حُـرقـَـتْ فــوقَ قـبـركَ الأزهــارُ فدمشقُ الهوى لظى يا نـزارُأمطـرَ الـشـرُ مِنْ جحيم ٍ عليها وسقاها سـمَّ الأسى الـفـجّـارُواسـتـبـاحَ الظلامُ فيضَ سناها فتوارى عنْ ناظريها النهارُ لمْ يـعـدْ لـلـنـجـوم فـيـهـا مكانٌ واختفتْ مِنْ سمائها الأقـمارُودمشقُ التي عـشـقـتَ شـذاهـا غابَ عنها الشذا وسادَ الغبارُلغة الياسمين بـادتْ وشـاعـتْ لــغــة صـاغَ حـرفـَهـا جــزّارُوعـنـاقـيـدُها رثـتْـهـا الـدوالـي وذوى في حـقـولِـهـا الـنـوّارُوتـدلّـتْ غـصـونـُهـا مـثـقـلاتٍ بـأســاهــا وجـفـّتِ الأنــهــارُوعـصافـيـرُها التي كنتَ تشدو عشقها لـمْ تـعـدْ لـهـا أوكـارُوتـخـلـّى حـمـامُـهـا عنْ هـديـل ٍ وتـلـظـّتْ بـصمـتِـهـا الأوتارُبـعـدمـا كـانـتْ للـفـَراش مـزاراً لمْ يـعـدْ فيها للـفـَراش مـزارُ بعدما كانـتْ في جـفونـِكَ تغـفـو يـسحـقُ الآنَ هُـدبَها إعـصارُعافها الحـبُّ وهي كانـتْ مـنـاهُ غالتِ الحبَّ والمنى الأخـطـارُعـادَ تـشـريـنُ يا نـزارُ حـزيـنـاً لامواعيدُ ، لاهوى ، لاانتصارُ لمْ تعدْ تحضنُ الدروبُ الصبايا والمـقـاهـي يعـافـُهـا السـمّـارُوَجَـعُ الغوطـةِ الـوديـعـةِ يحكي كيف أدمى زهـورَهـا الأشرارُواسأل ِالشامَ عنْ دموع الحزانى سـيجـيـبُ الخـرابُ والأحـجـارُهي ذي الشامُ في المواجع تحيا واعترى حلمَها الجميلَ احتضارُكـلّ أحـيــائـهــا تـنـوحُ ثـكـالـى فــالأخــلاءُ غــادروا والـجــارُ تـركـوا ذكـريـاتـِهـِمْ حـيـنَ غابوا وبـهـا تـفـضـحُ الـهـوى أسـرارُكانَ للعـشـق في دمشقَ صروفٌ حين تـسـقـي دروبَـهـا الأمـطـارُيضحكُ الـيـاسـمـيـنُ فيها جمالاً وابـتـهـاجـاً وترقـصُ الأشـجــارُوعلى قـاســيــونَ ذابــتْ قـلـوبٌ شـاقـهـا في شوط الغرام انتظارُلدمشقَ القلوبُ تـشـقـى احتراقاً وتـزيــدُ احـتــراقـَهـا الأخــبـــارُكالـسـبـايـا مآذنُ الـشـام تـبـكـي رَحَـلـَتْ عـنْ فـضائـِهـا الأطـيـارُأيـنَ ذاكَ الـبـهـاءُ كـيـفَ تـوارى واستعارتْ ثـوبَ الحـداد الـديـارُحينَ جئنا وأنتِ روضٌ نـضـيـرٌ ما حـسـبـنـا أن يعتريـكِ اصفرارُ ما حسبنا إذ كنتِ يا شـامُ بـرداً وســلامـــاً بــأنّ جــوفـَــكَ نـــارُيـا نـزارُ الحـروفُ تـعـيـا بـيـانـاً عاث في إرثها المجيدِ الـصـغـارُمـنـذ حُـنـّكـتَ والـهــوى أمــويٌّ طـالـمـا منه قـد عـلاكَ افـتـخـارُكيف تبدو دمـشـقُ إن لم تـزيّـنْ وجــهَــهــا مـن أمـــيّـــةٍ أنــوارُوإذا ما اغـتـالـتْ صِباها المنايا هـل سـيـبـقـى لـشـعـرنـا إبـهـارُلو أحـاط الأسى بعـيـني دمـشـقٍ هـلْ سـيـبـقـى لأي نـجـم ٍ مـدارُما تـرانـي عـن الـعـروبـةِ أحكي ضاع في غور جرحِها المسبارُونضالُ الـشـعـوب صـار مـزاداً والقـضـايـا يـسـوسُـهـا التـجـارُ أدمنَوا الـزيف والخداعَ طباعاً مـن حــســبــنــا بـأنـهـم ثــوارُذي سكاكـيـنـُهم سقوها دمانا فـيـهـمُ الـغــدرُ رايــة وشــعــارُعربٌ حين يـنـطـقـونَ ولـكـنْ عــجــمٌ فـي قـلـوبـِهـِمْ وتــتــارُولساسانَ يُخلصونَ هـواهُـمْ وَهُــمُ لـلـيـهــود حــصــنٌ ودارُحـافـظ آثـرَ الـخـيـانـة دربــاً وعلى دربـــهِ مـشـى بـــشــارُأطـبـق اليأس فالـطـغـاة جـحـيـمٌ وبـديـلُ الخلاص مـنـهـم دمـارُكـلـّمـا رامــتِ الـشـعـوبُ فــراراً فـلـعـمـق الجـراح يفضي الفرارُكيف لي أن أبينَ والحزنُ نصلٌ في ضلوعي وحول حرفي حصارُ أتـعـبـتـنـي عــروبــتـي يـا نـزارُ فــهــل الــحـــبُّ كـــلّـــهُ أوزارُمَنْ لها الـشـامُ والـعـراقُ أسـيـرٌ صُفـّدَتْ في سـجـونِـهِ الأحــرارُهل يعود الـسـرورُ يا شـامُ يوماً فـلـقـد مضَّ قـلـبــيَ الــتــذكــارُونصالُ الهموم تـذبـحُ صبـري ليس يجدي مع الهموم اصطبارُإنّ قـلــبــي مـعـلـّق بـرجــائــي أنْ سينزاحُ عن دمـشـقَ الإسـارُبعض صحبي يلومني في بكائي هل لصبٍّ سـوى الـبـُكـاءِ خـيـارُلا تـلـمـنـي إذا بكيتُ دمـشـقـاً إنّ في الـدمـع راحــة يـا نــزارُ