في ظل حجم الاستهداف المتكرر الذي تعرض له حزبنا المناضل ويتعرض ، بكل مناضليه وأنصاره وجماهيره على امتداد انتشارنا العربي ، وفي ظل مستوى الحقد الذي جوبه به نظامنا الوطني في العراق وما عبّر عنه الأعداء من مستوى لا يضاهيه مستوى من الحقد المتجذر والأنفس المريضة التي لا بقاء لها إلا بشهوة التدمير ،التقتيل ،التهجير ،الملاحقات التعسفية والمطاردات وغيرها ،والتي تقوم بها كعناصر رئيسية للفعل المضاد لمصلحة الأمة ،وبرعاية وإسناد لا مثيل له من دولا عظمى وصغرى ومؤسسات وأفراد وغيره،وما تأسس عليه من انبثاق روح عالية فذة للجهاد لصد الهجمة الغادرة ، وشعور عال بالمسؤولية الوطنية والقومية ،وزهو رائع بالانتماء للبعث الذي لفعله الوطني والقومي تكالب عليه الأعداء من كل حدب وصوب ، وبإمكانات لا تسخر إلا تجاه خصوم في إطار حرب عالمية ،وليزين عطاءهم الجهادي أجواء الوطن بريفه ومدينته ، بسهله وجبله ، وليعطر روح الأخ ،الأب ،القريب والصديق ، فعلا ارتفع به رأس أشراف الوطن العزيز العظيم العراق شامخا عاليا، وبفعلهم المتواصل المجيد انتصارا للوطن والمبادئ السامية التي نحمل ، وبعظيم عطاءهم هذا غادرت هاربة للأعداء جيوش وطأطأت لهم هامات ورؤؤس لا تحوي غير نتن العقول وبذاءة أنفس يدفعها حقدا لا يمكن أن يتحمل ثقل كاهله عاقل من البشر ، ولتصديهم الأسطوري وإصرارهم جهادا لانتزاع ما استلب من حقوق ، تكشف المستور وبان المخطط وأفصح ما تفكر به شرار العقول ،عن حجم المخاطر التي تنتظر كل ذي عقل ومبدأ يحمل مصلحة الوطن والأمة ونهضتهما في قلبه وضميره وعمل مجاهدا على الإيفاء بالعهد والقسم ،ورجال البعث في مقدمهم رأس رمح للدفاع عن الامة والوطن ، فهل ينسى بعثيّ القسم .. ( اقسم بالله العظيم وبشرفي ومعتقدي أن أكون وفيا لمبادئ حزب البعث العربي الاشتراكي , حافظا لعهده , متقيدا بنظامه , منفذا لخططه , محافظا على أسراره , حريصا على وحدته الفكرية والتنظيمية ) . البعثيّ صادقا بعهده وقسمه ومحال أن يفرط بما يؤمن والقسم ،ولكن نعم وبأسف شديد ومرارة بالغة وجدنا من لبس ثوب البعث رياء لم يتحمل ثقل الأمانة ولم يحافظ على عهد ولم يبر بقسم ، هناك من ارتضى الانبطاح وهان عليه القسم ، كان باسم الله قد قسم ، وما يمليه وما يعنيه لكل واع بأبسط واجبات الإيمان بالله ورسله ، وراح للرذيلة والخنوع ملاحقا كي يحضى بما يحضى من زائف جاه وحرام سحت لا تطيل شاربا كما يقال ولا تبني وطن ، وراضيا بكل رغبة الاستحواذ غير المشروع ، التخلي عن الرجولة وعناوينها ، والبطولة ومقوماتها ، ولينهي به الحال بعد كرامة وكبرياء إلى رذيل ذليل مجبر على قبول الأوامر وتنفيذها بأية صيغة أو أسلوب أتت ،من نكرات لا يمثلون في معايير الرجولة شيئا ولا في حسابات الوظيفة والمهنة رمزا أو دورا ، فيا ترى بما يذكركم القسم ، ألا يذكركم بالأمجاد التي كنتم عليها ، وبعناوين العز التي واكبت التزامكم به ،وبحضور البهاء والسمو الذي تشرفت به جباهكم ، والذي به عمرت بالأوسمة والأنواط صدوركم ، وبسيف القادسية راح البعض مباهيا ، فأين هذا من ذاك ، وأي عز هذا الذي يأتي واليد والغة بدم الوطن ، وأية رفعة هذه والكرامة مهانة والحق الشخصي مستلب ، وأي بناء للذات ( بصرف النظر عن الأسباب ) والوطن بأيدكم مبتلى ، منتهك ، فهل تحرروا النفس من الوهن وتعودا صاغرين للقسم وما يفرضه بعد الله في حب البعث والوطن . الله اكبر حي على الجهاد ، الله اكبر حي على الجهاد