لا يوجد عراقي واحد يجيد كتابة الأبجدية إلا ويعرف تماما وحق المعرفة ان العراق قد غزته أميركا واحتلته وان السلطة المنصبة من قبل الغزاة بدءا من مجلس الحكم والى يومنا هذا تعيينها وتدير شؤونها وتحميها أميركا وإيران والكيان الصهيوني. كرسي السلطة في المنطقة الخضراء أمريكي ومن يجلس عليه إيراني وتساهم إسرائيل بحمايته . هذه هي الحقيقة الوحيدة المستقرة في عراق ما بعد الغزو عام 2003 وكل ما سواها عواصف من القتل والتدمير الممنهج والسلب والنهب العشوائي والمدبر . وما يقابل ذلك الخراب والفناء من جهد عراقي وطني شريف معبر عنه بحراك شعبي مخنوق في مناطق ويتنفس الصعداء في أماكن أخرى ومقاومة باسلة مسلحة هي التي أبقت العراق عرافا ولولاها لكان الآن ممزق إربا إربا هو الحقيقة المقابلة بندية تسندها إرادة الله سبحانه . ولكي نركز الاهتمام حول عنوان موضوعنا نعود لنحاور الفكرة مع من يجيدون القراءة والكتابة من العراقيين وهم يمارسون يوميا عملية تشريح حيوية لمنتجات الفشل والفساد والخذلان للسلطة ومع ذلك يسميها بعضهم شيعية ... هم يدركون أنها صنيعة ومنصبة من الأمريكان والفرس والصهاينة ويرون بأم العين إخفاقها الذريع المخزي بل والذي يشكل عارا ليس على كرسي الحكم في العراق بل في كل العالم ... ومع ذلك يسمونها حكومة شيعية أي أنهم يعطونها سمة عراقية شاء من شاء وأبى من أبى لان الشيعة طيف من أطياف الشعب العراقي . بعض هؤلاء من بيئة الفرات الأوسط والجنوب وهم إما يضحكون على أنفسهم أو إنهم ينافقون .وبعضهم الآخر من بيئة غرب وشمال العراق وهؤلاء يستخدمون اللغة الطائفية في غير واردها ولا محلها . فالحكومة إيرانية وليست شيعية عراقية وهي منصبة من أميركا وإيران وليس بإرادة شيعة العراق. سايكولوجيا , نزعم إن انتماء بعض شيعة العراق إلى الفشل والى الجريمة والخيانة والعار التي تمثلها الحكومة هو نوع من أنواع المرض من حيث كونه شذوذ وانحراف لأنه انتماء أو ولاء إلى انعدام الوزن واللاأخلاق وانغماس في لذة السادية وتدمير للذات الإنسانية السوية . وهو غير هذا وذاك تعبير عن انحدار في الدونية نتيجة عوامل هي الأخرى يمكن أن توصف بأنها عوامل مرضية منها: 1- الجوع والتعطش للسلطة ومغرياتها المادية وما يولده من اندفاعات هوجاء وإجرامية تسقط حسابات الروح الوطنية والقومية والإنسانية وتلغي الشرف والكرامة . 2- توظيف الدين والمذهب كقوة دافعة روحية لا تعادلها أية قوة دفع أخرى لامتلاك الغطاء الشعبي الضروري لتنفيذ الأهداف الشخصية والحزبية دون أي حساب لمصلحة الشعب والأمة. 3- الوصول إلى السلطة بطريقة استلام الكرسي بقوة الاحتلال يكرس الإحساس والشعور بالسقوط الأخلاقي ويعزز نزعات المضي قدما في روح وممارسات الجريمة والفساد وقطع الصلة بأية فرصة في العودة إلى جادة الصواب. 4- القصور الفادح بل التصحر الفكري القاتل في الربط بين أهل بيت النبوة سلام الله عليهم وبين أحزاب وضعية وضيعة تحركها المتعة الدنيوية وشغف المال والجاه الزائف والرغبة في الدخول الى التاريخ من أي باب يفتح وبغض النظر عن هوية من يفتحه ولو يهودي أو نصراني موبؤ بالإجرام أو ملحد كافر. 5- من يهن يسهل الهوان عليه ومن يكذب يستسهل الكذب ومن ينافق يستمرئ النفاق ومن يسقط في وحل الرذيلة يتولد لديه حوافز اللاعودة بل ويتحول إلى أداة تبرير تبحث عن مسوغات الاستمرار بالجريمة . لقد أعيد تشكيل الوعي الشعبي العراقي بعد مخاض السنوات العشر المهلكة. فصارت القادسية الثانية شرف لمن ظن خاطئا إنها اعتداء. وصار الحصار وتداعياته المميتة نعمة مقارنة بمنتجات الكرسي الذي وقع تعريفه في صحن العفن فضاع بين تشييع إيران وصهيونية أميركا. واليقين إن حصة العراق من أبناءه البررة أكبر من حصة أي طرف آخر راهن على الاستثمار في معاناة شعبنا وعلى ضغط الظروف القاهرة . الكرسي لا يحمل هوية دينية لأنه كرسي خدمة وطوبى لمسيحي شريف يستثمره لخدمة الشعب والأمة وطوبى لصابئي يخشى الله في الأداء المخلص النقي العفيف. وطوبى لمسلم أيا كان وصفه يحسب إن الدولة وسيلة خدمة للشعب .. كل الشعب وان التشييع والتسنن هي صلته بالله وربما تكون أيضا منفذا لشرف يمنحه للكرسي وليس العكس. إن من لعبوا على كراسي الاحتلال لا دين لهم وكفانا خضوعا للبلادة والجهل والتخلف أيها العراقيون عموما ويا أبناء الفرات الأوسط والجنوب خصوصا.