انشغل الوسط العراقي السياسي منه والاجتماعي ،بمؤتمر ( وطني ) ابتدعه خضير الخزاعي نائب رئيس الجمهورية ،سماه ب ( مؤتمر الشرف والسلم الاجتماعي أو وثيقة الشرف أو المؤتمر الوطني )، تعددت التسميات والفشل واحد ،هذا المؤتمر واجه عاصفة من الانتقادات والسخريات، من قبل السياسيين العراقيين الكبار منهم، والعاديين ،وخاصة على صفحات التواصل الاجتماعي الفيس بوك .، ووثيقة المؤتمر تبحث عن فرض السلم الاجتماعي ونبذ العنف والطائفية ، ومواجهة الإرهاب بكل صنوفه ومشتقاته الاسلاموية ، السنية منها والشيعية وتطبيق بنود المصالحة الوطنية ، وهذا والله قمة الوطنية وحب الشعب والولاء له ، ولكن ومن حقنا كعراقيين أن نضع هذه الشعارات الرنانة ، التي تعتاش عليها الاحزاب السياسية الحاكمة والمتنفذة في السلطة ، على طاولة النقاش لنرى كم نحن ، شعب العراق مخدوعون ومضللون بهذه الشعارات ، ويضحك الآخرون على ذقوننا بها ، لان أي منها لم يطبق على ارض الواقع منذ أكثر من احد عشر عاما ،وهاكم الدليل بدون رتوش ومن ارض الواقع العراقي ،ابتداء وثيقة الشرف هذه تذكرنا ،بفيلم مصري بعنوان ( أزمة شرف )، من تأليف طارق بركات،وإخراج وليد التابعي وبطولة احمد فهمي وغادة عبد الرازق ومنة فضالي و قصة فلم أزمة شرف ، ( تدور قصة الفيلم حول وفاة غادة عزام ( ساندي ) وهي زوجة حسام كاشي المطرب المشهور الذي يؤدي دوره الفنان ( أحمد فهمي )، الذي يعيش عقب ذلك حالة من الحزن فيقرر السفر. وفي طريقة باتجاه المطار يلتقي ليلى ( غادة عبد الرازق ) التي تستنجد به في الطريق ممن يحاولون اغتصابها. وعندما تحاول إحدى السيارات قتلها لا يصدقها ويعتبرها مجرد حادث بسيط، ولكنه يفاجأ باسمها في صفحة الحوادث مصابة في إحدى المستشفيات فيلتقيان مرة أخرى ليكتشف مجموعة من المفاجأت ) وقصة الفلم وان لم تنطبق على واقعنا العراقي ، لكنها تلتقي معه في البحث عن الشرف المفقود ، وسط غابة من الفوضى السياسية، والفساد الإداري والمالي المنقطع النظير ،والقتل والتهجير الطائفي ،والاغتيالات الطائفية والتفجيرات الطائفية، والحرب الطائفية التي تشرف عليها وتدعمها أحزاب نافذة وميليشيات مسلحة ،تعجز الحكومة عن مواجهتها وملاحقتها والقضاء عليها ،بسبب النفوذ الإيراني العسكري والديني والسياسي، الذي يقف خلفها، وهذه حقيقة يعرفها الجميع بمن فيهم رئيس الوزراء ،وبالرغم من انه صرح بأنه سيلاحق الميليشيات التي تسببت بتهجير عشائر السعدون في جنوب العراق وفي نينوى تهجير الشبك،إلا انه والحق يقال(يريد ولا يستطيع للأسباب أعلاه )، أما بنود مؤتمر الشرف ،الذي نحن بصدده فهو مؤتمر شكلي دعائي بامتياز، عبر عنه من رفض حضوره إياد علاوي وصالح المطلك ومسعود برزاني ومقتدى الصدر أركان العملية السياسية وأعمدتها ،وقالوا ان المؤتمر لا يلبي طموح شعب العراق وان تنفيذ اتفاقية اربيل بدقة وصدق وصراحة هو المخرج الوحيد للخروج من الأزمات والالتزام بالدستور مفتاح الحل ( حسب تصريحاتهم )، فما الذي بقي من المؤتمر، ورموز العملية السياسية لم يحضروه،بل وانتقدوه وهاجموه ،لأنه يفتقد الى ما سموه ( صلاحية التنفيذ فلا احد من الذي حضر يمتلك وله القدرة على تنفيذ بنود المؤتمر )، فهل نضحك على أنفسنا أم نضحك على الشعب، من اجل تجديد الانتخاب، والولاية الثالثة لحكومة فشلت في فرض الأمن والاستقرار، وتطبيق مصالحة حقيقية لا زائفة مخادعة، ( تريد غزال اخذ أرنب تريد أرنب اخذ أرنب ) ، لقد مضى زمن الضحك على الذقون ،وجاء زمن الضحك على الشعب دفعة واحدة ،هذا ما يريده المؤتمر ( الوطني ) أو وثيقة شرف خضير الخزاعي ،ونوري المالكي وعمار الحكيم وأسامة النجيفي وغيرهم ممن حضر المؤتمر وروج له، واعتبروا من لم يحضره ( خائنا وعميلا وغير وطنيا ولا يريد مصلحة الشعب المذبوح بسكين الطائفية )، هذا هو جوهر وثيقة الشرف ،فهل سيحقق المؤتمر ومن وراؤه أهدافه ويفرض الأمن، ويقضي على الميلشيات ،ويوقف التهجير الطائفي والعنف الإجرامي للتفجيرات، ويحقق مصالحة وطنية صادقة، تعتمد على المصارحة لا المصالحة .. الجواب بكل تأكيد ،كلا لأننا نعيش بعد الاحتلال أزمة شرف حقيقية ،بمعنى لم يعد لكلمة الشرف من معنى، لرهط سياسي وأحزاب سياسية فاسدة، نهبت البلد وقتلت الشعب تعتاش على ماسيه وآلامه ومصائبه ومعاناته، ولا تقيم وزنا للكلمة والشرف ،إنها فعلا أزمة شرف .....