لن يخالفني أحد في الرأي في أن هذا الكم الهائل من الأحزاب والكتل السياسية في العراق والتي تأسست اغلبها بعد الاحتلال الأميركي للعراق والبعض منها أحزاب كانت موجودة وتمارس نشاطاتها خارج العراق -هي أحزاب تضر بالعراق وبالعراقيين بل هي أساس المشكلة والبلاء لأنها أحزاب نشأت بدفع من الخارج ، ولائها ليس للعراق لذا لن نستطيع أن ندخلها في خانة الأحزاب الوطنية .. ليس هناك بلد في العالم .. حتى في أمريكا التي جلبت لنا الديمقراطية ولا في بريطانيا .. ليس هناك بلدا يمتلك هذا الكم الهائل من الأحزاب والكتل السياسية بل ليس هناك بلد يمتلك سياسيين بهذا الرقم المذهل.. فالبرلماني عندنا صار سياسي وعضو مجلس محافظة صار سياسي ورئيس مؤسسة إعلامية صار سياسي.. ورجل دين وملة في الجامع صار سياسي.. وكلما اختلفت الأحزاب فيما بينها ، وكلما اختلف السياسيون .. قامت القيامة في شوارع العراق .. مفخخات ونواسف وكواتم تسرق الحياة من الفقراء .. من الأبرياء.. وإذا اختلفوا فيما بينهم ( الله ستر على الشعب منهم ) .. وإذا اختلفوا فيما بينهم دبروا مكائد لبعضهم ونصبوا الفخاخ .. أحزاب طائفية تنفذ أجندة خارجية.. أجندة الدول التي تمولّها .. طبعا لإيران النصيب الأكبر من هذه الأحزاب والكتل كونها تمتلك حقداً دفينا عمره الآلاف السنيين ، وهي تعمل كل ما بوسعها لإيقاع الأذى بالعراق.. نحن في السنة العاشرة من الاحتلال .. وشعبنا في كل شبر من العراق أمتلك وعيا كافيا ليسأل نفسه ما الذي قدمته هذه الأحزاب للعراق ..ماجدوى هذه الكتل وماذا جنينا من وجود المئات من الأحزاب في بلادنا.. وهل أن وجودها تعبر عن حالة ديمقراطية فإذا كانت كذلك لما تمنع التظاهرات في وطننا ولما ترتكب المجازر بحق المعتصمين من أبنائنا والحويجة على سبيل المثال وذي قار والرمادي وبغداد.. هل وقفت هذه الأحزاب ضد الحكومة ومنعتها من ممارسة الجرائم هل حمت أرواح العراقيين فإذا كانت لم تفعل فما الجدوى من وجودها .. هل وفرت هذه الأحزاب باب رزق للعراقيين وهل نقص عدد الفقراء والمحتاجين وتوقف التسول في بلادنا.. أعدائنا يستغلون هذه الأحزاب لقتل أبنائنا ونهب ثرواتنا .. لقد آن الأوان أن نطالب بتقليص عدد الأحزاب والكتل السياسية .. نطالب بحلها وإلغائها من الخارطة وخاصة تلك الأحزاب التي نعرف تأريخها وامتدادها وجذورها وأحزاب إيران على وجه التحديد.. حزبان وطنيان أو ثلاث خير من مئات الأحزاب ، يتصارع أعضائها فيما بينهم ، ويتصارعون مع الأحزاب الأخرى والنتيجة موت العشرات يومياً من أبنائنا .. ونحن شعب صاحب تجربة ، عندما كان العراق يحكمه حزب واحد ..كنا بلداً خالياً من الإرهاب والفساد ..