ماذا حصل للأمريكان في العراق لكي يكون العراق عقدة العقد التي تؤزم القرار الأمريكي وتحجمه وتظهره بأعلى درجات التردد ؟ هم وعملاءهم يدعون إن احتلال العراق كان نزهة. اقنعوا العالم كله أنهم لم يواجهوا أية مقاومة عراقية تذكر وزعيم الجريمة الأمريكية جورج بوش أعلن بعد أيام قلائل من دخول بغداد عن انتهاء العمليات العسكرية. كتب المطبلون للاحتلال أطنان ورق عن العبقرية الأمريكية التي أنجزت الغزو والاحتلال بدون خسائر تذكر وتحدث الساسة الكبار والصغار والإعلاميون والمحللون العباقرة والتافهون لساعات بث فضائي ومحلي يربو على ما يعادل خمسون عاما عن الإعجاز الأمريكي في احتلال العراق بسهولة بالغة. صورت مخابرات أميركا إسقاط تمثال للرئيس العراقي الشهيد صدام حسين في ساحة الفردوس على أيدي مجموعة من الممثلين الكويتيين وعبيد الاحتلال من خونة الوطن الخاسئين وقدمته للعالم كرمز لانتهاء عملية الغزو يوم 9-4 -2003 حيث احتلت بغداد بلا مقاومة كما ادعوا وما زالوا يدعون .... لماذا إذن يتحدثون الآن عن تجربة العراق المرة كمرارة الحنظل وعن عدم التورط في ما يشبهها ثانية قط وعلى لسان رئيسهم قبل خفيرهم ؟واضح أنهم كذبوا في تصوير سهولة احتلال العراق وكذبوا في إعلانهم عن انتهاء العمليات العسكرية بل كذبوا حتى عن انجاز احتلال العراق احتلالا كاملا وكذبوا عن هروب قادة العراق ورجاله الغيارى من ساحات المواجهة وكذبوا في ذكر خسائرهم البشرية وكذبوا في ذكر خسائرهم بالدولار التي تقدر بمئات المليارات وكذبوا في الإعلان عن خسائرهم في المعدات من طائرات ودبابات وهمرات وناقلات أشخاص وأسلحة ومواد تموينية ونحن على يقين أن زمن الاعتراف الكامل بالخسائر الفادحة التي تكبدتها أميركا لوحدها دونا عن شركاءها لن يطول. وان المعارضين الأمريكان للتدخل العسكري في سوريا قد يجبرهم الواقع إلى كشف كل المستور عن الذي سجلته مقاومة العراق العظيم للاحتلال من خسائر تكسر الظهر والتي لما تزل تكبدهم المزيد.ولن يطول الزمن قبل أن يغترف الأمريكان رسميا بالكارثة التي حلت بهم على يد مقاومة العراق البطلة.