في مقال سابق كان بعنوان ( عن أي رواتب يتحدثون ؟ ) أوضحنا ببساطة إن الرواتب والرواتب التقاعدية التي يتقاضاها حكام المنطقة الخضراء لا يتقاضى مثلها أي موظف حكومي في العالم فضلا عن مخصصات السفر والاقامة والايفادات والرشاوى والسمسرة والتجارة وتهريب النفط التي يمارسها حكام المنطقة الخضراء من رئاسة وحكومة وبرلمان ودرجات خاصىة لا ينطبق عليها ولا تتوافق مع أي تعريف للرواتب التي تدفع في كل أنحاء العالم لقاء جهد وإنتاج يجب أن يفوق قيمتها المادية أو المعنوية. وقد دفعنا ذاك المقال إلى البحث عن أرقام فعلية للمبالغ التي ينهبها هؤلاء السراق المجرمون لنثبت بما لا يقبل الشك أنها مبالغ لا تدفع لموظف خدمة عامة، بل هي في الواقع وفي دلالاتها الكمية المخيفة تعني أمرا واحدا هو أنها رواتب ارتزاق يأخذها مرتزقة. المرتزق هو الشخص الذي يبيع نفسه مقابل مرتب عالي. المرتزق شخص يغامر ويقامر بحياته من اجل المال. المرتزق شخص لا صلة له بأخلاق دينية او سياسية أو اجتماعية لأنه فاقد للروح والقيم والمُثل ولا يرى غير المادة كهدف وغاية وهو مستعد ان يفعل كل الموبقات من اجل كسب المادة وزيادة مقتنياته منها بشتى الطرق وصولا إلى توظيف شرايين رقبته لهذا الغرض الدنيء لانه لا يعرف طريقا شريفا لكسب المال ولا يمتلك المؤهلات التي تمكنه من خلق الثروة التي يتوق لها. هو اقرب إلى الوحش الضاري. يقتل ببرودة دم لأن القتل حرفة المرتزق ويدمر بكل بساطة لأن روحه وإنسانيته مدمرة معدومة. المرتزق لا يعرف صلة بأرض ولا بوطن ولا بشعب ولا بعرض ولا بشرف وهو بكل تأكيد لا يؤمن بالله ولا بدين ولا بمذهب حتى لو صلى أو قرأ كتب الله سبحانه وتعالى المنزلة كلها وحتى لو حجّ وأطلق ذقنه ومسك مسبحة وأعلن على محطات الفضاء عن ثقافة دينية من هذه الرائجة في سوق الارتزاق في زمن المد الامبريالي الصهيوني الطائفي السابح في دماء العرب والمسلمين وكل أهل الله. المرتزق يتطوع للقتال إلى جانب قوات غازية مقابل أموال تفوق ما يتقاضاه أقرانه من الموظفين. ويتطوع للقتل مأجورا مقابل مال أكثر مما يتقاضاه أصحاب المهن الاعتيادية. والمرتزق عادة ما يكون فعله على غير الأرض التي ينتمي إليها كوطن، ولا تهمه القيمة الاعتبارية للأرض التي يمارس فوقها ارتزاقه. ولعل المرتزق عادة يكون مزدوج الجنسية. كل ما متفق عليه من سمات وخصال وسلوك للمرتزقة تنطبق على الحكام الذين سلطهم الاحتلال على العراق لانتهاك كرامته وسيادته واستقلاله وتحويله إلى ضيعة لإيران الطائفية الصفوية المجرمة. فهم بلا أخلاق وهم بلا دين وهم عملاء خونة للوطن وهم قتلة ومخربين وفاسدين ومفسدين. ولسنا نحن مَن يقول كل هذا عنهم، بل هم من يعترف علنا وعلى رؤوس الأشهاد ... واكبر دليل إضافي غير ما يعلنونه هم عن أنفسهم هي الأموال التي ينهبوها من ثروات الوطن والشعب تحت غطاء الرواتب وبقية المنافذ التي اشرنا إليها. لنبدأ برئيس الوزراء نوري جواد العلي: المرتب المعلن 3 ملايين دولار سنويا. سأقارنه بمرتب بروفيسور في الطب أو الهندسة أو العلوم الصرفة في جامعة بغداد سنجد ان راتب المالكي المعلن يزيد 70 ضعف على راتب البروفيسور. أما إذا قارناه بمتوسط مرتب موظفي الدولة وهو 500 دولار شهريا فإننا سنجد إن راتب المالكي يعادل 500 ضعف ( خمسمائة ضعف ). والمعلومات التي جمعناها من شبكة الانترنيت تشير إلى أن مرتب المالكي أعلى من مرتب أي مرتزق في العالم !!. واليقين كل اليقين إن المرتب المعلن لا يساوي سوى جزء بسيط جدا من الأموال الطائلة التي ينهبها نوري وأبناءه وإخوانه وأخواته وأقرباءه وأعوانه. وسنترك للقراء الكرام حرية استخدام معادلة النسبة والتناسب البسيطة للحصول على الفروقات الشهرية أو السنوية للجدول أدناه. المنصب الراتب الشهري بالدينار العراقي الراتب الشهري بالدولار ( تقريبا ) رئيس الجمهورية 82 مليون دينار عراقي 75 الف دولار نائبا رئيس الجمهورية 62 مليون دينار عراقي 55 الف دولار رئيس الوزراء نوري المالكي 65 مليون دينار عراقي 57 الف دولار ومجموع ما يستلمه فعلا هو 3 مليون دولار سنويا نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني 57 مليون دينار عراقي 50الف دولار رئيس البرلمان أسامة النجيفي 33 مليون دينار عراقي 28 الف دولار كل نائب في البرلمان 20 مليون دينار عراقي 14 الف دولار تقاعد رؤساء الوزراء السابقون 57 مليون دينار عراقي 50 الف دولار