أي انسان عاش في العراق بعد غزوه واحتلاله يدرك ان لغة السياسة والسياسيين كلهم دون استثناء تعادي العروبة وتعادي الامة العربية . على الجميع أن يدرك بعد ان صارت التجربة ونتائحها شاخصة للعيان ولا جدال في معطياتها ان الاحتلال قد حصل لكي تذبح عروبة العراق . وتحولت القومية العربية والنهج القومي بارادة مسمومة ونهج مغمس بالحقد والضغينة واللؤم الى جريمة وعار يلحق بمن يعتنقها ويعبر عن انتماءه وولاءه لها كهوية وذات قدر تعلق الامر بالاحزاب والقوى التي اعتمدها الاحتلال لتنفذ مخططاته عبر العملية السياسية المخابراتية . وفضلا عن التصفيات الجسدية والشتائم القبيحه التي توجه للقومية العربية وللقوميين الوطنيين الاحرار الشرفاء فقد حاول بعض جواسيس وعملاء دول الاحتلال ومنهم عبد العزيز الحكيم ومجلسه ومثال الالوسي ترويج فكرة الامة العراقية واسس الجاسوس الصهيوني مثال الالوسي حزبا بهذا الاسم والخط في محاولة دنيئة لطمس معنى الأمة العربية . ان اعدام الشهيد صدام حسين ورفاقه من قادة البعث وقواعده التنظيمية لم يكن اعداما لرجل فرد أو افراد بل كان محاولة بائسة لاغتيال المنهج القومي العروبي برمته . وكانت أميركا المتصهينة هي المتحمس الاول والمنفذ الحقيقي لانها غزت العراق لتلغي دوره وتاثيره العروبي ومن ثم أوكلت استكمال المهمة الى ايران بعد أن انسحبت من شوارع العراق خاسرة خائبة. ان الصراع الدائر الان على الساحة العراقية وامتدادا منه الى جغرافية عربية أخرى ومنذ يوم الاحتلال هو صراع عقائدي بين العرقية الفارسية التي لا يمكن أن تسود هي وطائفيتها الا على جثة العروبة ومنهجها وبين العروبيين الأحرار ويجب أن يكون الافق الفكري الذي نرسخه يوميا هو باتجاه ايضاح معالم هذا الصراع لان بعض العرب ومنهم الرسميون بالدرجة الاساس لم يدركوا الى اللحظة ولم يتصرفوا بما يؤشر ادراكهم للخطر الفارسي الذي يفوق في عداءه للعرب وللاسلام حتى عداء الصهيونية والامبريالية. ان الصراع مع ايران ليس صراعا دينيا طائفيا رغم ان ايران قد سعت وتسعى لجعله هكذا يبدو بل هو صراع عقائدي قومي .
