يشهد العراق عنفا وحشيا ،لم يشهده منذ رحيل قوات الاحتلال الأمريكي ،تمثل هذا العنف في التفجيرات الدامية لتجمعات شعبية في الجوامع أوقات الصلاة ،وفي ملاعب الشباب ومقاهي المدن ومدارس التلاميذ ،وزوار الأئمة الكرام والحسينيات ،مع حملات تهجير منظمة لفئات مختلفة من الشعب ( شيعة وسنة وتركمان ومسيحيون وشبك )، وحملة اغتيالات واسعة لمواطنين وإعلاميين ورموز وطنية، وحملة أخرى منظمة لمخاتير الأحياء في نينوى ،وديالى ،يأتي هذا التصعيد الخطير في العنف بعد ساعات من توقيع رموز العملية السياسية ( نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي ونوري المالكي رئيس الوزراء وأسامة النجيفي رئيس مجلس النواب وغيرهم ) وثيقة الشرف والسلم الاجتماعي ،العراق يشهد إبادة جماعية هذه الأيام وسط صمت دولي مريب ،مع فشل حكومي فظيع ،وصراع سياسي تسقيطي على المنافع والسرقات والفساد،وبشكل مخجل بين الكتل والأحزاب الطائفية المشاركة في العملية السياسية الفاشلة ، منذ تشكيل أول حكومة تحت رعاية الحاكم المدني الأمريكي اللص بول بريمر ، إذن هذا هو المشهد فماذا بعد ، والشعب يريد الخلاص ،لقد خرجت الملايين بتظاهرات غاضبة ،ومنذ أكثر من عشرة أشهر تطالب بإصلاحات جوهرية في العملية السياسية ،وفي مقدمتها تغيير الدستور المسخ الطائفي المليء بالألغام والمفخخات وإطلاق سراح المعتقلين الأبرياء وإلغاء قرارات بريمر سيئة الصيت ،فيكون الرد الحكومي تهديدات؟ ( ببحور من الدم ) للمتظاهرين السلميين العزل،عدا القمع والقتل والاعتقال ، في وسط هذا الجو الملتهب والمتفجر امنيا وسياسيا وشعبيا ،يعيش المواطن العراقي حالة من الرعب والخوف من عودة الحرب الاهلية التي تطل فتنة الطائفية منها ،بشكل علني ومباشر لتحرق الأخضر واليابس ،هنا تفجيرات على حسينيات الشيعة وهناك تفجيرات على جوامع السنة وهكذا ،إذن هناك تنظيم واضح ومقصود لإشعال هذه الحرب الطائفية ،والأجندة الإيرانية شاخصة أمامنا بتصريحات إيرانية مباشرة وعلى الفضائيات ،تدعو حكومة المالكي لإدخال قوات إيرانية ( الحرس الثوري وغيره ) ، لفرض الأمن ومساعدة الحكومة ،وهناك دعوة لرجل دين معمم ،يطالب حكومة المالكي إشراك الميليشيات الطائفية، في بسط الأمن مع الجيش ( أين الحكومة من هذا لم نسمع لها ردا يطمئن المواطن من هكذا تصريحات نشاز تصب الزيت على النار ) ، فهل نحن دولة ميليشيات تتحكم بالعباد كما تشاء ،أم نحن (دولة قانون )،والحقيقة كما عبر عنها احد الوزراء إنها دولة الميليشيات ،لان الميليشيات هي من يتحكم بالملف الأمني ،ويبسط نفوذه على الارض في المدن كافة وبغداد في مقدمتها ، والشوارع تشهد السيطرات الوهمية والقتل على الهوية والتهجيرات في ديالى وأطراف بغداد وبعض أحياء العاصمة ،واجزم كما يعلم كل العراقيين، أن رئيس الوزراء نوري المالكي لا يستطيع كبح جماح الميليشيات المدعومة مباشرة من قاسم سليماني والمرشد الأعلى الخامنئي ،ويقف بوجهها ،كما وقف بوجه جيش المهدي في صولة الفرسان بالبصرة وغيرها ، وزج بقادة جيش المهدي في السجون ،والدليل أن رئيس الوزراء اصدر أمر بإلقاء القبض على رئيس حركة حزب الله العراقي البطاط وهو الآن يتجول في شوارع بغداد ويشرف على استعراضات عسكرية في الملاعب ولا احد يجرؤ إلقاء القبض عليه وعلى غيره من قادة الميليشيات ،إذن طالما يعيش العراقي هكذا فلتان امني مريع ،فلا أمل في عودة الأمن والاستقرار ونحن نعيش أسوء وضع امني بل نعيش الحرب الاهلية الطائفية بأبشع صورها ،حتى على الصعيد الإعلامي والفضائيات الطائفية تشهد ،العراق يعيش تفجيرات وتظاهرات اعتقالات وحملات ثأر لشهداء لا نعرف من هم وأين استشهدوا ،العراق يشهد أياما لا يمكن تصورها من القتل على الهوية والتفجيرات والاعتقالات بإشراف حكومي وتواطؤ حكومي وفشل حكومي ،لذلك يحق لنا أن نقول أن العملية السياسية فاشلة برمتها وعلى الشعب أن يقرر مصيره بيده قبل فوات الأوان ويحترق العراق ......