يقول الله سبحانه و تعالى بسم الله الرحمن الرحيم( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) صدق الله العظيم ان استخدام الورقة الطائفية تعتبر احدى الوسائل التي تستخدمها القوى الامبريالية والصهيونية والشعوبية كونها انجح وسيلة لاضعاف قوة الشعوب وكسر ارادتها وتفتيت الوحدة الوطنية وصرفها عن مواكبة البناء والتطور من اجل احتوائها وربطها بمشروعها الاستعماري والسيطرة على مقدرات وثروات البلدان وبالتالي اضعاف الوعي لدى الشعوب والتخلي عن المطالبة والدفاع بحقوقها الوطنية والقومية ،وقد نجحت هذه القوى المتصارعة في تحقيق اهدافها في عدة مناطق من العالم الثالث وبأقل التكاليف والتضحيات بحيث نقلت الصراعات والمواجهات مابين الساحات الخارجية الى الساحات الداخلية أي من المواجهات المباشرة بين الجيوش الى الاقتتال الداخلي بين مكونات الشعب الواحد ،قيل اذا ارت ان تعرف عدوك وعدو الانسانية فانظر الى وجوه الاشرار الذين برعوا في امتهان حرف التحريض الطائفي فسياسيوا اليوم في عرقنا الجريح يفصحون عن عبقريتهم بالمهاترات الطائفية ، ويوقظون الفتن الداخلية ويحرضون ويحشدون الناس ضد بعضهم البعض ، وهذا يعني انهم ينفذون حرفيا ماتسعى وتريده منهم اسرائيل . نعم نقول وبأسف ان هؤلاء الذين خدموا ويخدمون عدو العرب يمثلون النخب السياسية والطبقة الحاكمة وهم في الصف الامامي للرتل الطائفي الذين جنتدهم اسرائيل لايمانها ان ضمان امنها واستقرارها يتحقق من خلال انهيار الكيان العراقي وبعده الكيانات العربية وبالتالي ضعفها وتفتيتها . وكما لعبت اسرائيل وباسناد امريكا دورا رئيسيا كما يتحدث المفكر ( زبغينو برزيزنسكي ) في كتابه ( بين عصرين ) بان الدور الامريكي الخبيث في تعزيز قوة الكيانات الدينية المتطرفة وفرض هيمنتها في البلدان العربية ، ومن ثم توظيفها في زرع الخلافات الدينية , واشعال الحروب والمعارك الطائفية ، تمهيدا لأعادة ترسيم الحدود الجديدة الفاصلة بين المجاميع الطائفية المتناحرة ، فاللعب على اوتار الدين هو المدخل المتاح الان لأسرائيل لتنفيذ مشاريعها ومخططاتها التوسعية على حساب جهل وغفلة اغلب السياسين والمفكرين الحاليين . ومن اجل تسليط الضوء اكثر على المغزى الحقيقي في اولوية استهداف العراق واتخاذه اوكارا خبيثة ومنطلقا لتنفيذ عمليات خفافيش الرتل الطائفي : 1-ت ميز العراق عن بقية دول المنطقة بتعدد الوان الطيف العراقي وربما هذا التنوع باعتقادهم يسرع التناحر والتفيت باقل الجهود . 2- سيطرة الاحزاب الطائفية على مقاليد الحكم بعد جريمة الاحتلال وازاحة النظام الوطني وهذا يسهل مهمة تحريكها باتجاه اثارة الصراع الداخلي . 3- نفوذ ايران الطائفية والتدخل العلني في شؤون العراق مما ايقظ مواجع العداء الفارس للامة العربية وخاصة العراق وخلال الحرب العدوانية في قادسية صدام المجيدة . 4- قيام مليشيات الاحزاب الطائفية بالقتل على اساس الهوية مع وجود فوق موت تابعة الى كل من ايران وامريكا واسرائيل بحيث استهدفت وتسهدف العلماء من الاكاديميين والاطباء والقادة العسكرين والشخصيات الوطنية والقومية . 5- الاستهداف لم يقتصر على دين او طائفة او قومية بعينها بل شمل كل مكونات الشعب العراقي من اجل فقدان الامن والثقة فيما بين المكونات وارغام بعض القوميات والطوائف بترك الوطن لخلخلت التركيبة السكانية للمناطق المتعايشة البعض مع البعض وبالاخص في الموصل والبصرة وبغداد ( المسحيين والازيديين والصائبة واثوريين --- وغيرها ) . 6- مساهمة معظم المرجعيات ورجال الدينية بقصد او بدونه في الشحن الطائفي واستخدام الخطب وشعارات الشحن الطائفي من خلال رد فعل متشنج عن بعض الاستهدافات او التصفيات التي تحدث ومن منابر خطب الجمعة او منصات التظاهرات والمسيرات . 7- تسهيل دخول عناصر القاعدة بعد جريمة الاحتلال وتشكيل جماعات مرتزقة اخذت نفس الاسم عائدة الى كل من امريكا واسرائيل وايران لتفيذ عمليات القتل والتهجير والتفجيرات في مناطق مختاره مثل المساجد والحسينات والمراقد الائمة لزيادة الشحن والاحتقان الطائفي ونسبها الى القاعدة السنية والى النظام السابق والسلفية . 8- افساح المجال وتقديم الدعم المادي والتسهيلات بتعدد القنوات الفضائية التي تملكها التيارات والاحزاب والكتل الدينية الطائفية بل امتلاك بعض الاشخاص لهذه الفضائيات ونشر سمومها الطائفية والاثنية والتهجم على حرمات ومقدسات الاديان والطوائف دون مسائلة او محاسبة من الدولة . 9- حرية نشر وتنفيذ المخطط الطائفي بسبب التناحر والخصومات والصراعات بين معظم السياسيين والاحزاب والكتل على الساحة العراقية . 10- محاصرة ظهور المشروع الوطني بسبب الاجتثاث والمطاردة والملاحقة للاحزاب والقوى والشخصيات الوطنية وعلى رأسها المقاومة العراقية الباسلة بقيادة المجاهد عزة ابراهيم . صحيح ان طموح اسرائيل لن يقتصر استهدافها للعراق فقط بل الوطن العربي باكمله ، لذلك خلقت بور واوكار في معظم اقطار الوطن العربي بحيث هناك جيوش من الرتل الطائفي مسلحة بمعاول الطائفية الهدامة ، بحيث اصبحوا يتلقون الدعم والمددعلنا من الكيان الصهيوني ويطالبون بتغير الانظمة واسقاط حكومات وروؤساء وهاهي الجامعة العربية تعلن انضمها الى تشكيلات الرتل الطائفي وولاءها المطلق للبنتاغون . وبهذا انزلقت الطوائف في معظم الاقطار العربية في فخ التناحر المميت ، بحيث تأثرت الغالبية العظمى من الناس بسموم التضليل الديني فأنساقوا وراء التحريض على الاقتتال واصبح المواطن لايعرف لماذا يُقتل ولماذا يَقتل ، فلم تعد للدين حرمة ، ولا للانسان قيمة ، وللامانات حرمة ،فأنتهكوا الاعراض ،وازهقوا الارواح البريئة ،واستباحوا المحرمات ان نجاح تنفيذ المشروع الطائفي في العراق لاسامح الله يعني ضمان نجاح تحقيقه على عموم الاقطار العربية الاقل شأنا منه بحيث لم تبقى دولة قومية بالمعني المتداول بل عبارة عن كانتونات لم تمتلك مقومات الدولة القوية ليسود ويسيطر الكيان الصهيوني وويصبح الاكثر قوة من ناحية الاقتصاد والنفوس والجغرافية ، ونحن بهذا الطرح لا نبغي كسب او تجني على احد بل الفات نظر ودعوة صادقة كما سبق وان اطلقها الشهيد الراحل صدام حسين ( رحمه الله ) عندما تأمر العدوانيون على العراق وقرروا احتلاله بصمت ودفع وتعاون بعض زعماء الاقطار العربية متجاهلين بأن العراق السد المنيع ضد المشاريع العدوانية للامبريالية الامريكية والكيان الصهيوني واطماع ايران فاذا ما ضاع العراق ضاعت كل الاقطار العربية والواحدة تلو الاخرى وهذا ماحصل بالفعل ولكن بعد ماذا ( اكلت حين اكل الثور الابيض ) .