الجمهوريون والديمقراطيون الأمريكان عملة صهيونية واحدة ... لم يكن السؤال المعروض في عنوان هذا الموضوع غريباً على القاريء وعلى أبناء الأمتين العربية والإسلامية ، وبالأخص منها الأقطار العربية ذات الموقع الإستراجي العالمي جغرافياً وإقتصادياً وحضارياً .. ولكن الاسباب التي تجعل من أمريكيا بهذه القدرة في تطويع قرارات دول هذه البلدان بما ينسجم مع ماتريده لينطبق مع مصالحها التي تصب في النهاية بمصالح الصهيونية العالمية التي تسعى للسيطرة على ثروات العالم ومقدراته والقضاء على الديانات السماوية وفي مقدمتها الديانة الإسلامية التي تدين بها الأغلبية من شعوب آسيا وأفريقيا .... ففي مقابلة للسيناتور الجمهوري الأمريكي جون ماكين مع قناة الحياة وفي إطار الدعاية للإنتخابات الأمريكية القادمة لاغير ، إنتقد فيها نشاط وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بقوله ؛ إن أمريكيا لم تكن ضعيفة بهذا الشكل الذي وصل بها الأمر إلى عدم حسم مايتعلق الأمر بقضايا كل من (سوريا وإيران والعراق وأفغانستان وعملية السلام الفلسطينية ....!!! ) . إنها مجرد دعاية إنتخابية ما بين الحزبين الأمريكيين ، الديمقراطي والجمهوري . فكليهما يعرفان بأن من يحكم إيران هم شركاء لهم وللكيان الصهيوني في التئامر على البلدان العربية والإسلامية ، وكانت بداية هذا التئامر في إحتلال العراق وإسقاط نظامه الوطني الذي أمم نفط بلاده وإنطلق بقفزة كبيرة لتطوير العراق وأصبح قريباً من مستويات الدول الصناعية المتقدمة وبقدراته الذاتية ، ليأتوا بعملائهم الوالغين في الإجرام من شذاذ الآفاق ليحكموا شعب بلاد الرافدين الذي هزّ في ظل نظامه الوطني السابق إيران الملالي والكيان الصهيوني بما بناه من قوة عسكرية هزمت إيران وجرعت عميلهم الدجال الأقدم خميني السم الزعاف حينما أراد إبتلاع العراق . كما علّم الكيان الصهيوني الدرس الذي لاينساه حينما ضرب تل أبيب من العراق بتسعة وثلاثين صاروخ بعيدة المدى من صنع العراق عندما تجرء هذا الكيان اللقيط أن يشارك العدوان الأمريكي في أم المعارك بقوته الجوية في ضرب العراق عام 1990 .. لقد جاءوا بعملائهم الأميين ليحكموا شعب أقدم الحضارات التي تَعَلم العالم منهم الحرف والكتابة وتشريع القوانين التي تحفض للإنسان حقه في الحرية والحياة ، والشعب الذي تعامل بالعلم منذ آلاف السنين فهو صانع أول جهاز لطلي المعادن بالفضة وتبين في العصر الحديث بأنه البطارية المولدة للكهرباء ، وإنه قبل أن يُخلق فيثاغورس قد أوجد وتعامل بهذه النظرية التي تسمى خطأ بإسمه وكان يستعين بها في حساب مساحات الأرض ، وهو الشعب الذي أوجد التقويم الزمني بالأيام والأسابيع والشهور والسنين ، وكان كل ذلك وغيره قد توصل له شعب بلاد الرافدين قبل أن يأتي الفرس من شمال الهند وهم يركبون الجمال ذوات السنامين ليستوطنوا في الهضبة التي تقع في الجنوب الشرقي من إيران وقبل أن يعرف الأوربيين حياة المدن لأنهم كانوا في ذلك الوقت يعيشون في نهايات العصر الجليدي .. فهم يعرفون بأن من جاءوا بهم ليحكموا بهم العراق إنما هم من المجرمين والأميين والذين يعتبرونهم خدماً لهم يسيرونهم كما يريدون ويشتهون .... إما فيما يتعلق الأمر في الوضع الدامي في سوريا فإن أميركا بحزبيها الجمهوري والديمقراطي تعرف إن عدم حسم الأمر فيها يخدم الكيان الصهيوني والإبقاء على إحتلاله لفلسطين والجولان . وإن ديمومة المجازر والدمار في سوريا يبقي الأمر تحت سيطرتها وذلك ببقاء شلة العملاء التي أوكلتهم ليقيموا المجازر البشرية نيابة عنها.... فبشار الأسد على إستعداد أن يسلم دمشق للكيان الصهيوني كما حاول أبوه حافظ الأسد في حرب عام 1973 لولا تدخل الجيش العراقي البطل الذي صدّ ودمر إندفاع جيش الصهاينة الذي وصل إلى حدود العاصمة دمشق كما ضيّع فرصة إسترجاع الجولان عندما إندفع جيش العراق صاعداً بإتجاه هضبة الجولان لولا موافقة حافظ الأسد في وقتها على إيقاف القتال الذي صدر عن مجلس الأمن الذي تسيطر عليه أمريكيا والصهيونية العالمية ... وهنا ينطبق المثل على بشار ، والذي يقول ؛ إن هذا الجرو ( بشار ) من ذلك الكلب ( حافظ ) ...... إما فيما يتعلق الأمر بمفاوضات السلام التي تتوسط أميركيا فيه ما بين محمود عباس والكيان الصهيوني فإن الحزبين الأمريكيين الجمهوري والديمقراطي يعرفان بأنها خدعة يسوفون بها للعالم ليصلوا بالنهاية إلى أن يسلم العرب والفلسطينيون بالأمر الواقع الذي فرضته الصهيونية العالمية ، والقاضي بوجود وطن قومي لليهود في فلسطين العربية ، وهو ما دعت إليه حكومة الكيان مؤخراً محمود عباس لحظور إجتماع الكينيست لإقراره بذلك .... وما إنسحاب اللجنة المفاوضة التي يرأسها من يسمى الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلّا عندما شعروا بأن المفاوضات هي كسابقاتها تخدير للأعصاب والمماطلة لا أكثر ولا أقل ، في الوقت الذي يستمر فيه الكيان الصهيوني ببناء المستوطنات لإسكان اليهود في قطاع غزة ويعتدي فيه هذا الكيان على الحرمات الإسلامية في القدس الشريف بهدف إحتوائه .... وهنا لابد أن نذكر إن من يقود الحملة التفاوضية من الجانب الفلسطينية هو من صنعته الصهيونية ... فمحمود عباس ( أبو مازن ) هو إيراني الأصل وإسمه الكامل ؛ محمود مرزا عباس (أبو مازن) وقد هرب جده عباس أفندي وعائلته من إيران بعد إعدام (بهاءالله ) في عام 1866 ، لأنه كان ينتمي للطائفة البهائية ، وصديقاً للبهاء ومن مريديه ، وقد هرب عندها الكثير من البهائيين من إيرن . وقد ساعدهم الإنكليز في إستيطانهم في فلسطين ليعملوا على الترويج للهجرات اليهودية إلى فلسطين، وكانت وجهة محمود أفندي هي منطقة غزة .... ( والبهائية ديانة خرجت عن تعاليم الإسلام حيث ظهرت في إيران ، وكان مورد تعاليمها من الصهيونية العالمية والماسونية )... وهكذا فقد تولى هذا الإيراني الأصل والبهائي المذهب هو الذي يقود الفلسطينيين بعد أن إغتال قائدهم ياسر عرفات قائد المقاومة الفلسطينية ( فتح ) ليخلوا له الجو كي يبيع فلسطين لليهود . إما في ما يتعلق بموضوع اليمن فإن الحزبين الأمريكيين يعرفان بأن بلدهم لاتريد أن تبقى اليمن بلداً واحداً فأطلقت يد حليفتها إيران بنظامها الملائي أن تدفع بالحوثيين وتمدهم بالسلاح ليثيروا الفتن الطائفية والعشائرية ليدفعوا بالبلاد الى الإتقسام والتشرذم إلى أكثر من ثلاث كيانات .. وبالتالي إضعاف قوة اليمن الموحد الذي يشرف على أهم ممر بحري في جنوب البحر الأحمر وهو مضيق باب المندب ليكون متنفساً بحرياً للكيان الصهيوني إلى البحر العربي والخليج العربي والمحيطين الهندي والهادي .... كما أن تزويد أيران الحوثيين بالسلاح يؤدي إلى إشغال السعودية بقتالهم . فهم يعتدون بشكل دائم على الأراضي السعودية لإضعافها كي يكون الأمر سهلاً أمام إيران لتنفيذ أطماعها في الخليج العربي والجزيرة العربية .... ثم ماذا تعني حركة المسئولين الأمريكان من دولة عربية لأخرى يقدمون فيها نصيحة الثعالب للحمائم والغربان التي يطلبون فيها منهم أن يعملوا الكذا والكُذيّا وصولاً لما يريده اللوبي الصهيوني من الساسة الأمريكان ، مستخدمين عملاءهم في كل تحركاتهم هذه لما يريدون تنفيذه من مكائد على العرب والمسلمين .... كما أن سياسة المماطلة والتسويف تأخذ طريقها في أغلب الأحيان لتمكين عملائها وحلفائها من إمتصاص رفض الجماهير لمشاريع اليهود التي تطرحها القريحة الأمريكية . وهذا ما نشاهده الآن في تعامل أمريكيا في قضية السلاح الكيمياوي الذي كان بشار يقتل به شعبنا العربي السوري بشكل جماعي ، وتحويل مطالبة الشعب بإسقاطه ومجيء ثوار سوريا ليحكموا بإسم هذا الشعب وليوصلوا قطرنا السوري العزيز إلى بر الأمان .. وكذلك الأمر بالنسبة لموضوع المفاعلات الإيرانية التي تماطل بها مع حلفائها ومجموعة ال ( 5+1 ) . ولم نسمع للكيان الصهيوني سوي النعيق الفارغ والمطالبة بالإبقاء على عقوبة المقاطعة الإقتصادية أو أنها تكون مضطرة لقصف المفاعلات النووية الإيرانية.....!!! . وأصبح طلب الأمريكان التريث من قبل الكيان في دعوته لقصف المفاعلات الإيرانية في حين أن هذا الكيان كان قد قام بقصف المفاعل النووي العراقي المُنشأ للأغراض السلمية في عهد الحكم الوطني عام 1982 ولم تنتظر نصيحة من أحد ، وعندما كان العراق منشغلاً بالدفاع عن العراق من أطماع إيران في غزوه والسيطرة على أراضيه .... فإلى متى تبقى أمريكا تتدخل في شؤون الدول العربية والإسلامية وكأنها هي وصية عليها ، وإلى متى يبقى حكام هذه الدول يسمحون لأمريكيا أن تحشر رأيها بل في أغلب الأحيان تفرض هذا الرأي على بعض الحكام بالأمور التي تتعلق بمصير بلدانهم وشعوبهم .....!!!؟؟؟ . ويبقى الأمر أولاً وأخيرا لشعوب هاتين الأمتين لترد أمريكيا ودول الغرب وتوقفهم عند حدودهم وتنتفض على حكامها العملاء الذين سمحوا لأمريكيا بهذا التجاوز على مصيرهم ، وبالتالي على عروبتهم وإسلامهم ... والله من وراء القصد .