وقال الله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم (( إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً، وَأَكِيدُ كَيْداً، فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً )) صدق الله العظيم مرة اخرى تحاول الفئة الشعوبية والطائفية المأجورة اثارة الفتنة الطائفية بين ابناء الشعب الواحد وفي منطقة عرفت بأصالتها وتراثها وناسها الذين احبوا وخدموا زوار الائمة الاطهار فأحبوهم لانهم ذوي طيب وكرم وترحيب فهي على الدوام تستقبل وتودع كل من يريد الذهاب الى مدينة الكاظمية المقدسة لزيارة الائمة الاطهار من الزوار الكرام ، وقد كان لها الشرف العظيم في طليعة من تتصدى لغدر وحقد اعداء العراق والاسلام كما انها دائما تقف كالطود الشامخ في المقاومة والوقوف ضد الظلم والظالمين كما هو معروف عبر مراحل الزمن وخاصة بعد جريمة الاحتلال البغيض . لقد تجرأ المجرمون الاوغاد مساء يوم السبت 5/10/2013 ان يحاولوا خاسئين اشعل نار الفتنة الطائفية من خلال استهداف لئيم وخسيس للزوار الكرام لمدينة الكاظمية المقدسة لزيارة مرقد الامام محمد الجواد بمناسبة ذكرى وفاته ، وفي ذلك الوقت وكالعادة كنت جالس في المقهى وانظر الى الزوار وسهولة انسيابية الحشود المتجهة الى الكاظمية عبر جسر الائمة ، وفجأة يهز انفجار عنيف عند بداية الجسر بحيث تناثرت قطع الحجر والحصو على رؤوسنا من شدة الانفجار واصبحنا امام مشهد مرعب وفوضى وتخبط ساد الزوار والاهالي والقوات الامنية ، والذي لفت انتباهي التحرك والتصرف الغير منضبط والعشوائي للقوات الامنية المسؤولة على حماية الزوار ، وبدات باطلاق النار بكثافة في الهواء ويصحبها كلام غير لائق على الاعظمية واهلها وينصحون الزوار بعدم الدخول بالازقة والشوارع الفرعية خوفا من استهدافهم ؟ وكأن هناك من يكمل تنفيذ المخطط بعد حدوث الانفجار وكما حصل في حادثة جسر الائمة المؤلمة الاولى ، والتي حصد بعدها المخططون والمنفذون الحسرة والخسران من خلال الوقفة البطولية والشريفة والنخوة والحمية العراقية لاهالي الاعظمية بالاسراع بتقديم الاسعافات للمصابين ونقلهم الى مستشفى النعمان وانقاذ حياة العديد من الزواء من الغرق من خلال ماقام به الشهيد البطل عثمان علي العبيدي الذي فدى نفسه ( رحم الله ) هذا شهيدنا الذي جسد وترجم معنى الاخوة والوحدة الوطنية والاسلامية بين ابناء الشعب الواحد . وحزن القلب عند مشاهدتي منظر الجثث المتطاير لنساء ورجال وشباب وزاد من المي ووجع قلبي عندما علمت ان هناك صبية بعمر الورد وكانوا يلعبون بكرة القدم في الساحة المجاورة لمسجد بشر الحافي وبعد ان انهىوا المبارات تقدموا بالقرب من الجسر وحصل الانفجار واستشهدوا جميعهم وعددهم تسعة شباب من منطقة الحارة ، الرحمه لجميع الشهداء والصبر والثبات لذويهم وانا لله وانا اليه راجعون . والذي ابغي ان اصل اليه واوصله الى المسؤولين في الحكومة والاجهزة الامنة من بعض ماتولدت لدي من افكار وروى عند مشاهدتي الحية للفاجعة وللتجربة المريرة طلية العشرة سنوات العجاف عسى ان تنور طريق من اظل من المسؤولين خدمة لعموم شعبنا العراقي المظلوم : 1- تؤكد الجريمة كما تأكدنا من سوابقتها بأن الاستهداف اعمى وحاقد ولئيم لايفرق بي سني اوشيعي ، مسلم ام مسيحي ، كردي ام عربي ، يزيدي ام تركماني ، المهم ان يقتل شخص اسمه عراقي ، كما نحن على يقين بأن من يخطط ويرسم هذا الجرم المشين لم يكن عراقيا مطلقا ولا راضع من حليب الام العراقية الحرة الوفية الماجدة ولا شارب من ماء دجلة والفرات ، ويمكن ان يكون تنفيذ الجرم بأيادي مأجورة وعميلة فقدت شرفها وضميرها وتنكرت لأهلها وعراقها . 2- تأكد بان هناك خلل في منظومة الاجهزة الامنية المكلفة بواجب الحماية ، ولاسباب منها أ- افتقار هذه القوات الى الخبرة والتجربة المطلوب لأداء مثل هكذا واجبات وذلك بابعاد العناصر الامنية السابقة التي تتمتع بمهنية عالية وخبرة وتجربة طويلة وولاءها الاول والاخير للوطن والشعب . ب- افتقارها الى المهنية والحيادية وكان واضحا من خلال التصرف الغير منضبط والعشوائي الذي حصل . ت- غياب المعلومة الاستخبارية وعدم معرفة الواقع الجغرافي والسكاني لاي منطقة ضمن الواجبات المكلفة بها . ث- وجود بعض القيادات ( مليشيات ) غير نظامية ولديها القرار والسيطرة ولها نفس طائفي عنصري ومرتبطة باحزابها المتناحرة مباشرة وتسرب المعلومة الاستخبارية لهم . ج- الافتقار الى وضع خطط واقعية قبل الواجبات وليس على الورقة فقط وشتان بين الخيال والحقيقة لان طبيعة الواجب لايتطلب تكثيف تواجد القوات الامنية ، لان هذه الحالة سوف تؤدي في بعض الاحيان الى زيادة التوتر والتذمر وعدم التعاون مع اهالي المناطق . ح- من المحتمل حصل الخرق بسبب وجود تنسيق وتعاون وتسهيل من بعض افراد القوات الامنية ، والا ما معنى وفائدة كثافة العناصر الامنية والاجراأت المتشددة . خ- من الاجدر ان يتم اشراك وبصورة واضحة لقيادات وافراد من الاجهزة الامنية من المناطق او سكنتها عند تنفيذ مثل هكذا واجبات لمعرفتهم طبيعة المنطقة وسكانها وحسن التعامل والتصرف . 3- قامت الاجهزة الامنية بتصرف عدائي غير مبرر بالقيام باعتقالات واسعة لأهالي الاعظمية قبل ايام قليلة جدا من بدا الزيارة وصل عدد المعتقلين حوالي ( 74 ) شخص ومازالوا معتقلين . 4- كلمة حق تقال الى الحكومة بضرورة الابتعاد عن المبالغ والمغالات في تضخيم واعطاء هذه المناسبات العزيزة على الشعب العراقي اكثر مما ينبغي وتترك للشعب ان يمارس حقه بحرية وبساطة وحسب طريقته واسلوبه وبهدوء كما كانت تمارس في السابق لتجنب استهداف الحشود الكبيرة من قبل المجرمين والعملاء . 5- ايجاد طرق ومسالك متعددة للوصول الى المكان المقصود والابتعاد عن فرض طريق واحد حصرا وذلك للأسباب التالية: أ- تحاشي تكدس افواج كبيرة عند نقاط التفتيش . ب- التقليل من التأثير على ممارسة الحياة الطبيعية لسكان المناطق المارين بها وخصوصا تجنب قطع ارزاقهم بسبب غلق وقطع الطرق . ت- منع ومحاسبة بعض المندسين ممن يرفعون شعارات طائفية استفزازية وخصوصا عند وصولهم الى بعض المواقع الدينية كما حصل ويحصل قرب جامع الامام ابو حنيفة النعمان ( رض ) . 6- الى متى تستمروا يا حكام وسياسوالعراق بالاعتماد على المشورة المستوردة من خارج الحدود فالعراق زاخر بالرجال ذوي العلم والحلم والاخلاق والفضيلة والقدرة والكفاءة والشجاعة والبطولة والقيم والمبادىء وهم امتداد واحفاد الاجداد العظماء الذين اسسوا وشيدوا اقوى واعظم الحضارات عبر التاريخ الطويل ، ارجعوا الى الشعب فهو الطاقة التي لاتنضب . 7- نتمنى من المرجعيات الدينية قاطبة الكف عن دفع الناس البسطاء وزجهم في ممارسة بعض الشعائر بالشكل الغير منطقي وغير منظم وعلى الاقل خلال هذه الفترة العصيبة التي يمر به العراق وشعبه من استهداف ونيات مؤذية من قبل الاعداء ، والعمل الى نشر الفضيلة والنصيحة والمحبة والاخاء والحرص على وحدة العراق وشعبىه وتحريم القتل بكل انواعة واسبابه الا في اطار القانون ، والضغط على الحكومة والسياسيون من اجل تقديم الخدمات واحتياجات المواطنين وتحسن احوالهم المعاشية وتوفير عمل للعاطلين وسكن لائق للعوائل المشردة . واخيرا نقولها جهارا نهارا الى كل من يعتبر نفسه في موقع المسؤولية بأن الوقت ينفذ والصبر له حدود وبأن رهانكم بأعتمادكم على من اتى بكم من الغربة كمتسولين ومتسكعين في الشوارع الى قمة الحكم لم يدوم ويستمر وان الشعب اذا سكت اليوم ،غدا لن يبقى ساكتا والفرصة الان بين أيديكم ولم تكرر اكيد .