج البيت، اشتد العطش على الثور ، فأدخل الثور رأسه في جرة موجودة في ساحة البيت ، ولم يستطع الثور إخراج رأسه من هذه الجرة ، ولم تعرف المرأة كيف تتصرف ، لأنها كانت تريد المحافظة على الثور ، وكذلك المحافظة على الجرة خوفاً عليها من الكسر . استعانت المرأة بجارها العارفة وحكت له القصة ، فجاء ودخن وشرب الشاي وهو يفكر كيف يخرج رأس الثور ولا يكسر الجرة ، وبعد جهد جهيد وتفكير طويل ، قال للمرأة إنه ليس هناك بد من قطع رأس الثور ، لكي نستطيع إخراج رأسه من الجرة من دون أن تنكسر . فناولته السكين ، وقطع رأس الثور ، ولكنه مع ذلك لم يستطع إخراج رأس الثور الكبير من الجرة ، فقال للمرأة إنه لا بد من كسر الجرة لإخراج رأس الثور المقطوع ، وبالفعل ناولته الفأس وكسر الجرة ... صاحبنه ( العارفة ) حرق أسواق من خمس طوابق فيها ممتلكات بملاين الدولارات وتدمير ممتلكات عراقي مالك العمارة . وقطع أرزاق أكثر من مئة عراقي ... لن نلوم ولن نعتب على ساسة اليوم في العراق، الذين باتت مهمتهم مسخ وتشويه كل ما هو وطني وأصيل في العراق، ولن نلوم أو نعتب على الأدوات التي يحركونها فنحن نعرف ثمنهم .. لكننا نعتب على أبناء شعبنا أن يستمر صمتهم على هذه المساخر والاهانات .