( الصورة الاولى ) الغريب انه في هذا الزمن الأغبر أن اشخاص من أبناء جلدتك ممن تعرفهم يحاول أن يلغي إنسانيتك ومكانتك ومواقفك الأخوية والوطنية الشجاعة معه في الميسرة والمعسرة ، من الأفضل لك أن تعده إلى حيث كان قبل معرفتك به وهذه الطريقة المثلى لإعطائه دروس في التربية وتطهير العلاقات الإنسانية من مثل هذا الوباء الذي يقتحمنا بالجمود والنكران بعيدا عن منطق الحق والحياء وهذا الوباء جاء إلينا مع مجيء المحتل .! . لان من يمشي وراء أغراضه الذاتية لا يدرك في آخر الأمر غير تعب شراهته وخيبة آماله وضياع جهده وزمنه بمشقة يفرضها على نفسه وإصابته بإحراجها وامتحانها بهدم كل ما يواجهه ليكون الطريق أمامه سهلاً والظروف هينة لينة له يحقق بها ما يريد ولو بالخروج عن مدار الجاذبية الروحية وأسرار فضائل الحكمة طمعاً في الامتلاء بأطماع الدنيا وحشد همته لها ! وان سلامة النفس والعقل نستدل بهما على مميزات القناعة وتفاضلنا بها في مشهدنا وغيبنا فلا تأخذنا المغريات المادية لما وراء أستار الظلام فتغلبنا حين نتجاهل جوهر العفة والصدق ونتمسك بخداع ممقوت ( الصورة الثانية ) نعرف الكثير ممن يسمون أنفسهم أعضاء البرلمان انتخبناهم على أساس أنهم يمتلكون حسا وطنيا وسمعة حسنة وما أن وضعوا أنفسهم على كراسي البرلمان حتى وسوس الشيطان في عقولهم وقلوبهم وسال لعابهم أمام حفنة من الدولارات لتشتريهم ..! ولا نريد أن نذكر أسماء هؤلاء الحثالات لان القائمة طويلة ولكن وفي نفس الوقت نسمع في حاضرنا عن من يتسع اسمه لصفات كثيرة يلتمع بها وسط ذلك البلاء الماحق والتهكم بالغير بوحشية ضمير يتأنق بها وبتحدياته بعيداً عن الرقابة من طيش وغش يتعالى بهما على نفسه أولا وهو من نفس الصنف الذي تم ذكره. ( الصورة الثالثة ) بعد أن أصبح المواطن مشلولا لا لشدة الصدمة وثقل الأضرار البشرية والمادية التي تلحق بالمواطنين نتيجة الإرهاب والعنف بين فترة وأخرى، حتى باتوا يمسون ولا يصبحون ويصبحون ولا يمسون فتاه عليهم الليل من النهار والنهار من الليل بسبب الجرح الكبير الذي اصاب العراقيين لمجرد امطار لعدة ساعات فاضت البيوت والمدارس والمستشفيات وتهدمت دور الفقراء على رؤوس ساكنيها وكان حل الحكومة الابسط ان تعطل الدوائر والمدارس.!! صار شعبا مكسورا مجروحا يتشدق بكل من حمل لواء الزعامة بحجة السياسة، شعب مكسور لأنه يجرب عليه العنف باستمرار وبأنماط جديدة من العنف والإرهاب والإجرام، لم تألفه شعوب ومجتمعات أخرى، فابتلى بها العراقيون ففاح عليهم رائحة نزيف الدم دون توقف لأكثر من عشر سنوات، ووعود المسئولين وكذبهم ونفاقهم وتضليلهم بازدياد طردي مع ازدياد الإرهاب وقلة الخدمات ( الصورة الرابعة ) فإذا كان ابن خلدون يريد لكتابه ( العبر وديوان المبتدأ والخبر ) أن يكون مصدراً لاستخلاص الدروس والعبر، فإن من البداهة أن يكون كذلك؛ لأن التاريخ، منذ أن وجد رواة الأخبار ومؤلفو الحكايا والأساطير والمؤرخون، وهو يتوخى تعليم الرجال، وتهذيب أخلاقهم، وتربيتهم على الاقتداء بنماذج العظماء في كل زمان ومكان، والسير على النهج الذي رسمته مآثرهم، بالصبر على الأذى، والطموح إلى بلوغ الفضائل، والتضحية في سبيل المثل العليا، ولأن التاريخ منذ وجد، وهو يوفر للملوك والوزراء رصيداً من المبادئ الأخلاقية والسياسية، يستثمرونه في إرساء قواعد حكمهم، ويتفننون انطلاقاً منه في صياغة الطرق والوسائل الناجعة لبسط سلطانهم. ولكن يبدو ان السياسيين في العراق" الجديد"ليس من هذا الصنف كما انهم لا يقرأون ماكتبه ابن خلدون ( الصورة الخامسة ) ويا أسفا من إهمال تدبر مصائرنا قبل أن تتساقط بنا أنانيتنا وانتقاماتنا إلى مساحة حرجة لا نعرف منها كيف نستبدل طيشنا بالصدق والحق والتواضع فلا نضع في دروبنا عوائق وصعوبات تمنعنا من اجتيازها حين نجد السبل كلها أمامنا مغلقة وصوت النذير ينبهنا بالتوقف حتماً عند محطتنا الأخيرة لمعرفة جميل المواقف وقبيحها، والعجب العجاب أن يكون الموت مناسبة تبتسم له عداوة وبدلا من مفردات إنماء الحياة التي تلاشت من حياة العراقيين قهرا وجورا. ، والرحمة لأهل هذه الدنيا وصبرهم على نعرات تجعلنا نضحك مما فرط من العمر وما تبقى منه، فأن نظرنا إلى الأجل ومصيرنا، لأبغضا الأمل وغرورنا الفارغ ،نأمل أن لايدوم الحال هكذا دون جواب ودون أمل.. فهل من مدكر.!؟