خروج أبناء البصرة والناصرية في تظاهرات احتجاجية انتصاراً لآل السعدون الكرام الذين وقع عليهم عسف من جاء بحماية الاحتلال أثبت أن شعبنا متلاحم متماسك متعاضد، ولم تؤثر بأبسط أبنائه الطائفية التي روج لها وكلاء المحتل لقطاء العملية السياسية والذين ينفخون في جرابها المثقوب بكرة وأصيلاً وأنشأوا لذلك القنوات الفضائية وأصدروا الصحف واستـأجروا أقلاماً وأقاموا منابر وسخروا خطباء ودفعوا عمائم ضلالة. هذا الشعب العظيم يطفيء نار الحرب الطائفية كلما أوقدها هؤلاء الغرباء المجرمون، فهو شعب أصيل عريق عمره آلاف السنين وليس معقولاً أن ينقلب على عقبيه في عشر من السنين العجاف، وليس معقولاً أن يشتري الطائفية بالدين ولا المذهبية بالوطنية. وسبق لنا أن كررنا دائماً أن لا طائفية في شعبنا وأرضنا سبخ لا تنبت فيها شجرة الطائفية، وفي كل مرة نقول هذا يطلع علينا من يقول إن الطائفية أمر واقع وهي مترسخة في شعبنا، وبعض من يقول هذا هم من حسني النية البسطاء الذين يرددون ما يسمعون، لكن بعضهم يقصدها ويحاول ترويجها وينظّر لترسيخها مدفوعاً من أسياده الذين لن يغمض لهم جفن إلا إذا انتشر وباء الطائفية بين أهلنا، ولن ينتشر، فالإرادة الشعبية أقوى من أي إرادة، وهي التي منعت هذا الوباء من الانتشار. هذا الشعب العريق أتعب وكلاء المحتل كما أتعب المحتل نفسه وجعله ينهزم في ليلة ظلماء، وسخريته من لقاء "شرفاء روما" لتوقيع ميثاقهم الإنشائي، ميثاق الملا خضير الخزاعي، دليل على أنه يعرف أن هذا الميثاق المهزلة إنما هو اعتراف من هؤلاء المجرمين بأنهم هم من يفجر شعبنا كل يوم، وإلا فإنهم أبناء أب واحد هو الاحتلال فما حاجتهم للاتفاق على ميثاق وضعوا له اسماً لا يملكونه وهو الشرف. الوقفة المشرفة التي وقفها شعبنا في الجنوب انتصاراً لأخوتهم آل السعدون الكرام نرجو أن تتطور إلى وقفة عارمة تعم العراق كله تضع لها هدفاً هو طرد هؤلاء الأشرار عديمي الشرف والغيرة وكنسهم من العراق، ليعيش شعبنا بلا تفجير ولا تهجير ولا إفقار ولا سرقات لثرواته ولا قتل يومي لأبنائه، وإلا فإن عدم الرد على شذاذ الآفاق هؤلاء يعني أن شعبنا سيظل ضحية وسيبقى ينزف الدماء غزيرة كل يوم.